أفريقيا: إيطاليا تشدد قوانين اللجوء وسط ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين

المدنيون في السودان يحتاجون إلى الحماية بشكل عاجل – الخيارات المتاحة أمام قوات حفظ السلام الدولية

[ad_1]

في سبتمبر/أيلول 2024، أصدرت بعثة تقصي الحقائق المستقلة التابعة للأمم المتحدة في السودان تقريرها الأول. وأشار التقرير إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ودعا إلى النشر الفوري لقوة مستقلة ومحايدة لحماية المدنيين.

بعد مرور ما يقرب من 18 شهرًا على اندلاع القتال، أصبح الوضع الإنساني في السودان مزريًا، حيث يحتاج ما يقرب من 25 مليون شخص إلى المساعدة. هل نشر قوات حفظ السلام لحماية المدنيين أمر ممكن أو حتى مستحسن؟ جينا روسو، التي تركز أبحاثها على حماية المدنيين في بيئات الصراع المسلح ومساهمة الأمم المتحدة في عمليات السلام، تشاركنا أفكارها.

هل سيكون من الجيد نشر قوات حفظ السلام في السودان مرة أخرى؟

ركزت جهود الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للتوسط في السلام في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023 على تحقيق وقف إطلاق النار. لكنها لم تنجح حتى الآن.

وتتزايد الدعوات إلى معالجة المخاوف الأمنية المباشرة التي تواجه المدنيين. ورغم أن المجتمعات المحلية بذلت الكثير من الجهود لتسهيل حماية نفسها، فإنها لا تزال مستهدفة، ولا بد من بذل المزيد من الجهود.

لسنوات عديدة، كان للسودان وجود لحفظ السلام. فمن عام 2014 إلى عام 2020، قادت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بشكل مشترك وجودًا مختلطًا لحفظ السلام في دارفور. وأعقب ذلك بعثة سياسية بقيادة الأمم المتحدة. ومع ذلك، منذ خروج الأخيرة المفاجئ في فبراير 2024، لم يكن هناك وجود إقليمي أو دولي في السودان مسؤول عن حماية المدنيين.

ومن المهم أن نذكر أن أحداً (تقريباً) لا يقترح نشر عملية حفظ سلام كاملة ومتعددة الأبعاد. بل إن البعض ـ بما في ذلك بعثة تقصي الحقائق المستقلة التابعة للأمم المتحدة ـ يدعو إلى نشر قوات أمنية محدودة لحماية المدنيين. ولكن السلطات السودانية رفضت هذه التوصية.

من المرجح أن يكون توفير الحماية على نطاق واسع في مختلف أنحاء السودان أمراً غير ممكن نظراً لحجم البلاد وكثافة القتال. ولكن قد يكون من الممكن توفير حماية أكثر استهدافاً.

وقد يشمل ذلك إنشاء “مناطق خضراء” لحماية المناطق التي يلجأ إليها النازحون وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل خطر المجاعة. كما يمكن أن يتولى وجود أمني إقليمي أو دولي مراقبة انتهاكات الحقوق ودعم جهود الحماية الذاتية المحلية.

ماذا يتطلبه النشر الناجح؟

ورغم أن خطورة الوضع في السودان واضحة، فإن هناك عوائق أمام نشر بعثة حماية أو بعثة حفظ سلام أوسع نطاقا.

أولا، ليس من الواضح من سيقود البعثة. فقبل أقل من عام، طردت السلطات السودانية البعثة السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، مشيرة إلى عدم فعاليتها في دعم الانتقال السياسي وحماية المدنيين. ويشعر معظم أصحاب المصلحة بالتشاؤم بشأن موافقة الأطراف المتحاربة على بعثة أخرى بقيادة الأمم المتحدة، وهو شرط مسبق لعمليات السلام التابعة للأمم المتحدة.

وقد تساءل البعض عما إذا كانت موافقة السلطات السودانية مطلوبة، نظرا لدورها في قيادة انقلاب 2021. ومع ذلك، تعلمت الأمم المتحدة دروسا قاسية من عمليات الانتشار التي لم تحصل على الموافقة (بما في ذلك مالي مؤخرا). وبالتالي، فمن غير المرجح أن يوافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مهمة قد تقاومها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقد تؤدي إلى هجمات إضافية على المدنيين وقوات حفظ السلام.

وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كان الاتحاد الأفريقي قادراً على نشر بعثة حماية. والاتحاد الأفريقي منخرط أيضاً في محاولة دعم العملية السياسية. ورغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان أي من الطرفين سوف يوافق على وجود بقيادة الاتحاد الأفريقي، فإن هذا الوجود أكثر قابلية للتطبيق من وجود بعثة بقيادة الأمم المتحدة.

وبناء على ذلك، اقترح البعض أن السودان قد يكون حالة اختبار للقرار 2719، الذي اعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع في ديسمبر/كانون الأول 2023. ويسمح القرار لعمليات دعم السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي بتلقي تمويل من الأمم المتحدة على أساس كل حالة على حدة.

ويُفهم من القرار في المقام الأول أنه يوفر الدعم لفرض السلام (على عكس حفظ السلام)، ولكن ورد أن بعض أعضاء المجلس منفتحون على استخدامه في أنواع أخرى من التدخل في السودان.

وثانياً، حتى لو تمكن مجلس الأمن من الاتفاق على إرسال بعثة إلى السودان ـ وهي مهمة شاقة نظراً للانقسامات الحالية في المجلس ـ فإن هذا يثير تساؤلاً أوسع نطاقاً. فهل تنجح البعثة إذا كانت تفتقر إلى الدور السياسي؟

لقد كانت الأمم المتحدة واضحة في أن بعثات حفظ السلام ينبغي أن يتم نشرها لدعم العملية السياسية وأن تسترشد باستراتيجية سياسية. ومن الواضح أن أي بعثة حماية بدون تفويض سياسي تشكل انحرافاً واضحاً عن هذا المبدأ.

إن الدروس السابقة تجعلنا نفكر ملياً في نشر بعثة حماية بحتة. على سبيل المثال، تم نشر بعثة الأمم المتحدة في تشاد لحماية المدنيين من العنف المتدفق من السودان المجاور. ولكن لأنها لم تكن تتمتع بتفويض سياسي، فقد افتقرت إلى النفوذ لدى السلطات، وطردتها الحكومة بعد أقل من ثلاث سنوات.

ما هي الخيارات؟

طلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي من أمانتيهما إعداد توصيات بشأن حماية المدنيين في السودان.

ولكن صناع السياسات قد يجدون أنفسهم أمام خيارات قليلة جيدة. ورغم عدم وجود إجابات سهلة، فإن النقاط التالية لابد وأن نضعها في الاعتبار.

أولاً، ينبغي للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن يدرسا الخيارات المتاحة لإرسال قوة حماية مادية إلى السودان للحفاظ على المناطق الآمنة للنازحين وتسهيل توصيل المساعدات. ولكن صناع السياسات سوف يضطرون إلى النظر في كيفية ربط مثل هذا الوجود بالجهود السياسية. وهذا ضروري لتزويد الجهات الفاعلة في مجال الحماية بالنفوذ اللازم للحفاظ على الوصول وممارسة الضغوط على الجناة.

ثانياً، يتعين على المشاركين في العملية السياسية دمج الحماية في جهود الوساطة التي يبذلونها. ويمكن أن تكون الفترة التي تسبق عمليات التفاوض وقتاً حاسماً بالنسبة للوسطاء للتركيز على حماية المدنيين. وذلك لأن الأطراف المتحاربة قد تزيد من استخدامها للعنف لتحسين مواقفها التفاوضية. ويمكن للوسطاء أيضاً تضمين لغة محددة في الاتفاقيات ــ فيما يتصل بالعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، على سبيل المثال ــ والتي يمكن استخدامها لاحقاً لمحاسبة الأطراف على سلوكها.

اشترك مجانًا في النشرة الإخبارية AllAfrica

احصل على آخر الأخبار الأفريقية مباشرة إلى صندوق بريدك الإلكتروني

نجاح!

انتهى تقريبا…

نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.

لإكمال العملية، يرجى اتباع التعليمات الموجودة في البريد الإلكتروني الذي أرسلناه إليك للتو.

خطأ!

حدثت مشكلة أثناء معالجة طلبك. يرجى المحاولة مرة أخرى لاحقًا.

ثالثا، على المستوى الدولي، يتعين على الدول الأعضاء أن تمارس ضغوطا دبلوماسية على الأطراف المتحاربة وعلى الدول الثالثة التي تدعمها. وعلى وجه الخصوص، تورطت دولة الإمارات العربية المتحدة في توفير الأسلحة لقوات الدعم السريع، رغم أنها تنفي مثل هذه المزاعم. كما أن دولا أخرى داخل المنطقة وخارجها لها مصلحة في نتائج الحرب الأهلية في السودان، نظرا للنفط والموارد الأخرى القادمة من البلاد. وتشكل كمية الأموال المرتبطة بالصراع عائقا رئيسيا أمام السلام. ومع ذلك، ما لم تستخدم القوى الخارجية الضغوط الدبلوماسية لوقف الجهود الرامية إلى تسليح جانبي الحرب، فمن غير المرجح أن تتوقف هذه الجهود.

وأخيرا، ينبغي تقديم المزيد من المساعدة للجهود التي تقودها المجتمعات المحلية من أجل حماية الذات. فقد أدى انقطاع الاتصالات إلى إعاقة قدرة المدنيين على حماية أنفسهم بشكل خطير، ولابد من وضع حد لهذا الانقطاع. كما تشكل برامج المساعدات النقدية أهمية بالغة لمساعدة الأفراد على شراء الغذاء وغيره من الإمدادات المنقذة للحياة.

وعلى الرغم من صعوبة الوصول إلى بعض المجتمعات وسط القتال المستمر، فإنه ينبغي بذل كل الجهود لمواصلة دمج وجهات نظرهم في التخطيط للحماية.

جينا روسو، باحثة ومحاضرة، جامعة مدينة نيويورك

[ad_2]

المصدر