"الذهب الأحمر" ينتشل النساء من الفقر في المجتمعات الريفية بالمغرب

“الذهب الأحمر” ينتشل النساء من الفقر في المجتمعات الريفية بالمغرب

[ad_1]

للحصول على تنبيهات مجانية للأخبار العاجلة يتم إرسالها مباشرة إلى صندوق الوارد الخاص بك، قم بالاشتراك في رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالأخبار العاجلة اشترك في رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالأخبار العاجلة المجانية

ظهرت هذه المقالة للمرة الأولى على موقع شركائنا، إندبندنت أرابيا

نجحت زراعة الزعفران في مساعدة النساء اللاتي يعشن في المجتمعات الريفية في المغرب على التغلب على الفقر والهشاشة الاجتماعية والتنموية. ومن خلال زراعة هذا المحصول الباهظ الثمن، الذي يطلق عليه الكثيرون اسم “الذهب الأحمر”، أصبحت هؤلاء النساء أكثر استقلالاً مالياً وأكثر انخراطاً في مجتمعاتهن المحلية.

اتخذت حياة العديد من النساء اللاتي يعشن في ريف جنوب المغرب منعطفا نحو الأفضل، خاصة في تالوين، المعروفة بـ”عاصمة الزعفران” في البلاد. تسعى الحكومة المغربية إلى توسيع إنتاج الزعفران، أحد أغلى وأغلى التوابل في العالم.

دورة الإنتاج

وتشتهر العديد من مناطق المغرب بـ”الذهب الأحمر”، بما في ذلك مدينة تالوين بإقليم تارودانت جنوبي البلاد، والتي تعتبر عاصمة الزعفران في البلاد. ويزرع الزعفران أيضا بجماعة إكنيوين بإقليم تنغير الواقعة بالجنوب الشرقي للبلاد، وكذا بمدينة إملشيل وتازناخت الكبرى.

وفي حديثه لصحيفة إندبندنت عربية، يشرح عبد المجيد أوجيلي، وهو مزارع محلي في تالوين، الدورة الزراعية لزراعة الزعفران في حقول المنطقة. ويضيف: “يبدأ الأمر في يوليو أو أغسطس من كل عام، بالمرحلة الأولى من تعشيب الحقول لإزالة الحشائش الضارة والمفرطة”.

ويوضح أن هذه مرحلة حيوية، كما يعرفها الرجال والنساء العاملون في هذا المجال جيداً. يجهل الكثيرون الخطوات التي تتم قبل زراعة الزعفران.

ويتابع: “أما المرحلة الثانية لإنتاج الزعفران، فتتم بجني أزهار الزعفران في شهري أكتوبر ونوفمبر، وهذا العمل غالباً ما تقوم به النساء. الحصاد شاق بشكل خاص ويتطلب الكثير من الصبر والعمل الجاد.

أما المرحلة الثالثة فهي تجفيف زعفران الزعفران الأحمر، يليها تكريره، وهو ما تقوم به النساء العاملات في التعاونيات الزراعية، حيث ينزعن الوصمات الحمراء عن الزهرة الأرجوانية لهذا النبات الثمين. في المرحلة النهائية، يتم تعبئة الزعفران للبيع.

طريقة للخروج من الفقر

وغالباً ما تقع مهمة الحصاد على عاتق النساء من المجتمعات الريفية الأمازيغية بينما يعمل الرجال على زراعة أبصال النبات. وقد أصبحت النساء اللاتي يعملن في حصاد “الذهب الأحمر” يعرفنه، وقد أدت هذه المهنة بدورها إلى تحسين حياة العديد من النساء، سواء ماليا، أو اجتماعيا، أو نفسيا.

وأوضحت فاطمة تكركوش، التي تترأس تعاونية نسائية للزعفران، السبب وراء الدور الأكبر للمرأة في الحصاد. وقالت إن السبب الرئيسي هو صمود النساء في المجتمعات الريفية الأمازيغية، مما يساعدهن على تحمل العمل الشاق والساعات الطويلة في الحصاد والتكرير.

وتابعت أن المرأة التي تحصد الزعفران تعمل في الغالب ضمن تعاونية زراعية وعليها أن تستيقظ قبل الفجر لقطف الزعفران من الحقول قبل شروق الشمس. ثم يتعين عليهم العمل على تجريد الزهور في المساء. وأوضحت أن العديد من النساء الريفيات كن عاطلات عن العمل في السابق ويبقين في المنزل في انتظار المؤن والإمدادات من أزواجهن أو إخوتهن أو آبائهن في حالة الأرامل أو غير المتزوجات. إلا أن عملهم بالزعفران جعلهم أكثر اعتماداً على أنفسهم.

وتقول تكركوت إن النساء اللاتي يعملن على إنتاج “الذهب الأحمر” أصبح لديهن دخل، رغم تواضعه، يكفي لتأمين ضروريات الحياة لهن. لديهم أيضًا مهنة توفر لهم طريقًا للخروج من البطالة.

أتاحت الفرص الاقتصادية التي خلقها إنتاج الزعفران في المناطق المهمشة في المغرب للنساء العاملات في التعاونيات الزراعية محاربة الفقر والبطالة والضعف المنزلي. وقد اكتسبت هؤلاء النساء أيضًا مكانة أعلى داخل أسرهن.

الرابط غير المرئي

وفي حين أن النساء في المجتمعات الأمازيغية الريفية يحصلن على دخل من إنتاج الزعفران، مما سمح لهن بالاستقلال المالي والهروب من الفقر والعوز، إلا أن هذا الدخل لا يزال غير كاف ولا يلبي جميع احتياجاتهن.

ويشير محمد مجدولين، الذي يبحث في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية لإنتاج الزعفران في المغرب، إلى أن هذا المحصول انتشل العديد من النساء اللاتي يعشن في المجتمعات الريفية من الفقر، وأخرجهن من البطالة، وعزز ثقتهن بأنفسهن مع حصولهن على دخل. مهما كانت صغيرة وغير متناسقة.

ومن ناحية أخرى، لا تجني نساء الطبقة العاملة الأرباح الحقيقية للزعفران، الذي يُباع بسعر باهظ في الأسواق. ويباع جرام واحد من الزعفران بمبلغ يتراوح بين 30 إلى 40 دولارًا (23 إلى 31 جنيهًا إسترلينيًا)، في حين أن الزعفران عالي الجودة يمكن أن يكلفك ما يصل إلى 100 دولار (78 جنيهًا إسترلينيًا).

وهذا يؤدي إلى التساؤل حول من هو المستفيد الأكبر من بيع هذا الذهب الأحمر. وأشار مجدولين إلى أن النساء العاملات والمزارعات اللاتي يواجهن العديد من الصعوبات والتحديات عند زراعة هذا المحصول، دون أن يحصلن على قيمة جهودهن، غالبا ما يكن الحلقة المنسية في سلسلة إنتاج الزعفران.

وتابع: «إن الرابح الأكبر من توزيع وتسويق الزعفران هو «السمسار» أو الوسيط الذي يشتري المنتج بأسعار زهيدة للغاية، ثم يبيعه إلى الأسواق الكبيرة أو يصدره إلى دول أجنبية باعتباره من التوابل التي تبيعه». مرغوبة للغاية على مستوى العالم”.

ووفقا لوزارة الفلاحة المغربية، يبلغ الإنتاج السنوي للزعفران في البلاد حوالي 6 أطنان. وتضم الشبكة التنظيمية المهنية للقطاع 42 جمعية تعاونية تضم 3041 عضوا، بالإضافة إلى مجموعة مصالح اقتصادية تضم 15 جمعية تعاونية.

ويعتبر المغرب رابع أكبر منتج للزعفران في العالم. وتسعى البلاد جاهدة لزيادة مساحة زراعة الزعفران إلى 3000 هكتار بحلول عام 2030 وزيادة إنتاج الزعفران إلى 13.5 طن.

مراجعة طوبة علي وسيلين عساف

[ad_2]

المصدر