[ad_1]
المشاركون يشاركون في العروض الثقافية في مهرجان جرش للثقافة والفنون، والتي تم التقاطها في 5 أغسطس 2022. (تصوير خليل مزرعاوي / وكالة الصحافة الفرنسية)
يواجه مهرجان جرش الأردني السنوي للثقافة والفنون انتقادات ودعوات لإلغائه قبل انطلاقه في الصيف وسط الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة واتهامات بعدم الحساسية في بلد غالبية سكانه من أصل فلسطيني.
ويطالب الكثيرون وزارة الثقافة الأردنية بإلغاء المهرجان أو تعديل برامجه بسبب المجازر التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة والضفة الغربية. وانتشر وسم #cancel_Jerash_Festival عبر شبكات التواصل الاجتماعي
إلا أن الدعوة إلى إلغاء المهرجان لا تحظى بإجماع الأردنيين.
«أنا لست مع إلغاء مهرجان جرش للثقافة والفنون، شرط أن يكون تراثاً ثقافياً حقيقياً وله نكهة إبداعية تعكس الواقع المحلي والإقليمي. لقد كان الفن دائمًا نبض الأمم خلال اللحظات التاريخية. وقال أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على فيسبوك: “إنه تعبير حيوي ومهم للغاية”.
في المقابل، علق مستخدم آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: “إلغاء وفشل مهرجان جرش يقوم به الشرفاء بينما الاستمرار في المهرجان لا يقوم به إلا السفهاء”.
ويدور الجدل وسط عدم وضوح رسمي بشأن الحدث الذي من المقرر أن يعقد نسخته الثامنة والثلاثين. ويعيش الأردن حالة حزن وتضامن عبرت عنها الاحتجاجات وحملات المقاطعة ضد الشركات المتهمة بدعم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
وتزايدت المطالبات بالإلغاء بعد تصريح وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار أكدت فيها موعد مهرجان جرش.
ونقل موقع قناة المملكة (قناة خدمة عامة) عنها قولها إن «المهرجان سيقام في موعده المقرر هذا الصيف (24 يوليو)».
وبعد الجدل الذي أثاره تصريح الوزيرة، التي تتولى أيضا منصب رئيس اللجنة العليا للمهرجان، أصدرت بيانا جديدا قالت فيه إن المهرجان ليس أولوية في ظل الظروف المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
كما هددت رابطة الكتاب الأردنيين بمقاطعة المهرجان ما لم يتحول إلى برنامج وطني للتضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال فعاليات خاصة.
وقال عضو اتحاد الكتاب وليد حسني لـ”العربي الجديد”: “هناك اتجاهان في منظمتنا. الأولى تتمثل في الهيئة الإدارية التي تدعو إلى تخصيص فعاليات المهرجان للفعاليات المتعلقة بغزة.
“كما أن هناك اتجاها قويا آخر يدعو إلى إلغاء المهرجان، على غرار ما حدث عام 1982 عندما غزت إسرائيل بيروت، وفي عام 2006 خلال الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان. واليوم، بسبب الحرب والدماء والإبادة الجماعية في غزة، تم إلغاء المهرجان يجب أن يتم إلغاؤها.”
كشف الشاعر أكرم الزعبي عضو اللجنة العليا لمهرجان جرش السابق، أن بعض الاستعدادات للمهرجان بدأت مع بداية العام الجاري.
وعلق قائلاً: “في لقاء شخصي مع المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي، سألته عن الفعاليات الفنية وتحديداً الغناء، وصعوبة إجرائها في ظل ما يحدث في غزة.
“كان جوابه لي أننا وأهلنا في غزة في نفس الوضع، ولا يوجد قرار من الحكومة الأردنية بإقامة فعاليات فنية في الوقت الحالي لأننا لا نستطيع أن نحتفل والدماء تسيل”.
“إذا هدأ الوضع في غزة بما فيه الكفاية قبل موعد المهرجان، فربما نستضيف الملتزمين والداعمين للفن.
واقترح دعوة المطربين المعروفين الداعمين للقضية الفلسطينية، مثل مارسيل خليفة وسميح شقير وجوليا بطرس.
وأضاف: “لكن إذا استمرت سفك الدماء فلن يكون أمامنا سوى إلغاء الفعاليات الفنية وتوسيع الفعاليات الثقافية، على أن تكون موجهة لدعم صمود أهل غزة”.
وهناك تيار آخر من الأصوات المطالبة بإلغاء مهرجان جرش يأتي من أصحاب الأسباب الدينية، بالإضافة إلى المخاوف بشأن الحرب في غزة.
وقال خالد الجهني، من الحركة الإسلامية في الأردن، والذي يقود حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، لـ”العربي الجديد”، إن “المهرجان، حتى قبل طوفان الأقصى، واجه رفضاً اجتماعياً.
“هناك أسباب دينية. الشكل الفني لما يتم عرضه يتنافى مع القيم الإسلامية ولا يعرض التراث الأردني ولا يطور مدينة جرش اقتصاديا.
“اليوم يتزايد رفض المهرجان والاحتفال في وقت تسيل فيه دماء إخواننا في غزة. لقد رأينا أردنيين يلغون حفلات زفافهم ويعرضون تكلفة حفلات الزفاف لمساعدة أهل غزة”.
انطلق مهرجان جرش لأول مرة عام 1980 بمبادرة من جامعة اليرموك، لكنه أصبح مهرجاناً رسمياً مع دورته الأولى عام 1981. ويقام كل صيف ويضم فعاليات فنية وأدبية وثقافية من جميع أنحاء العالم.
وتعد مدينة جرش الأثرية، التي تبعد عن عمان حوالي 48 كيلومترا، الموقع الرئيسي لفعاليات المهرجان.
وقال مصدر في وزارة الثقافة الأردنية، الجهة المنظمة للمهرجان، لـ”العربي الجديد”، إنه لم يتم الحديث عن إقامة مهرجان جرش هذا العام حتى الآن، بسبب الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. الوزارة تدرس الموضوع، ومن المتوقع أن يتم اتخاذ القرار خلال الأسابيع المقبلة”.
محمد عرسان صحافي مستقل ورئيس تحرير راديو البلد وموقع عمّان نت.نت.
تابعوه على X: @JournalistErsan
[ad_2]
المصدر