احتجاجات ضد تعديلات قانون الأحوال الشخصية العراقي

احتجاجات ضد تعديلات قانون الأحوال الشخصية العراقي

[ad_1]

ناشطون يتظاهرون ضد زواج القاصرات في ساحة التحرير وسط بغداد في 28 يوليو/تموز 2024، وسط مناقشة برلمانية حول تعديل مقترح لقانون الأحوال الشخصية العراقي. (غيتي)

وفي بغداد والعديد من المحافظات العراقية، نزلت جماعات حقوق المرأة ومنظمات المجتمع المدني إلى الشوارع في عرض كبير للمعارضة ضد تحرك البرلمان العراقي لتعديل قانون الأحوال الشخصية في البلاد، والذي يقول المنتقدون إنه يهدد الحقوق الدستورية للمرأة ويخاطر بتعميق الانقسامات المجتمعية على أسس طائفية.

وتتمحور الاضطرابات حول القراءة الأولى لمشروع قانون في الرابع من أغسطس/آب، يسعى إلى مراجعة قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959. ويخشى أن تؤدي التعديلات المقترحة إلى تعزيز سلطة السلطات الدينية على المحاكم المدنية، مما قد يؤدي إلى إضفاء الشرعية على زواج الأطفال الإناث والحد من حقوق المرأة الأساسية.

انطلقت مظاهرات نظمتها مجموعة من منظمات حقوق المرأة والمنظمات غير الحكومية في مدن رئيسية مثل البصرة وبابل وذي قار وكركوك والنجف والديوانية.

وأعربت أمل كباشي، وهي مدافعة بارزة عن حقوق المرأة من بغداد، عن انزعاجها لـ«العربي الجديد»، مشيرة إلى أن «التعديلات المقترحة تمس مبدأ المساواة المكفول بموجب المادة 14 من دستور العراق، وتفسح المجال أمام نظام قضائي يعاني من التناسبية والطائفية، مما يعرض الوحدة المجتمعية والأسرية للخطر».

وأشار كباشي إلى أن التعديلات يمكن أن تزيل الحماية للمرأة فيما يتعلق بتعويض الطلاق القسري، وحقوق الحضانة، وغيرها من مسائل الأحوال الشخصية التي يتم حمايتها حاليًا بموجب التشريعات الحالية.

ومما زاد من تفاقم المخاوف أن إطار التنسيق الشيعي الحاكم روج لتعديلات من شأنها أن تسمح لرجال الدين الشيعة والسنة بإتمام عقود الزواج خارج أنظمة المحاكم التقليدية، وهو ما أثار تساؤلات قانونية وأخلاقية خطيرة، وخاصة فيما يتصل بالسن المسموح به لزواج الفتيات.

وسلط كباشي الضوء على العواقب الوخيمة التي قد تترتب على ذلك، قائلاً: “إذا تم تمرير هذه التعديلات، فإنها لن تسمح فقط بزواج الأطفال، بل وربما تطبيعه، حتى لو كان عمرهم تسع سنوات. وعلاوة على ذلك، فإنها قد تسمح قانونيًا بأشكال مختلفة من الزواج غير المعترف بها حاليًا في القانون العراقي، مثل زواج المتعة والمسيار”.

وكرر سرود محمد فالح، مدير فرع جمعية الأمل العراقية في كركوك، نفس المشاعر، ووصف التعديلات بأنها رجعية. وفي تصريح لوكالة أنباء تسنيم، قال فالح: “إن القانون الذي مضى عليه 70 عامًا يحمي حقوق المرأة بشكل أفضل من هذه التغييرات المقترحة، والتي تمثل تراجعًا لمجتمعنا المتقدم”.

ويعارض ناشطون مثل فالح بشدة إعادة قراءة مشروع القانون، بحجة أنه ينتهك المبادئ الأساسية للدستور العراقي. ويحذرون من العديد من النتائج السلبية، بما في ذلك زيادة حالات زواج الأطفال وتآكل كبير للحقوق الدستورية للنساء والأطفال وحتى الرجال. ويزعمون أن التعديلات من شأنها أن تقوض بشدة سلطة المحاكم المدنية في التعامل مع قضايا الزواج والطلاق والحضانة والإسكان.

إن الاتجاهات الحالية في بغداد وغيرها من المناطق، مثل انتشار زيجات المتعة المتخفية في هيئة اتحادات مؤقتة ينظمها رجال الدين، تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى التدقيق التشريعي. إن مثل هذه الزيجات المؤقتة أو زيجات المتعة، المعروفة باسم “الصيغة”، منتشرة على نطاق واسع في إيران. ويشعر المنتقدون بالقلق من أن مشروع القانون المقترح قد يضفي الشرعية على هذه الزيجات المؤقتة، مما يعرض حقوق المرأة للخطر ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، بما في ذلك الإيدز.

وتؤكد الاحتجاجات على لحظة محورية بالنسبة للعراق في مواجهته لتحدي التوفيق بين القيم الدينية التقليدية والحقوق والحريات الأساسية لمواطنيه، وخاصة النساء.

[ad_2]

المصدر