[ad_1]
في سعيهم لكشف ألغاز ممارسات التحنيط المصرية القديمة، استخدم الباحثون في معهد ماكس بلانك الألماني التكنولوجيا المتطورة لتحديد وإعادة إنشاء الرائحة المستخدمة في تحنيط امرأة مصرية مهمة.
تركز الدراسة على المواد المستخدمة لتحنيط السيدة النبيلة سينيتناي حوالي عام 1450 قبل الميلاد. تم اكتشاف رفاتها في وادي الملوك عام 1900 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، الشهير باكتشافه مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1923.
للكشف عن أسرار بلسم تحنيط سينيتناي، جمع الفريق عينات صغيرة من بقايا الجرار الكانوبية التي كانت تحتوي على رئتيها وكبدها. وأوضحت باربرا هوبر، الباحثة الرئيسية في ماكس بلانك: “لم يكن لدينا سوى بقايا صغيرة، آثار صغيرة من بلسم التحنيط، المادة التي كانت مغطاة بها في الحياة الآخرة. أخذنا عينات من هذه الجرار الكانوبية وقمنا بتحليل بلسم التحنيط. ومن خلال تركيبته الجزيئية، يمكننا التعرف على الرائحة القديمة للخلود أو الحياة الآخرة.”
وكشف تحليلهم عن مزيج معقد من المكونات الموجودة في المسكنات، بما في ذلك شمع العسل والزيوت النباتية والدهون والراتنجات والمواد البلسمية وغيرها. تسلط هذه النتائج الضوء على عملية التحنيط وشبكات التجارة الواسعة في مصر القديمة، بمكونات مصدرها أوروبا الوسطى وجنوب شرق آسيا والبحر الأبيض المتوسط، ومواد متوفرة محليًا مثل شمع النحل.
ثبت أن بعض المكونات يصعب التعرف عليها، ومن المحتمل أن يكون مصدرها راتينج شجرة صمغ الدمار الموجودة حصريًا في جنوب شرق آسيا. وفي حالة تأكيد هذا الاكتشاف، فإنه يمكن أن يوضح التأثير البعيد المدى لمصر القديمة، والذي يمتد حتى 4000 كيلومتر.
لإعادة إنشاء رائحة بلسم التحنيط الخاص بـ Senetnay، تعاون Huber مع صانع العطور الفرنسي Carole Calvez، مما أدى إلى عشرين صيغة مختلفة. في النهاية، تم اختيار عطر يوصف بأنه “خشبي، راتنجي، بلسمي، ألدهيد، دافئ جدًا، وقوي”.
أصبحت هذه التجربة الشمية الفريدة الآن جزءًا من معرض في متحف موسجارد في الدنمارك بعنوان “مصر القديمة – مهووسة بالحياة”. يتطرق المعرض إلى معتقدات المصريين القدماء في الحياة الآخرة، ويتحدى المفاهيم الخاطئة الشائعة حول افتتانهم بالموت. ويشير ستيفن تيرب لورسن، رئيس القسم الشرقي في Moesgaard، إلى أن الرائحة المعاد إنشاؤها تعمل بمثابة بوابة إلى الماضي، مما يسمح للزوار بالتواصل عاطفيًا مع عصر كان موجودًا منذ أكثر من 4000 عام.
ونُشر البحث الذي أجرته هوبر وفريقها في مجلة Scientific Reports في 31 أغسطس، وافتتح معرض “مصر القديمة – مهووسة بالحياة” في متحف Moesgaard في 13 أكتوبر 2023، ويستمر حتى 18 أغسطس 2024.
[ad_2]
المصدر