ابتسامة الأمل: المخيم الجديد يقدم مساعدات عاجلة لذوي الاحتياجات الخاصة في غزة

ابتسامة الأمل: المخيم الجديد يقدم مساعدات عاجلة لذوي الاحتياجات الخاصة في غزة

[ad_1]

يقدم أول مخيم للأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الذي مزقته الحرب الإغاثة الضرورية لعشرات النازحين الفلسطينيين.

في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، يوفر مخيم تم افتتاحه حديثًا المأوى والرعاية لنحو 100 أسرة من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

تم إنشاء مخيم ابتسامة أمل، الذي تديره جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في نهاية شهر يونيو/حزيران استجابة للصعوبات التي فرضها الصراع المستمر منذ 11 شهراً والحواجز الصعبة التي يواجهها النازحون الفلسطينيون ذوو الإعاقة في حالات الطوارئ.

تم بناء المخيم بمواد محلية محدودة بسبب إغلاق معبر رفح لفترة طويلة، ومنع الحصار الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية. وعلى الرغم من هذه التحديات، تم إنشاء المخيم بمساعدة لجنة الإغاثة الزراعية الفلسطينية وجمعية أطفالنا للأطفال الصم.

“تمكنا من إنشاء أول مركز إيواء للأشخاص ذوي الإعاقة، وحققنا ذلك بإمكانياتنا المحدودة”، هذا ما قاله أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، خلال زيارة قام بها سكوت أندرسون، مدير شؤون الأونروا في غزة، للمخيم.

استعادة الكرامة والاستقلال

تم تجهيز المخيم بمرافق المياه والصرف الصحي، والطاقة المولدة من الطاقة الشمسية، وهو متاح بالكامل وشامل لتلبية احتياجات الأفراد ذوي الإعاقة. كما يوفر رعاية خاصة وأجهزة مساعدة لمن يعانون من ضعف السمع أو الحركة المحدودة أو إعاقات أخرى.

“لقد زودني الهلال الأحمر بهذا الكرسي المتحرك الذي ساعدني على التحرك بسهولة أكبر وعيش حياتي باستقلالية وراحة أكبر”، هذا ما عبر عنه محمد جمال أبو كامل (35 عاماً) في شهادة نشرتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

المعالج الطبيعي الفلسطيني معتز أبو دية (يسار) يجهز طرفًا اصطناعيًا ليتم تثبيته على ساق شخص مبتور داخل خيمة ابتسامة الأمل (جيتي)

وقد دخل الشاب إلى المركز بعد نزوحه أكثر من ست مرات من مدينة غزة إلى الجنوب خلال الحرب الحالية. ويقول كامل الذي واجه صعوبات كبيرة خلال نزوحه من خانيونس إلى دير البلح، بسبب صعوبة الوصول إلى وسائل النقل والدمار الشديد في الشوارع: “أحصل على الرعاية والدعم الذي أحتاجه من مكان يهتم بحالتي الصحية الخاصة”.

وفي بيان صادر عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، قالت بدرية الكيلاني، وهي من سكان المخيم، بامتنان: “الانتقال إلى المخيم أحدث فرقًا كبيرًا بفضل مرافقه التي يسهل الوصول إليها مثل المراحيض والأماكن الآمنة، بالإضافة إلى توفر مياه الشرب والكهرباء”.

وأضافت أن “الكرسي المتحرك الذي قدموه لي لم يكن مجرد وسيلة نقل، بل أصبح رمزًا للأمل والقوة التي ساعدتني على استعادة كرامتي واستقلالي”.

تشمل الخدمات والأنشطة في الملجأ جلسات إعادة التأهيل، وتوزيع الأغذية، والمساعدة في الرعاية الصحية، وركن التعليم، والدعم النفسي والاجتماعي، والحماية، والأنشطة الترفيهية للأطفال. ويساعد خمسة أعضاء من الموظفين الأساسيين في عمليات المخيم.

“معاناتهم لا يمكن تصورها حقًا”

يستضيف مركز الإيواء الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة أولئك الذين يعانون من ضعف السمع وقلة الحركة، إلى جانب ما يقدر بنحو 20 في المائة من الأشخاص غير المعاقين وأسرهم.

قالت المتحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ لـ«العربي الجديد» إن «الأشخاص ذوي الإعاقة من بين الفئات الأكثر ضعفاً المتضررة من الحرب في غزة، ومعاناتهم لا يمكن تصورها حقاً»، مشيرة إلى التحديات الهائلة التي يواجهونها في كافة جوانب الحياة، والتي «تضاعفت» بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر.

إن القصف المستمر والقتال والعنف يؤثر بشكل غير متناسب على الأشخاص ذوي الإعاقة. فهم معرضون لخطر الموت والإصابة بشكل أكبر في بيئات الصراع؛ حيث انفصل العديد منهم عن أسرهم أو مقدمي الرعاية لهم، وفقد العديد منهم أدوات المساعدة على الحركة وأجهزة الدعم والأدوية، مما أدى إلى زيادة ضعفهم. وقد أصيب بعضهم بإعاقات بسبب الهجمات المسلحة والأعمال العدائية المستمرة.

وقال مهران الطويل، مدير البرامج والتنمية في جمعية بيت لحم العربية للتأهيل، لوكالة أنباء تينا: “يموت العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة تحت القنابل الإسرائيلية لأنهم لا يستطيعون الفرار من منازلهم أو التحرك بسرعة من الشوارع. ويحتاج الكثير منهم إلى إعادة تأهيل عاجلة أو علاج طبي أو مساعدات لا يمكنهم الحصول عليها في غزة”. وذكر أيضًا أن العدوان الإسرائيلي المستمر أدى إلى ارتفاع حالات البتر بين سكان غزة، والتي تقدر بنحو 11 ألف حالة.

الخطط والتطورات المستقبلية

مثل بقية السكان في غزة، يعاني الأشخاص ذوو الإعاقة من صعوبة الوصول إلى الضروريات المحدودة مثل الغذاء والمياه النظيفة ومستلزمات النظافة، ويتم حرمانهم من الرعاية الحرجة والدعم.

وقال عبد العزيز أبو عيشة، مدير إدارة مخاطر الكوارث في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، لوكالة أنباء طنجة (TNA) بفخر: “تم إنشاء بسمة أمل لتكون نموذجًا لنظام دعم شامل يستجيب لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة”.

وفي إطار خطط تطوير المخيم، توقع أن تسعى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وشركاؤها إلى تحديث الشبكة الكهربائية ونظام الطاقة الشمسية، وتركيب نظام إضاءة لمساعدة الأسر على التواصل بلغة الإشارة أثناء الظلام، وإنشاء عيادة عائلية داخل الملجأ لتسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية.

وأشارت فرسخ إلى أنه على الرغم من أن مركز الإيواء يعاني من نقص الأموال والموارد، فإنه يوفر “إغاثة حاسمة” لسكانه من خلال تقديم الخدمات اللازمة في أوقات الأزمات. وأوضحت أنه بالإضافة إلى ذلك، فإنه يعزز بشكل نشط دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع ورفاهتهم.

وتوقعت المتحدثة أن يتم التخطيط لبناء المزيد من المخيمات المخصصة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لخدمة هذه الفئة المحرومة وتحسين حياتهم.

مع مقتل ما يقرب من 41 ألف شخص وإصابة أكثر من 94 ألف آخرين في الهجوم الإسرائيلي الوحشي على القطاع الفلسطيني، ومع عدم وجود نهاية في الأفق، فإن عدد الأفراد الذين يعانون من إصابات من شأنها أن تؤدي إلى إعاقة دائمة معرض لخطر شديد بالزيادة.

أليساندرا باجيك صحفية مستقلة تقيم حاليًا في تونس

تابعها على X: @AlessandraBajec

[ad_2]

المصدر