[ad_1]
وتعتبر حركة الجهاد الإسلامي ثاني أكبر قوة عسكرية فلسطينية في غزة بعد حماس، ولا يمكن التوصل إلى أي اتفاق مع إسرائيل دون موافقتها. (جيتي)
خلف شخصية تبدو هادئة ويرتدي بدلة كلاسيكية، يخفي زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في الأراضي الفلسطينية، الكثير من شخصيته.
وبحسب مصادر فلسطينية مختلفة، فإن النخالة سياسي عنيد ومؤيد قوي للمقاومة المسلحة، ويرفض أي علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويترأس النخالة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي حركة مقربة من إيران فكرياً وسياسياً، ومن المعروف عنه إيمانه بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأراضي الفلسطينية دون اللجوء إلى أي اتفاق سياسي مع إسرائيل.
وظهر اسم النخالة مراراً خلال الصراعات العسكرية بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل على مدى عقود، ويُعتقد أنه نجا من محاولات اغتيال متعددة من قبل جهاز الشاباك الإسرائيلي، كانت آخرها في يناير/كانون الثاني 2024، وزعمت إسرائيل أن النخالة قُتل في غارة إسرائيلية على دمشق، لكن تبين فيما بعد أنه لم يكن موجوداً في مكان الحادث.
وتعتبر حركة الجهاد الإسلامي ثاني أكبر قوة عسكرية فلسطينية في غزة بعد حماس، ولا يمكن التوصل إلى أي اتفاق مع إسرائيل دون موافقتها.
من هو زياد النخالة؟
زياد النخالة هو سياسي فلسطيني تولى منصب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في العام 2018، بعد فوزه في أول انتخابات أجريت داخل حركة الجهاد الإسلامي بعد وفاة رئيسها السابق رمضان عبد الله شلح.
ويعد النخالة من الشخصيات المؤثرة داخل الجماعة المسلحة وفي الأوساط السياسية.
ولد في 6 أبريل 1953 في خان يونس جنوب قطاع غزة، والده رشدي النخالة استشهد عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر.
تلقى تعليمه الأساسي في خانيونس، ومن هناك انتقل إلى معهد الأيتام لإكمال دراسته، وبعدها إلى مدارس غزة حيث أكمل تعليمه الإعدادي والثانوي، ثم التحق بمعهد المعلمين بغزة وحصل على شهادة الكفاءة التربوية.
وهو متزوج وله ولدان وأربع بنات.
وفي ثمانينيات القرن العشرين، أسس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وأطلق عليه اسم “قوات الجهاد الإسلامي”، والتي أعادت تسمية نفسها في عام 2000 خلال الانتفاضة الثانية باسم “سرايا القدس”.
في عام 2014، أدرجت وزارة الخارجية الأميركية اسمه على “قائمة الإرهاب” استناداً إلى دعمه للحركات والمنظمات المعادية لإسرائيل وتورطه في إدخال الأسلحة إلى غزة. وحددت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار أميركي لأي شخص يستطيع تقديم معلومات عن مكان وجوده أو المساعدة في اعتقاله.
المساعي السياسية
تنقسم حياة زياد النخالة السياسية إلى فترتين:
بدأت الفترة الأولى بانضمامه إلى قوات التحرير العربية بقيادة زياد الحسيني (1943-1971) وانتهت باعتقاله في 29 مايو 1971 وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة إلقاء قنابل على دوريات إسرائيلية.
وفي السجن خاض النخالة تجربة جديدة، حيث انشغل بقراءة كتب سيد قطب، ومنها “في ظلال القرآن”، وتفاعل مع شخصيات مختلفة في الحركات الإسلامية داخل السجون، وقضى 14 عاماً في عدة سجون إسرائيلية، قبل أن يفرج عنه في صفقة تبادل أسرى عام 1985 المعروفة بصفقة الجليل، وأشرف النخالة على عملية تبادل الأسرى أثناء وجوده في الأسر.
وبدأت الفترة الثانية من حياته السياسية في اليوم التالي لإطلاق سراحه عام 1985، حيث تم اختياره عضواً في مجلس شورى الحركة الأول، والذي كان يرأسه آنذاك الدكتور فتحي الشقاقي المرحوم.
ثم تم تعيينه عضواً في المجلس الأعلى لقيادة حركة الجهاد الإسلامي، وأوكلت إليه مهمة تأسيس الجناح العسكري الأول للحركة بين عامي 1985 و1986.
وفي أثناء الانتفاضة الأولى في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، برز النخالة كقيادي وعضو فعال، ممثلاً لحركة الجهاد الإسلامي في القيادة الوطنية الفلسطينية الموحدة التي تشكلت في ذلك الوقت وتألفت من مجموعات سياسية مختلفة.
وبعد اعتقال الشقاقي تولى النخالة مسؤولية اللجنة الحركية في قطاع غزة.
في 12 أبريل 1988 اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بتهمة تأجيج الانتفاضة الأولى والمشاركة في تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، وحكم عليه بالنفي إلى جنوب لبنان مع العشرات من نشطاء وقيادات حركة الجهاد الإسلامي وحماس.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 1995، اغتال جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الشقاقي في مالطا، وتم اختيار رمضان شلح لقيادة الحركة، بينما تم تعيين النخالة نائباً له، وأوكلت إليه مرة أخرى مهمة ترتيب شؤون الجناح العسكري للحركة.
وبحلول عام 2018، تم تعيين النخالة زعيماً لحركة الجهاد الإسلامي بعد أن عانى شلح من مرض طويل، ليتوفى في دمشق عام 2020.
وخلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، كان النخالة عضواً في مفاوضات الفصائل والقوى التي شاركت في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن طائرات الاحتلال استهدفت منزل عائلته في المدينة، ما أدى إلى مقتل زوجة شقيقه وابنه.
علاقات جيدة مع كافة الفصائل الفلسطينية
ومن المعروف أن النخالة وحركته تربطهما علاقات طيبة ببقية الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس. وذلك لأنه من المفهوم أنه لا هو ولا حركته كانت مهتمة بشكل خاص بالتدخل في حكم غزة. وقد زعم النخالة وحركة الجهاد الإسلامي أن الفلسطينيين لن يتمتعوا بسلطتهم المستقلة طالما ظلوا تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وبناء على علاقاته مع فتح وحماس، ترأس النخالة وفد حركة الجهاد الإسلامي في محادثات المصالحة الفلسطينية في عدة مناسبات، وكان مشاركاً بشكل كبير في محاولة سد الفجوة بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي السابق لحماس خالد مشعل والتغلب على الانقسام والانقسام في الساحة السياسية الفلسطينية.
في 24 كانون الأول/ديسمبر 2023، ترأس النخالة وفداً من حركة الجهاد الإسلامي إلى مصر لبحث الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
“الرؤية السياسية” غير القابلة للتنازل للنخالة
ويرى النخالة أن حركة الجهاد الإسلامي لديها رؤية واضحة تجاه قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منفصلة عن بقية فصائل المقاومة، وتتمثل في: “إن المشروع الصهيوني يقوم على أساس القضاء الكامل على الشعب الفلسطيني”، وأن قوى الثورة والمقاومة لا تستطيع مواجهته ويجب أن تمتلك الأدوات لمواجهته.
ويعتقد أيضاً أن الفلسطينيين فقدوا أهدافهم في مواجهة إسرائيل، وخاصة من حيث اللجوء إلى مبادرات الحل التي تمكن الصهيونية.
ومن المعروف عنه معارضته للحوار بين الفصائل الفلسطينية، واعتباره ذلك إهداراً للوقت. ويقال إنه صرح بأن أي شكل من أشكال المصالحة بين السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية الأخرى لن يحدث دون موافقة إسرائيل، لأنها تسيطر بشكل مطلق على جغرافية فلسطين وأمنها واقتصادها.
[ad_2]
المصدر