[ad_1]
فلسطينيون يحملون جثمان شهيد في مستشفى الأقصى بدير البلح. (Getty)
على مدى تسعة أشهر، كان محمد أبو القمصان، وهو رجل فلسطيني نجا من الحرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل في غزة، وزوجته جمانة عرفة، ينتظران بفارغ الصبر الترحيب بمولودهما الأولين.
وبينما استمرت الحرب الإسرائيلية على غزة بعد شهرها العاشر، أمضى محمد وجمانة عدة أيام في شراء الملابس والألعاب وغيرها من الأشياء استعدادًا لوصول الطفلين.
وقال الشاب البالغ من العمر 33 عاماً لـ«العربي الجديد»: «كنت أنا وزوجتي ننتظر بفارغ الصبر تربية أطفالنا وحمايتهم من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة».
ولضمان أمن عائلته، استأجر الشاب شقة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، والتي من المفترض أنها “منطقة آمنة” كما يدعي جيش الاحتلال الإسرائيلي.
بفرحة غامرة رزق أبو القمصان بمولودتين يوم 10 أغسطس/آب بعد أن أجريت لزوجته عملية قيصرية في مستشفى العودة في النصيرات، وأطلق عليهما اسمي أسيل وأسر.
وقال لـTNA: “ولد طفلاي وهما مبتسمان. كل من كان هناك تفاجأ بابتسامات الأطفال. لقد جعلتني أتمسك بالحياة أكثر وأتمنى مستقبلاً أفضل”.
خرج أبو القمصان صباح الثلاثاء 13 آب/أغسطس للحصول على شهادات ميلاد رسمية للطفلين، دون أن يعلم أن اليوم هو نفس اليوم الذي سيقتل فيه إسرائيل طفليه وزوجته وحماته.
“وعندما قبلتهم وأمهم، شعرت بفرحة غامرة (…) لم أكن أعلم أنها ستكون القبلة الأخيرة والمرة الأخيرة التي سأراهم فيها جميعاً”، يتذكر.
من الفرح والأمل إلى اليأس المرير
وبينما كان أبو القمصان يحصل على شهادات الميلاد لأطفاله، تلقى اتصالاً هاتفياً يخبره بأن مدفعية الاحتلال المتمركزة شرق المدينة قصفت الشقة التي تقطنها عائلته.
وكان النداء كالصاعقة، ففور حصوله على شهادات ميلاد توأميه، سارع إلى مستشفى الأقصى في المدينة، خوفاً على مصير زوجته وطفليه الرضيعين وبقية أفراد عائلته.
وصل أبو القمصان إلى ساحة المستشفى، ووجهه شاحب ومتصبب عرقاً، وهو يحمل بين يديه شهادات الميلاد الجديدة لطفليه، يركض من زاوية إلى زاوية في المستشفى، رافعاً يديه، داعياً الله أن يكون أهله بخير، لكن الجميع من حوله بدأوا في تقديم التعازي له على فقده المرير.
وعندما رأى حشود الناس متجمعة حول المشرحة داخل المستشفى، بدأ بالبكاء.
قال أبو القمصان بمرارة وهو يرفع شهادات ميلاد توأميه: انقلبت حياتي رأساً على عقب حين تحول فرحي بقدوم أسيل وآسر إلى يأس، لم يعرفا حتى معنى الحياة ولم يستطيعا أن يحفظا ملامح هذا العالم الذي نعيش فيه.
وكانت زوجة أبو القمصان، جمانة أبو القمصان، طبيبة، ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قبل يوم من القتل أنها شهدت استهداف جيش الاحتلال للأطفال بشكل مباشر.
وكان أسيل وأسير من بين ما لا يقل عن 115 طفلاً حديثي الولادة قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول، شنت إسرائيل حربا إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
[ad_2]
المصدر