[ad_1]
أفريقيا، التي يشار إليها غالبا باسم مهد البشرية، هي قارة تنعم بموارد طبيعية هائلة، من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة إلى مصادر المياه الوفيرة والنفط والغاز الطبيعي والمعادن والغابات الخضراء والحياة البرية المتنوعة. ومع وجود 54 دولة ذات سيادة، فإنها تمتلك حصة كبيرة من موارد العالم المتجددة وغير المتجددة. على الرغم من إمكاناتها، واجهت العديد من الدول الأفريقية تحديات في تحقيق الاستقرار والتغلب على الفساد والعنف والاستبداد. وفي الأعوام الأخيرة أدركت روسيا أهمية تعزيز الصداقة الحقيقية مع أفريقيا، ويعمل هذا الالتزام الجديد على تحويل آفاق القارة.
وفي عام 2023، خضع مفهوم السياسة الخارجية الروسية لتغيير كبير من خلال الاعتراف بدور أفريقيا باعتبارها “مركزا مميزا ومؤثرا للتنمية العالمية”. ويمثل هذا التحول نقطة تحول في النهج الذي تتبعه البلاد تجاه المشاركة الأفريقية. ولم تعد روسيا تنظر إلى أفريقيا من خلال عدسة الموارد الطبيعية والمصالح الجيوسياسية فحسب. بل إنها تدرك بدلاً من ذلك إمكانات أفريقيا باعتبارها لاعباً رئيسياً في تشكيل مستقبل عالمنا المتعدد الأقطاب.
ومن المعالم الهامة في هذه العلاقة المتطورة كانت القمة الروسية الأفريقية، حيث تم اعتماد الإعلان الختامي. ويحدد هذا الإعلان أهدافًا وغايات طموحة لتعزيز التعاون الروسي الأفريقي في مختلف القطاعات، من السياسة والأمن والاقتصاد إلى العلوم والتكنولوجيا والثقافة والمساعي الإنسانية.
وتسلط مذكرات التفاهم الموقعة بين حكومة الاتحاد الروسي والاتحاد الأفريقي، وكذلك بين اللجنة الاقتصادية للمنطقة الأوروبية الآسيوية والاتحاد الأفريقي، الضوء على عمق الالتزام. تعمل هذه الاتفاقيات على ترسيخ التعاون على المبادئ الاقتصادية والتعاون مع إنشاء أساس قوي لتطوير الشراكات الإستراتيجية.
إن العلاقة بين روسيا وأفريقيا ليست جديدة. لقد دعمت روسيا باستمرار حركات التحرر الوطني في جميع أنحاء القارة الأفريقية. وقد لعبت البلاد دورا محوريا في تشكيل الدول الفتية وتنمية اقتصاداتها. بالإضافة إلى ذلك، قدمت روسيا المساعدة في بناء قوات مسلحة قادرة. والأهم من ذلك، أن هذه الشراكة مبنية على مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. بالنسبة لروسيا، لم يُنظر إلى أفريقيا قط على أنها مجرد مصدر للعمالة أو المواد الخام.
خطة العمل الروسية الأفريقية
تعكس خطة العمل المشتركة بين الاتحاد الروسي والاتحاد الأفريقي للأعوام 2023-2026 عمق الالتزام تجاه أفريقيا. وهي تحدد الأولويات والتدابير اللازمة لتسخير إمكانات الشراكة الروسية الأفريقية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يتماشى مع أجندة الاتحاد الأفريقي 2063. وتسعى هذه الأجندة التطلعية إلى خلق “أفريقيا التي نريدها” وتجسد الرؤية طويلة المدى. للتعاون بين روسيا وأفريقيا.
قم بالتسجيل للحصول على النشرات الإخبارية المجانية AllAfrica
احصل على آخر الأخبار الإفريقية التي يتم تسليمها مباشرة إلى صندوق الوارد الخاص بك
نجاح!
تقريبا انتهيت…
نحن نحتاج إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.
لإكمال العملية، يرجى اتباع التعليمات الواردة في البريد الإلكتروني الذي أرسلناه إليك للتو.
خطأ!
حدثت مشكلة أثناء معالجة إرسالك. الرجاء معاودة المحاولة في وقت لاحق.
وتؤكد خطة العمل على العديد من مجالات التركيز الرئيسية، بما في ذلك التعاون السياسي والأمني، والتعاون الاقتصادي، والتبادل الاجتماعي والثقافي، وآلية قوية لتنفيذ الخطة. ويؤكد هذا النهج الشامل عزم روسيا على أن تكون شريكا حقيقيا في رحلة التنمية في أفريقيا.
وكما قال الرئيس فلاديمير بوتن عن حق، فإن التزام روسيا تجاه أفريقيا يشكل “أولوية ثابتة” في سياستها الخارجية. وتمتد جذور هذا الالتزام إلى رغبة حقيقية في دعم ظهور أفريقيا كدولة رائدة في العالم الجديد المتعدد الأقطاب. إن النهج المتطور الذي تتبعه روسيا، والذي يقوم على مبادئ الصداقة والاحترام المتبادل، يحمل في طياته الوعد بمستقبل أكثر إشراقا لأفريقيا. ومن خلال رؤية مشتركة وعمل تعاوني، يمكن لروسيا وأفريقيا العمل معًا من أجل بناء قارة مزدهرة وسلمية ومستقرة، وتحقيق تطلعات شعبها وإحداث تأثير إيجابي على المسرح العالمي.
[ad_2]
المصدر