الكتل السنية العراقية تواصل التنافس على رئاسة البرلمان

الكتل السنية العراقية تواصل التنافس على رئاسة البرلمان

[ad_1]

وكان المشهداني، 74 عاماً، رئيساً لمجلس النواب العراقي من عام 2006 إلى عام 2008. (جيتي)

لا يزال المشهد السياسي في العراق غامضا إلى حد كبير، حيث أعلن تحالفا العزم والسيادة رسميا دعمهما لمحمود المشهداني لمنصب رئيس مجلس النواب العراقي.

وتأتي هذه الخطوة في إطار جهد أوسع نطاقا لحل الجمود السياسي العميق الذي ترك المنصب شاغرا لأكثر من تسعة أشهر، مما أدى إلى شلل تشريعي أدى إلى توقف القرارات الرئيسية وزاد من تعقيد التحديات السياسية التي يواجهها العراق.

ظل منصب رئيس مجلس النواب شاغرًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد إقالة محمد الحلبوسي من قبل المحكمة الاتحادية العليا في العراق. وتم عزل الحلبوسي، زعيم حزب التقدم، وسط مزاعم وتحدي قانوني شكك في شرعيته. ومنذ ذلك الحين، انغمس البرلمان العراقي في صراع لانتخاب رئيس جديد، مع عدم تمكن الفصائل المختلفة من التوصل إلى إجماع بشأن مرشح مناسب.

ويُنظر إلى الإعلان الأخير من قبل تحالف العزم بزعامة مثنى السامرائي، وتحالف السيادة برئاسة خميس الخنجر، بدعم المشهداني، على أنه جهد منسق لكسر الجمود.

ويشتهر المشهداني، وهو سياسي مخضرم شغل منصب رئيس مجلس النواب من عام 2006 إلى عام 2009، بخبرته ونهجه المتوازن. ويعتقد أنصاره أن هذه الصفات ضرورية للتعامل مع التعقيدات السياسية الحالية في العراق.

وفي بيان مشترك، أكد تحالفا العزم والسيادة أن قرارهما بدعم المشهداني جاء نتيجة جهود متواصلة من الإطار التنسيقي والحزب الديمقراطي الكردستاني.

وتعمل هذه المجموعات بنشاط على حل النزاع حول الزعامة السنية وضمان إجراء انتخاب رئيس البرلمان وفقاً لحكم المحكمة الاتحادية. وأكدت التحالفات على ضرورة تجنب أي أخطاء دستورية خلال هذه العملية الحاسمة، حيث أصبحت شرعية الهيئة التشريعية العراقية على المحك.

كان الإطار التنسيقي، وهو تحالف من الأحزاب الشيعية يستبعد التيار الصدري المؤثر، قد حدد العشرين من يوليو/تموز موعداً نهائياً لحل قضية الزعامة السنية. ولكن هذا الموعد النهائي مر دون التوصل إلى أي حل، الأمر الذي سلط الضوء على الانقسامات العميقة والتعقيدات داخل الساحة السياسية العراقية. وعلى الرغم من جهود الإطار التنسيقي، لا تزال الفصائل السياسية السنية منقسمة، دون التوصل إلى إجماع واضح بشأن من ينبغي أن يتولى منصب رئيس مجلس النواب.

وما زاد الطين بلة، ما كشفته مصادر داخل الإطار التنسيقي، من أن محمد الحلبوسي اقترح رسمياً، زعيم كتلة المبادرة زياد الجنابي، مرشحاً لمنصب رئيس مجلس النواب.

وبحسب ما ورد حظي هذا الاقتراح بدعم أكثر من خمسين نائباً سنياً، وهو ما يشير إلى الانقسام المستمر داخل المشهد السياسي السني. ومع ذلك، فقد أعلن إطار التنسيق أنه لن يعدل النظام الأساسي لمجلس النواب وسيلتزم بشكل صارم بقرار المحكمة الاتحادية بانتخاب رئيس للمجلس خلال الدورة البرلمانية الأولى، دون إعادة فتح باب الترشيحات لمرشحين جدد.

وقد تسبب الجمود في تأخير جلسات البرلمان عدة مرات. وفشل التصويت الأخير في 19 مايو/أيار 2024 في إنتاج رئيس جديد، حيث حصل المشهداني على 137 صوتًا وحصل منافسه سالم العيساوي على 158 صوتًا – ولم يصل أي منهما إلى الأغلبية المطلوبة البالغة 165 صوتًا. واتسمت الجلسة بتوترات كبيرة وانقسامات سياسية عميقة، مما يعكس التحديات الأوسع التي يواجهها النظام السياسي في العراق.

في الوقت الذي تستعد فيه العراق لإحياء ذكرى الأربعين، الحدث الديني الرئيسي في الإسلام الشيعي، تم تأجيل مسألة انتخاب رئيس جديد للبرلمان. ومن المتوقع أن تجتذب هذه الزيارة، التي تمثل نهاية فترة الحداد التي تستمر أربعين يوماً على الإمام الحسين، ملايين المشاركين من مختلف أنحاء العراق وخارجه، وهو ما يوفر استراحة مؤقتة في الاضطرابات السياسية.

ولكن بمجرد انتهاء الحج، سوف تحتاج الفصائل السياسية العراقية إلى استئناف جهودها لحل أزمة القيادة. وسوف تكون القرارات التي ستتخذ في الأسابيع المقبلة حاسمة في تشكيل مستقبل العراق التشريعي وتحديد ما إذا كان بوسع البلاد التغلب على هذه الفترة من عدم الاستقرار السياسي.

ويعد المشهداني (74 عاما)، الذي شغل منصب رئيس مجلس النواب من عام 2006 إلى عام 2009، سياسيا محنكاً يتمتع بسمعة مهنية عالية. وقد اضطر إلى الاستقالة من منصبه السابق بعد اتهامات له بـ”السلوك الفظ” تجاه النواب.

ورغم ذلك، يظل المشهداني شخصية تحظى بالاحترام، ومعروفاً بخبرته ونهجه المدروس، وهو ما يعتقد أنصاره أنه أمر حاسم للمشهد السياسي الحالي في العراق.

وتؤكد المناقشات الجارية، على الرغم من تعقيدها، على أهمية الوحدة والالتزام بالعمليات الدستورية في الحفاظ على سيادة العراق واستقراره.

[ad_2]

المصدر