"أصلي أنا" لزين هو التميز الفلسطيني المعروض بالكامل

“أصلي أنا” لزين هو التميز الفلسطيني المعروض بالكامل

[ad_1]

بينما كنت أتصفح موقع Instagram دون وعي، عثرت على الإعلان التشويقي لأغنية بعنوان Harrir Aqlak/Asli Ana (Free Your Mind). لقد أسرتني هذه الجملة التشويقية وحدها، التي أدتها المغنية الفلسطينية الأردنية الشابة زين.

الصور المذهلة والأزياء الدقيقة لفتت انتباهي على الفور. وبعد فترة وجيزة، شاهدت الفيديو الموسيقي كاملاً على اليوتيوب، والذي فاق كل التوقعات.

باعتباري فلسطينيًا أردنيًا، أنا مهتم بالإنتاج الثقافي، وخاصة تلك التي تعمل على تضخيم الأصوات الفلسطينية.

يعد الأردن موطنًا لأكبر عدد من السكان الفلسطينيين في العالم، وعلى الرغم من القيود العالمية المفروضة على التعبير الفلسطيني، يوفر الأردن منصة رائعة للفن والثقافة الفلسطينية.

يبدو أسلي أنا وكأنه تتويج لهذا الفضاء، وتعبير نابض بالحياة عن الهوية والتاريخ والمقاومة.

زين، موسيقي ولد في الأردن لأبوين فلسطينيين، ونشأ وسط الموسيقى. هذا العام، حققت إنجازات كبيرة، بما في ذلك الأداء المذهل لأغنيتها المنفردة “Ma Bansak” في عرض الألوان والصعود إلى المسرح في حدث بوتيغا فينيتا في دبي (غيتي)الغوص العميق في كلمات الأغاني

كلمات أسلي آنا هي استكشاف قوي لموضوعات إنهاء الاستعمار. إنهم يتحدون المفهوم الغربي لـ “الحضارة”، ويكشفون كيف تم استخدامها تاريخياً كسلاح للقمع والتهجير والمحو.

يواجه زين السرد الاستعماري طويل الأمد، ويسلط الضوء على كيفية تبريره لسرقة أراضينا، ومحو ثقافتنا، وتشويه تاريخنا.

الأغنية لا تتوقف عند النقد. إنه يدفعنا إلى التشكيك في معاييرنا الاستعمارية الداخلية، حتى في الجوانب الدقيقة مثل اللباس وإظهار الذات.

جملة “سجل أنا عربي وأعرف أصلي” أثارت دموعي. إنه تذكير مؤثر بالمرونة المطلوبة للحفاظ على هويتنا بعد عقود من الشتات والنزوح.

من خلال أبيات شعرية، يلخص زين ببراعة النضال من أجل الحفاظ على تراثنا أثناء التنقل في عالم يتطلب الاستيعاب باستمرار.

الموسيقى وتصميم الرقصات: تحية للفولكلور الفلسطيني

تشيد الموسيقى وتصميم الرقصات في هذه القطعة بعمق بالفولكلور الفلسطيني، حيث تمزج بين التقاليد والحداثة بطريقة سلسة ومثيرة.

التركيبة الموسيقية غنية ومتعمدة، ومملوءة بآلات وألحان من التراث الفلسطيني، مما يخلق ترتيبًا مبتكرًا يبعث على الحنين إلى الماضي ويربط الماضي بالحاضر.

تؤكد هذه الأصالة على مرونة التقاليد الثقافية الفلسطينية وأهميتها المستمرة. وبالمثل، تدمج الكوريغرافيا الدبكة التقليدية مع الحركات المعاصرة، مما يجسد جوهر الاستمرارية الثقافية والتطور.

ويعكس أداء الراقصين بكل فخر ودقة الروح الجماعية للصمود الفلسطيني، مما يعزز موضوعات الأغنية من خلال رواية القصص المرئية التي تظل وفية للتعبير الثقافي الأصيل دون الاعتماد على جماليات البوب ​​الغربية.

تخلق الموسيقى وتصميم الرقصات معًا مشهدًا صوتيًا وسردًا بصريًا فلسطينيًا بشكل واضح بينما يتردد صداه عالميًا.

يمزج الرقص في فيديو زين الموسيقي بين الدبكة الفلسطينية وطاقة موسيقى الآر أند بي فاشن: الروعة الفلسطينية

الموضة في الفيديو ببساطة تخطف الأنفاس، وهي ليست أقل من روعة فلسطينية. كل زي هو احتفال بالتطريز الفلسطيني التقليدي، أو التطريز، مع لمسة عصرية.

من الفساتين المزينة بأنماط معقدة إلى الأقراط الأنيقة وأغطية الرأس الملكية، تعتبر الأزياء وليمة بصرية.

تدمج زين أيضًا الملابس الرجالية التقليدية، والتي تم تصميمها بطرق جريئة وغير تقليدية، مما يزيد من كسر الصور النمطية واستعادة الروايات الثقافية.

ولعل الرمز الأكثر إثارة للمشاعر هو المفتاح الفلسطيني، وهو فكرة متكررة في الفيديو. يمثل حق العودة والمنازل المفقودة خلال النكبة، وقد تم نسج المفتاح في الموضة بطرق مبتكرة، مما يذكرنا بالأمل الدائم في العدالة والمصالحة.

ترتدي زين فستاناً مطرزاً بالتطرز، وهو رمز للتاريخ والهوية الفلسطينية. كما أنها ترتدي غطاء رأس الشطوة، الذي صممه مصمم الأزياء الفلسطيني زيد فاروقي، والذي ترتديه تقليدياً النساء المتزوجات والأرامل في منطقة القدس وبيت لحم. قطع التطريز الفلسطيني. يقترن هذا المظهر الذي يلبسها مباشرة مع غطاء رأس مصنوع من مجوهرات والدتها المعاد استخدامها. المفتاح هو رمز مهم للنكبة، حيث احتفظ العديد من الفلسطينيين بمفاتيح منازلهم عندما أجبروا على المغادرة في عام 1948صور: تحفة من السرد القصصي

يعد الفيديو الموسيقي تحفة بصرية، حيث تم تصويره على خلفية مدينة عمان، التي تعكس هندستها المعمارية بشكل وثيق هندسة البلدات والمدن الفلسطينية، إلى جانب مشاهد من مخيمات اللاجئين في الأردن.

تعمل هذه المواقع المختارة بعناية على بناء جسر بين التاريخ والخبرات المشتركة للأردنيين والفلسطينيين، مما يثير شعورًا عميقًا بالألفة والانتماء.

يبتعد التصوير السينمائي عن كليشيهات فيديو موسيقى البوب ​​الغربية، ويقدم بدلاً من ذلك قصة متجذرة بعمق في الجماليات الفلسطينية.

لحظات مثل التجمع حول مائدة العشاء، وتقليب الطبق الفلسطيني التقليدي المقلوبة، وركض الأولاد عبر حقول البرتقال، تثير صوراً حية تذكرنا برواية غسان كنفاني “أرض البرتقال الحزين”.

تم تصميم كل إطار بهدف الاحتفال بجمال الثقافة الفلسطينية وقوتها ومرونتها.

يستخدم الفلسطينيون رموزًا مثل البطيخ والبرتقال والزيتون والباذنجان لتمثيل هويتهم الوطنية، وارتباطهم بالأرض، والمقاومة.لماذا هذا مهم؟

أسلي أنا أكثر من مجرد أغنية؛ إنها رواية جريئة وضرورية للفلسطينيين. يخلق اندماج الموسيقى وكلمات الأغاني والمرئيات والأزياء تعبيرًا متعدد الأبعاد عن الهوية والمقاومة.

الأغنية في جوهرها هي انعكاس لقصصنا، القصص التي تم قمعها أو تشويهها عمدًا منذ فترة طويلة من خلال التضليل.

في عالم يناضل فيه الفلسطينيون في كثير من الأحيان من أجل الحق في الوجود ببساطة، يعد عمل زين بمثابة تذكير بثراء ثقافتنا وقوة شعبنا. إنها دعوة لاحتضان تراثنا دون اعتذار والاستمرار في رواية قصصنا، بغض النظر عن عدد العقبات التي تقف في طريقنا.

إن فيلم “أصلي أنا” لزين ليس مجرد احتفال بالتميز الفلسطيني؛ إنها استعادة لروايتنا وهدية لأي شخص يرغب في الاستماع والرؤية والشعور.

بالنسبة لأولئك منا الذين يتوقون إلى البقاء على اتصال بجذورهم، فإن هذه الأغنية هي شريان الحياة، وإعلان نابض بالحياة وغير اعتذاري بأننا هنا، ولن يتم محونا.

إن كونها فنانة أصيلة ينطوي على ارتباط زين القوي بهويتها الفلسطينية، وذلك باستخدام القوة الناعمة للموسيقى كشكل من أشكال المقاومةانتصار التعبير الثقافي

من الكلمات المؤثرة والموسيقى الأصيلة إلى الصور المبهرة والأزياء القوية، تعد “أصلي آنا” بمثابة انتصار للتعبير الثقافي.

إنه بمثابة شهادة على صمود الفلسطينيين وإبداعهم وقوتهم.

تعتبر تحفة زين بمثابة تذكير بأنه حتى في مواجهة الشدائد، سيستمر فننا وهويتنا في التألق.

حسن كيلاني ناشط وكاتب في السياسات النسوية الكويرية في الشرق الأوسط

تابعوه على X: @HasanAmman

[ad_2]

المصدر