قطر غاضبة من اغتيال قيادي في حماس وتقيم جنازة لهنية

قطر غاضبة من اغتيال قيادي في حماس وتقيم جنازة لهنية

[ad_1]

إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحضر جنازة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي في الدوحة بقطر (صورة أرشيفية من جيتي)

أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، عن إحباطه العميق إزاء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، مشيرا إلى أن استخدام الاغتيالات السياسية والتصعيد المتعمد ضد المدنيين في غزة خلال كل مرحلة من مراحل المفاوضات يثير تساؤلات حول كيفية سير المفاوضات عندما يقوم طرف واحد، أي إسرائيل، بقتل نظيره المفاوض.

وأكد المسؤول القطري في تدوينة على صفحته بموقع “إكس” أن السلام الإقليمي والدولي يتطلب شركاء جادين وموقفا عالميا ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة.

وكان إسماعيل هنية يقيم في قطر، التي لعبت دورا رئيسيا في التوسط في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حماس الفلسطينية.

وأكدت حركة حماس صباح الأربعاء مقتل هنية في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله في طهران. وذكر الحرس الثوري الإيراني في بيان أن هنية قُتل في طهران وأن التحقيق جار وسيتم الإعلان عن النتائج.

وكان هنية قد وصل الثلاثاء إلى طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

وكانت دولة قطر قد أدانت في وقت سابق اغتيال هنية بأشد العبارات ووصفته بأنه “جريمة شنيعة وتصعيد خطير وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”.

وفي بيان نشرته على حسابها بموقع “إكس” اليوم الأربعاء، أدانت وزارة الخارجية القطرية اغتيال إسماعيل هنية، ووصفته بأنه “تصعيد خطير وانتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني”.

وحذرت الوزارة من أن “هذا الاغتيال والسلوك الإسرائيلي المتهور في استهداف المدنيين في غزة بشكل مستمر من شأنه أن يقود المنطقة إلى الفوضى ويقوض فرص السلام”.

جددت وزارة الخارجية القطرية موقف دولة قطر الثابت ضد العنف والإرهاب والأعمال الإجرامية بما في ذلك الاغتيالات السياسية مهما كانت الدوافع أو الأسباب.

كما أعربت الوزارة عن تعازي دولة قطر قيادة وشعبا، “لعائلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومساعده الشخصي، ولدولة فلسطين وشعبها الشقيق”.

وجاء اغتيال هنية في ظل الجهود الأخيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرض لما يصفه كثيرون بالإبادة الجماعية منذ نحو عشرة أشهر. وعقدت جولة مفاوضات في العاصمة الإيطالية روما شارك فيها مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد ليفرض شروطا جديدة يقول كثيرون إنها محاولة لتخريب مفاوضات غزة، وتحميل الجانب الفلسطيني، وخاصة حماس والمقاومة، مسؤولية التأخير، وانتزاع المزيد من التنازلات، وحماية نفسه من المساءلة الداخلية.

ويلقي التصعيد الإسرائيلي الجديد، الذي يتضمن أيضاً استهداف شخصيات من حزب الله في بيروت بين عشية وضحاها، مصير هذه المحادثات في حالة من عدم اليقين، حيث من المرجح أن يشن محور المقاومة المدعوم من إيران، والذي تشكل حماس وحزب الله جزءاً منه، رداً عسكرياً ضد إسرائيل.

جنازات في طهران والدوحة

وأعلنت حركة حماس في بيان رسمي، الأربعاء، أن جثمان رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية سينقل إلى قطر، الخميس، بعد تشييع رسمي في طهران.

وذكرت الحركة أنه ستكون هناك مراسم تشييع رسمية وعلنية في العاصمة الإيرانية طهران، الخميس، وسيتم نقل الجثمان إلى الدوحة بعد ظهر الخميس.

وأضاف البيان أن “صلاة الجنازة ستقام بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة”.

ومن المقرر بعد ذلك أن يوارى جثمان هنية الثرى في مقبرة الإمام المؤسس بمنطقة لوسيل، إحدى ضواحي الدوحة.

وأشار البيان إلى أن الجنازة في الدوحة سيحضرها “قيادات شعبية وفصائلية وقيادات عربية وإسلامية”.

والتزمت إسرائيل رسميا الصمت ولم تعلق على اغتيال هنية، حيث أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات للوزراء بعدم التطرق إلى اغتيال هنية.

بعد توليه منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عام 2017، تنقل إسماعيل هنية بشكل متكرر بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة، لتجنب قيود السفر المفروضة على قطاع غزة المحاصر. وقد سهلت هذه القدرة على التنقل مشاركته في مفاوضات وقف إطلاق النار.

ولد إسماعيل عبد السلام هنية المعروف بـ”أبو العبد” عام 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة لعائلة متواضعة، وهو لاجئ من عسقلان التي هجر والداه منها إثر النكبة الفلسطينية عام 1948، وعُرف هنية بعلاقته الوثيقة مع مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، حيث عمل رئيساً لمكتبه لسنوات.

وبعد حصوله على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من الجامعة الإسلامية، معقل حماس الرئيسي في غزة، بدأ هنية التدريس هناك وعمل لاحقًا في مكاتب قيادية مختلفة داخل الحركة. وظل هدفًا للاعتقال أو الاغتيال خلال الانتفاضتين الأولى والثانية وخلال الحروب الثلاثة في غزة. اعتقلت السلطات الإسرائيلية هنية لأول مرة في عام 1987، بعد وقت قصير من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وسجن لمدة 18 يومًا. واعتقل مرة أخرى في عام 1988 لمدة ستة أشهر بموجب نظام الاعتقال الإداري.

وفي عام 1989 اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي مرة أخرى بتهمة الانتماء لحركة حماس، وقضى ثلاثة أعوام في الاعتقال، ثم أبعدته إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992، لكنه عاد إلى غزة بعد أن أمضى عاماً في المنفى. وأصيب هنية في هجوم صاروخي إسرائيلي على مكتب حماس في مدينة غزة عام 2003، ونجا منه مع مؤسس الحركة أحمد ياسين. وأصبح نشاطه محدوداً على الصعيدين السياسي والإعلامي.

وكان هنية من أوائل المؤيدين لمشاركة حماس السياسية. وفي عام 2006، انتُخب لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني بعد أن قررت الحركة المشاركة في الانتخابات، فأصبح بعد ذلك رئيس الوزراء الحادي عشر للحكومة الفلسطينية في عام 2007.

وظل هنية رئيساً لوزراء غزة حتى إعلان حكومة الوحدة الوطنية في عام 2013، على الرغم من عدم اعتراف السلطة الفلسطينية بحكومته في ذلك الوقت واعتبارها حكومة أمر واقع. ورفض المجتمع العربي والدولي إلى حد كبير التعامل مع الحركة وحكومتها في غزة إلا في حدود ضيقة للغاية. وكان هنية معروفاً بخطاباته الحماسية والفعالة، وعند اختياره رئيساً للوزراء، أعلن عبارته الشهيرة: “لن نعترف، لن نعترف، لن نعترف بإسرائيل”.

في 6 مايو/أيار 2017، انتخب هنية رئيساً جديداً للمكتب السياسي لحركة حماس، وأقام في العاصمة القطرية الدوحة لتسهيل التواصل مع العالم الخارجي، حيث ظل على قائمة إسرائيل للشخصيات المطلوبة لتصفيتها.

أعلنت حركة حماس في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء استشهاد إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية استهدفت منزله في طهران. وكان هنية قد وصل إلى طهران يوم الثلاثاء لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزكيان في البرلمان. والتقى بزكيان والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وكان هذا آخر ظهور علني له.

[ad_2]

المصدر