[ad_1]
رجال فلسطينيون يضعون على عمود الكهرباء العلم الوطني (C)، والعلم المصري (R) والعلم السوري (L)، في 30 أغسطس 2013 في مدينة غزة. (غيتي)
وسط ويلات حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل والتهجير المتكرر لفلسطينيي قطاع غزة منذ أكثر من أربعة عشر شهرا، برز شعاع الفرح بين اللاجئين السوريين في غزة، بعد أن استيقظوا على أنباء نهاية حكم الأسد. والآن لديهم آمال كبيرة في العودة إلى وطنهم.
سيطر مقاتلو المعارضة السورية على العاصمة دمشق دون إراقة دماء في 8 ديسمبر 2024، منهين فجأة حكم بشار الأسد بعد حرب أهلية استمرت 13 عامًا وأكثر من خمسة عقود من قبضة عائلته الاستبدادية على البلاد.
وريف قاسم شاب سوري من مدينة حلب، اضطر للنزوح إلى قطاع غزة عام 2012. تزوج قاسم من مواطنة غزية، وأنجب منه ابنة اسمها إيليا، وافتتح مطعمًا في مدينة غزة حتى أصبح أحد أبناء هذه المدينة، ويشاركونهم معاناتهم في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
وكتب قاسم في منشور له على فيسبوك بتاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، عقب سقوط نظام الأسد: “في يوم زفافي رفعت علم بلدي عالياً، واثقاً أن بلدي سيتحرر يوماً ما من الظلم والطغيان. وأنا الآن أحتفل بالعيد الوطني”. عرس سوريا الحرة، سوريا الجديدة، سوريا التسامح، سوريا الثقافة والتاريخ والحضارة”.
الآمال والمفارقات
وقال قاسم لـ”العربي الجديد”: “خرجت من حلب قبل 13 عاماً والبراميل المتفجرة تتساقط فوق رؤوسنا، واليوم أعيش في غزة مع الغارات الإسرائيلية المتواصلة والإبادة الجماعية”.
وأضاف: “يبدو الأمر وكأن من سخرية القدر أن أضطر إلى الفرار من جرائم الأسد في سوريا لأعاني من جرائم إسرائيل في غزة”.
ويتذكر قاسم كيف أثرت جرائم نظام الأسد على حياته، “هذا النظام قتل عمي ودمر منزلنا في حلب، وما زال عم آخر مفقوداً في سجون النظام”.
ويعتقد أن أهل غزة يستحقون مستقبلاً مثل الذي قد يحصل عليه السوريون مؤخراً، ليشعروا بالحرية والأمن وينتهي القتل والدمار.
وبينما يأمل أن ينجو من هذه الحرب الإسرائيلية ليتمكن من العودة إلى أهله في حلب، أشار أيضا إلى أن جوازات سفر السوريين في غزة انتهت صلاحيتها، مطالبا السفارة السورية في رام الله بحل مشكلتهم وتجديد جوازات سفرهم. .
وأضاف “عودتي إلى حلب لا تعني أنني سأغادر غزة التي أحبها إلى الأبد، بل سأفتتح فرعا آخر لمطعمي في وطني، وسأواصل التنقل بين سوريا وغزة”.
أنس معشوق، 30 عاماً، هو لاجئ سوري آخر لجأ إلى غزة عام 2013. “هربت إلى غزة مع والدتي، حتى لا ألتحق بجيش النظام، وحتى لا أحمل السلاح ضد شعبي”. وقال لـ TNA.
وأضاف “قررت والدتي اختيار غزة مكانا للجوء لأنها أحبت أرض فلسطين التي نشأنا عليها”.
وعبّر معشوق عن فرحته العارمة بسقوط نظام بشار الأسد، واصفاً هذا الحدث بـ”الحدث التاريخي في حياتنا كسوريين”.
وشدد على أنه “على الرغم من انتهاء الخوف الذي شعرنا به من نظام الأسد، إلا أننا كسوريين في غزة مازلنا نشعر بالخوف من القصف الإسرائيلي والإبادة الجماعية المستمرة التي لا تفرق بين سوري وفلسطيني”.
وخلال الحرب المستمرة، نزح معشوق مع والدته من شمال قطاع غزة إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، ويعيش حاليا في خيمة داخل مخيم للنازحين الفلسطينيين.
ويحلم معشوق بالعودة إلى سوريا قريباً، ويقول: “أتمنى السلام لغزة كما تمنيت السلام لشعبي السوري، وأتمنى أن تنتهي الحرب حتى أتمكن من العودة إلى سوريا في أسرع وقت ممكن”.
ويصف معشوق أهل غزة بأنهم “شعب متطور وودود يحب الحياة لكنه يسعى لتحرير أرضه من الاحتلال”، مشيراً إلى أن أهل غزة يواجهون حياة قاسية بسبب هذا الاحتلال الإسرائيلي.
ولم يتبق سوى عدد قليل من العائلات
وأشار رئيس لجنة تنسيق اللاجئين السوريين في غزة، محمود أبو شاويش، لـ TNA، إلى أن الصراع في سوريا أجبر 26 عائلة سورية على اللجوء إلى غزة، لم يبق منها الآن سوى تسع عائلات، في حين هاجر البقية إلى الدول الغربية بسبب للحروب العديدة والظروف المعيشية الصعبة في غزة.
وأضاف أبو شاويش أن “نحو 265 عائلة من الفلسطينيين السوريين لجأت أيضاً إلى غزة بسبب النزاع في سوريا، وهم فلسطينيون نزحوا من وطنهم إلى سوريا عام 1948، ضمن أحداث النكبة الفلسطينية”.
وأضاف: “اليوم، وبعد سقوط نظام بشار الأسد، أصبح لدى اللاجئين السوريين في غزة حلم واحد فقط: نهاية الحرب الإسرائيلية والسماح لهم بالعودة إلى وطنهم سوريا”.
كما انضم الفلسطينيون في غزة إلى فرحة اللاجئين السوريين بانتهاء حكم الأسد، مع آمال كبيرة بنهاية الحرب الإسرائيلية التي يواجهونها منذ أكثر من 14 شهرا.
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي محمد عوض أن أحداث قطاع غزة تسببت في انهيار حكم بشار الأسد ونجاح المعارضة نهائياً في الإطاحة به.
وقال عوض لـTNA إن عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، “ألهمت الثوار السوريين وشجعتهم على إطلاق معركة تحرير سوريا من نظام الأسد في 27 نوفمبر”.
وأوضح أن حرب غزة غيرت موازين القوى في سوريا، حيث اعتمد نظام الأسد على إيران وحزب الله للحفاظ على حكمه، “لكن المعارك التي اندلعت بين حزب الله وإيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى أضعفت إيران” وقدرة حزب الله على حماية نظام الأسد في سوريا، وهو ما مهد لانهيار حكمه في أيام قليلة.
[ad_2]
المصدر