[ad_1]
الفاشر – يتابع السودان بشكل عام وأهل دارفور بشكل خاص بقلق بالغ تطورات الأوضاع في محيط مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور الحديثة، والعاصمة التاريخية لدارفور الكبرى. ويلوح في الأفق خطر المواجهة الدموية، مما ينذر بإراقة دماء غزيرة وكارثة إنسانية مأساوية قد تتجاوز ما شهده السودانيون حتى الآن، في حال قررت قوات الدعم السريع مهاجمة قوات الجيش المتمركزة في الفاشر.
وتتزايد المخاوف مع تصاعد الضغوط على الفاشر بعد أن استولت قوات الدعم السريع على حاميات عسكرية في نيالا وزالنجي والجنينة في أواخر أكتوبر وسيطرت على الضعين يوم الثلاثاء، مما جعل الفاشر آخر معقل للقوات المسلحة السودانية في منطقة الكبرى. دارفور.
وحول ما يتردد حول هجوم وشيك لقوات الدعم السريع على الفاشر، قال الدكتور موسى خدام مستشار قائد قوات الدعم السريع لراديو دبنقا، إنهم لا يستطيعون الكشف عن أي خطط عسكرية في هذا الصدد، مؤكدا أن قواتهم تهاجم مقرات الجيش وليس المدن. وشدد على ضرورة الأخذ في الاعتبار الدعم السريع للوضع الإنساني والاجتماعي وحقوق حركات الكفاح المسلح في الفاشر. وأكد التزامهم بتنفيذ اتفاق جوبا للسلام.
وقلل من تأثير إعلان عدد من الحركات التخلي عن الحياد والانحياز إلى الجيش على الأرض، معتبراً أن كبار القادة العسكريين في حركات الكفاح المسلح ظلوا على الحياد.
كما أفاد راديو دبنقا سابقا، أعلنت حركة تحرير السودان بقيادة ميني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، تخليهما عن الحياد الذي تعهدت به في مؤتمر جوبا سبتمبر 2020. اتفاق السلام، واستعدادهم “للمشاركة في العمليات العسكرية على كافة الجبهات دون تردد”.
ونفى زعيم حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم في مؤتمر صحفي ببورتسودان الأسبوع الماضي علاقة إعلانهم التخلي عن الحياد بشائعات الهجوم على الفاشر، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية المدينة ورمزيتها كعاصمة للدولة. اقليم دارفور .
ويتجاوز عدد سكان الفاشر مليون نسمة، بالإضافة إلى نحو 500 ألف نازح في معسكرات أبوجا وأبوشوك وزمزم بأطراف المدينة، بالإضافة إلى مئات الآلاف من النازحين من القرى والمدن المجاورة خاصة نيالا. والجنينة وزالنجي وكتم وكبكابية وحتى الخرطوم بسبب الحرب خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقالت مفوضية العون الإنساني بشمال دارفور في تعميم صحفي مطلع نوفمبر الجاري إن مدينة الفاشر تؤوي 17581 أسرة (91820) شخصا فارين من الحرب من مختلف المدن.
وأشار إلى تزايد أعداد النازحين يوميا في مراكز الإيواء مع انعدام المساعدات الإنسانية، كما أشار إلى نزوح نازحين سابقين من معسكري أبو شوك وأبوجا إلى المدارس جنوب الفاشر.
وأكدت اكتظاظ كافة مدارس القطاع الجنوبي لمدينة الفاشر مع تزايد أعداد النازحين يوميا ونقص المواد الإيوائية خاصة الخيام. وأشارت المفوضية إلى تأخر المساعدات الإنسانية، وخاصة المواد الغذائية، من قبل برنامج الغذاء العالمي، ونقص المساعدات من قبل المنظمات بسبب إغلاق البنوك.
مواجهة عنيفة
ومن المرجح أن تكون المواجهة العسكرية بالمدينة في حال حدوثها عواقب إنسانية وسياسية واقتصادية خطيرة، بسبب وجود قوة لا يستهان بها من القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح في دارفور، وعلى رأسها قوات حكومة الوفاق الوطني. وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو ميناوي الذي قرر مؤخرا التخلي عن موقف الحياد والدخول في المعركة إلى جانب قوات الجيش.
وتتكون أغلبية قوات مناوي من أحد المكونات المحلية المعتبرة في شمال دارفور، وهو ما يمثل نسبة تقديرية من سكان مدينة الفاشر، وهو ما يهدد بتحول معركة الفاشر إلى مواجهة أهلية من جانب قوات مناوي. القبائل التي تدعم وتشكل أغلب قوة قوات الدعم السريع والمكونات القبلية المحلية الأخرى التي تتكون منها قوات مناوي والحركات النضالية الأخرى التي تشكل القوة المشتركة لشمال دارفور.
وفي مقابلة سابقة مع راديو دبنقا حذر أديب عبد الرحمن والي وسط دارفور السابق ورئيس منظمة الناس في الناس من حرب شاملة إذا هاجمت قوات الدعم السريع الفاشر.
وقال في حديث لراديو دبنقا إن مدينة الفاشر بها تقاطعات عرقية قد تؤدي إلى حرب شاملة. وأوضح أن الفاشر مثل الشعرة بين السلام والحرب، وأنه إذا خسرت الحركات المسلحة الموقعة على السلام الفاشر، فإن ذلك يعني نهاية اتفاق جوبا.
وقال توبي هارود، نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، إن مئات الآلاف من المدنيين والنازحين معرضون الآن لخطر كبير في الفاشر بولاية شمال دارفور، مع تدهور الوضع الأمني ونقص الغذاء والمياه ومحدودية الخدمات.
وحذر في تدوينة على منصة إكس (تويتر سابقا) من العواقب الوخيمة والأثر الكارثي إذا اندلعت أعمال القتل من أجل السيطرة على المدينة، ودعا الأطراف إلى الالتزام بحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي. تجنب القتال في الفاشر.
وأمام هذا الواقع المعقد الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة، تبذل بعض الشخصيات المجتمعية وقيادات الإدارات المدنية في المدينة جهودا حثيثة لمنع الانفجار، وتوصلوا منذ عدة أسابيع إلى اتفاق لوقف الاشتباكات بين الطرفين داخل المدينة. على أن تبقى قوات الدعم السريع في الجانب الشرقي من المدينة، بينما تتمركز القوات المسلحة السودانية في الجانب الغربي منها، حيث يقع مقر الجيش، بينما تتولى قوات الحماية المشتركة التابعة للحركات المسلحة مسؤولية الحماية. وسط المدينة والأسواق والمؤسسات الحكومية.
قم بالتسجيل للحصول على النشرات الإخبارية المجانية AllAfrica
احصل على آخر الأخبار الإفريقية التي يتم تسليمها مباشرة إلى صندوق الوارد الخاص بك
نجاح!
تقريبا انتهيت…
نحن نحتاج إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.
لإكمال العملية، يرجى اتباع التعليمات الواردة في البريد الإلكتروني الذي أرسلناه إليك للتو.
خطأ!
حدثت مشكلة أثناء معالجة إرسالك. الرجاء معاودة المحاولة في وقت لاحق.
ويعول الكثيرون في دارفور على استمرار هذه الجهود المجتمعية ونجاحها في التوصل إلى تفاهمات تحمي العاصمة التاريخية لدارفور ومركز حركة الإمدادات الإنسانية في عموم إقليم دارفور الكبرى، من المواجهة العسكرية الدامية.
وللأسف، فإن هذه الجهود، بحسب التجارب المحلية في نيالا وزالنجي والجنينة والضعين، لم تنجح في منع إراقة الدماء، ولم تؤد إلا إلى تأخير المواجهة بضعة أيام أو أسابيع.
تطور الوضع العسكري في عموم السودان قد يغري إقليم دارفور، خاصة قوات الدعم السريع، للسيطرة على آخر معاقل القوات الحكومية في دارفور، ثم قد لا تجد قوات مناوي ضرورة للدخول في المعركة ضد الدعم السريع قوات الدفاع عن شعبها ومصالحها في الفاشر.
إن مثل هذا التطور المأساوي المحتمل من شأنه أن يعيد إلى الأذهان، وربما على أرض الواقع أيضا، ما حدث في دارفور بين عامي 2002 و 2005 من مواجهات عرقية وعنصرية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية بطريقة أكثر فظاعة ووحشية. .
[ad_2]
المصدر