لبنان لا يملك سوى مخزون غذائي يكفيه لأربعة أشهر في حال اندلاع حرب مع إسرائيل

ما هي خطة لبنان للنازحين في حال اندلاع الحرب مع إسرائيل؟

[ad_1]

على مدى السنوات الخمس الماضية، تمكن لبنان من الصمود في وجه الكوارث واحدة تلو الأخرى، ولكن وفقا للمحللين، فإنه يواجه حاليا أصعب اختبار له. (جيتي)

في الأسابيع الأخيرة، وبعد اغتيال زعيم حزب الله فؤاد شكر في إحدى ضواحي بيروت، كثف لبنان استعداداته للحرب وسط مخاوف متزايدة من اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق. ودفع الهجوم الذي وقع في أغسطس/آب الحكومة اللبنانية إلى إعداد خطة طوارئ للاستعداد لمثل هذا السيناريو.

وبحسب مسؤولين لبنانيين كبار فإن استعدادات البلاد للحرب تشمل تحديد وتعيين مناطق آمنة للمدنيين النازحين وتخزين الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والمياه والموارد الطبية. ومع ذلك فإن المنتقدين يثيرون تساؤلات حول استعداد البلاد لمواجهة حرب واسعة النطاق مع إسرائيل.

على مدى السنوات الخمس الماضية، تمكن لبنان من مواجهة كارثة تلو الأخرى، ولكن وفقا للمحللين، فإنه يواجه حاليا أصعب اختبار له.

امتدت حرب غزة إلى جنوب لبنان، حيث يتبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله الضربات.

فاطمة، وهي امرأة نازحة من بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، هي واحدة من بين ما لا يقل عن مائة ألف لبناني جنوبي فروا من منازلهم بحثاً عن مأوى في الشمال منذ بدء القتال في أكتوبر/تشرين الأول. وقد وجدت فاطمة ملجأ في مدرسة مخصصة للنازحين في صور، لكن الوضع الإنساني المتدهور يدفعها إلى فقدان الأمل.

وتقول لـ«العربي الجديد»: «العودة إلى قريتي تبدو وكأنها حلم بعيد، ورغم أن الدعم الذي نتلقاه هنا ينقذ حياتنا، إلا أنه يظل محدودًا. نحاول التمسك بالأمل ودعم بعضنا البعض في هذه الأوقات الصعبة. هذا كل ما لدينا».

وبحلول الثامن من أغسطس/آب، ووفقاً للأمم المتحدة، قتلت إسرائيل 120 مدنياً، بينهم 20 طفلاً، ودمرت أكثر من 3000 مبنى، وأحرقت 1700 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة في لبنان.

السيناريو الأسوأ

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء اللبنانية، أكد وزير البيئة ورئيس لجنة الطوارئ الحكومية ناصر ياسين أن البلاد تعمل على خطة طوارئ تأخذ بعين الاعتبار احتمال اندلاع حرب شاملة، بما في ذلك أسوأ السيناريوهات مثل نزوح أكثر من مليون لبناني، على غرار ما حدث خلال حرب تموز/يوليو 2006.

وقال إن “الخطة تركز على تأمين الاحتياجات الأساسية والعاجلة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين”.

وتجري حاليًا جهود لتلبية احتياجات هؤلاء النازحين بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحافظين المحليين.

وأوضح ياسين أن “السيناريو الأكثر خطورة ينطوي على نزوح واسع النطاق، حيث تم تجهيز 200 مأوى لضمان الضروريات مثل الغذاء والصحة والصرف الصحي. ومع ذلك، فإن هذه المراكز مخصصة للإقامات القصيرة الأجل وليست مصممة للاحتلال لفترات طويلة”.

ويقوم فريق مشترك من عدة وزارات ووحدة إدارة الكوارث والمنظمات الدولية بتقييم هذه المخيمات المؤقتة تدريجيا. ومع ذلك، اعترف المسؤول الكبير بأنه على الرغم من كل الاستعدادات، “لا أحد مستعد بشكل كامل لمواجهة آلة الحرب الإسرائيلية بالكامل”.

وفيما يتعلق بإمدادات الغذاء للنازحين، قال ياسين لوكالة أنباء تعز إن مخزونات تم تأمينها من لجنة الإغاثة ومجلس الجنوب وبرنامج الغذاء العالمي، وهي كافية لتغطية احتياجات 50 ألفاً إلى 100 ألف شخص في الأيام القليلة الأولى من الصراع. لكن هذا المخزون “غير كاف” في حالة مليون نازح.

وبحسب بيان صادر في أغسطس/آب عن المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر، فإن مخزونات المواد الغذائية تكفي لبنان لمدة “ثلاثة إلى أربعة أشهر”.

ويتفق النائب السابق علي درويش على أن الحكومة قادرة على تحمل تكاليف النزوح ضمن ميزانيتها الحالية، إذ أن المواد الخام متوفرة بما يكفي لدعم السكان في الأشهر القليلة الأولى. لكنه تساءل عما إذا كان لبنان سيحظى بدعم دولي كاف إذا اندلعت حرب تضم دولاً متعددة.

وقال ياسين لوكالة الأنباء التونسية إن الدعم الدولي لا يمكن الاعتماد عليه، إذ أن الدعم المالي الخارجي لبرنامج الاستجابة الحالي لا يزال أقل من المستوى المطلوب، حيث تم تلبية حوالي 35 في المائة فقط من الاحتياجات خلال الأشهر العشرة الماضية.

وفيما يتعلق باللاجئين السوريين في المناطق الحدودية، أكد الوزير أن الحكومة تنسق حالياً مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتحمل مسؤولية رعايتهم بالتعاون مع المنظمات الدولية، فيما تتولى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) الإشراف على شؤون الفلسطينيين في لبنان.

وقال درويش إن “الخطة تعطي الأولوية لإيواء النازحين اللبنانيين من المناطق المهددة، مع إعطاء الأولوية للبنانيين على السوريين. وقد تم بالفعل تحديد مناطق محددة لإيواء اللبنانيين فقط وتلبية احتياجاتهم في حالة الحرب”.

“حكومتنا ليست مستعدة على الإطلاق لمواجهة الكوارث المتكررة”.

قالت النائبة نجاة صليبا لوكالة الأنباء التونسية إن الحكومة “ملزمة بالقيام بواجباتها”، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب الأزمات المتكررة التي يعيشها لبنان منذ عام 2019 على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية.

وأضافت “إن الحكومات عادة ما تضع خطط طوارئ للتعامل مع حدث واحد، ولكن في لبنان، فإن الأمر يتعلق بأزمة تلو الأخرى، مما يجعل من الصعب على الحكومة الاستعداد بشكل مناسب. نحن نحاول طمأنة الناس بأننا مستعدون، ولكن حكومتنا ليست مستعدة على الإطلاق للكوارث المتكررة”.

وأكد الصحافي والكاتب السياسي أمين قمورة في مقابلة مع وكالة الأنباء الوطنية مخاوف صليبا، مسلطاً الضوء على الوضع المتدهور في معظم مؤسسات الدولة في لبنان.

وقال إن “الحرب تتطلب استعدادات مكثفة، بما في ذلك تخزين المياه والأدوية، لكن الدولة اللبنانية ليست مجهزة بالكامل لتلبية هذه الاحتياجات، على الرغم من الجهود المبذولة لتأمين الخدمات الأساسية مثل المستشفيات واستيراد السلع الأساسية”، مضيفا أن الدعم الخارجي قد يكون محدودا بسبب المخاوف بشأن إساءة استخدام المساعدات.

وبحسب صليبا فإن ميزانية الدولة لعام 2024 تبلغ 3 مليارات دولار فقط، 40% منها موجهة للرواتب، مما يحد بشدة من الموارد المتاحة لإدارة الأزمات.

وقالت إن “الميزانية ببساطة لا تستطيع تغطية النفقات الإضافية في حال اندلاع حرب مع إسرائيل ما لم تتمكن الحكومة من تأمين تمويل إضافي من مصادر خارجية”، مشيرة إلى أن لبنان لا يحظى باهتمام المجتمع الدولي.

وفي تعليقه على رد الحكومة، أشار صليبا إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي يختلف كثيراً عن الوضع في عام 2006 عندما كانت الرواتب أعلى بكثير.

وأضافت أن “العديد من الناس اليوم لا يكسبون سوى 100 دولار أميركي، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية. وفي حين أن الشعب اللبناني على استعداد دائم لمساعدة الآخرين، فإن قدرته على القيام بذلك أصبحت الآن محدودة للغاية”.

ومن ناحية أخرى، أشار درويش إلى أن خطة تعتمد على سيناريو حرب عام 2006 يمكن اعتبارها معقولة في معالجة الاحتياجات الأساسية مثل المأوى والضروريات للنازحين، ولكنها “ليست شاملة بنسبة 100 في المائة”.

تم نشر هذه المقالة بالتعاون مع إيجاب.

[ad_2]

المصدر