الضرب والحرمان والتعذيب والاغتصاب: الفلسطينيون يتحدثون عن "جحيم" السجون الإسرائيلية

الضرب والحرمان والتعذيب والاغتصاب: الفلسطينيون يتحدثون عن “جحيم” السجون الإسرائيلية

[ad_1]

أفرج عن عامر أبو هليل من السجن في الخامس عشر من إبريل/نيسان، ولكن في ذهنه ما زال يتعفن هناك. وتتناقض ملامحه الشابة مع هيئته المنحنية، التي تتحرك بألم عند مدخل منزل عائلته، متكئة على عصا خشبية منحوتة بأناقة. وأمامه شرفة واسعة تطل على جزء من مدينة دورا، وهي مجموعة كثيفة من المساكن البيضاء التي تغطي التلال الصفراء في جنوب الخليل والضفة الغربية المحتلة، والتي تذبل تحت الهواء الحارق في فترة ما بعد الظهيرة من منتصف يونيو/حزيران.

“يعاني عامر من كسر في إحدى فقرات العمود الفقري: فقد أدى تعرضه لضربة في السجن إلى تفاقم كسر قديم في العمود الفقري. ويشير تقريره الطبي إلى توسع الأوردة في خصيتيه. ويقول الرجل البالغ من العمر 30 عاماً وقد احمر وجهه بسبب الأرق: “هذا هو المكان الذي يؤلمني أكثر من أي شيء آخر. في اليوم الذي أُطلق سراحي فيه، ضربوني في الشارع أمام الناس. إن الآلام الجسدية سوف تزول في نهاية المطاف، ولكن آلام الروح لا تُمحى”.

عامر أبو هليل، الذي أُفرج عنه مؤخرًا من السجن، في منزله في دورا بالضفة الغربية، في 4 يونيو 2024. تانيا حبجوقة/نور لموند

كان عامر يعمل في محطة إذاعية محلية فلسطينية عندما اعتقل في 4 ديسمبر 2022، ووضع قيد الاعتقال الإداري دون أي تهمة أو محاكمة. وأفرج عنه بعد عام وأربعة أشهر، وخلال هذه الفترة فقد عشرات الكيلوجرامات. ويظهر في مقطع فيديو التقطته عائلته وقت إطلاق سراحه أنه يبدو شاحبًا وأشعثًا، ويبكي ويمشي بصعوبة، ويدعمه أقارب من الذكور. ويخشى عامر أن يموت شقيقه عمرو (27 عامًا)، وهو ناشط في حماس، في زنزانته. وقد اعتقل في 19 ديسمبر 2023، ويعاني من مرض السرطان. ومع ذلك، قال عامر، “لا يوجد علاج في السجن”.

كان ناشطاً في الحركة الإسلامية في جامعته، لكنه اليوم يؤكد أنه لا ينتمي إلى أي حركة. وفي نهاية عام 2022، عندما تم وضعه في الاعتقال، اختار أن يوضع مع سجناء حماس، الذين شعر أنهم أقرب إليهم من سجناء فتح، والذين كانت فئتهم تتمتع بسمعة أفضل تنظيماً، وتعتمد أسلوب حياة متديناً.

“عاد من وراء القبر”

منذ إطلاق سراحه لم يغادر عامر منزله. فهو لا يكاد ينام على الإطلاق ويظل ساجداً أمام جهاز التليفزيون الذي يبث صوراً حية للمذابح في غزة. ويقول لمن يطلبون منه أن يروي لهم ما مر به في السجن إنه “عاد من القبر”. وقد اجتاحه الخوف وانتهى به الأمر إلى عزل نفسه عن أسرته. ويقول: “يصبح صوتي سريع الانفعال، وأشعر بالتوتر والانفعال الشديد. ولم يعد أحد يجرؤ على الحديث في المنزل”. وقد أرسل زوجته وابنه البالغ من العمر تسعة أشهر، توفيق، للإقامة مع أهل زوجته لمدة عشرة أيام. واعترف وهو ينظر بعيداً بأنه لم يعد يتحمل صراخ الطفل. وقد ولد الطفل بعد سبع سنوات من الزواج، بينما كان في السجن. وما زال الأب الشاب لا يتحمل حمله بين ذراعيه.

لقد تبقى لك 77.07% من هذه المقالة للقراءة، والباقي للمشتركين فقط.

[ad_2]

المصدر