[ad_1]
في الأول من ديسمبر، وبعد أكثر من عقد من البناء، احتفلت المملكة العربية السعودية بإنجاز المرحلة الأولى من محطة مترو الرياض.
ويمثل هذا المشروع المستوحى من التراث المحلي، والذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات، ويدعمه ثلاثة اتحادات دولية من 13 دولة عبر أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، علامة بارزة في تطوير البنية التحتية في البلاد.
تعد المحطة حاليًا واحدة من أكبر المحطات في العالم، حيث تضم ستة خطوط تمتد على مسافة 176 كيلومترًا و85 محطة، بتكلفة تقدر بحوالي 25 مليار دولار. على الرغم من أن القطارات الحديثة والآلية ذاتية القيادة لم تعمل بكامل طاقتها بعد، إلا أنها ستكون قادرة في النهاية على حمل ما يصل إلى 3.6 مليون مسافر بمجرد اكتمال جميع الخطوط.
ومع تصور الكثيرين أن يوم الافتتاح سيكون محطة مزدحمة للمسافرين، قدمت المحطة، في الأول من ديسمبر/كانون الأول، تناقضًا صارخًا، حيث وقف السعوديون في رهبة من المبنى الجديد والتقطوا الصور ومقاطع الفيديو من داخله.
في ضوء أول محطة مترو في الرياض تثير الكثير من الإثارة، يبحث العربي الجديد في ما تعنيه هذه المحطة الجديدة لشعب المملكة العربية السعودية.
بديل النقل الذي تشتد الحاجة إليه
وفي الوقت الحاضر، ينمو عدد سكان الرياض من 7.8 مليون نسمة إلى 9.6 مليون نسمة متوقعة بحلول عام 2030.
وأدى النمو السكاني السريع، إلى جانب رفع الحظر على قيادة المرأة في عام 2018، إلى زيادة كبيرة في حركة المرور في العاصمة، حيث يقضي السائقون في كثير من الأحيان ساعات عالقين في الازدحام اليومي.
ولمعالجة هذه المشكلة، حددت السلطات السعودية طموحًا لتقليل أوقات التنقل كجزء من استراتيجية طويلة المدى. وتعد المحطة عنصرًا أساسيًا في هذه الخطة، التي تهدف إلى تقليل عدد السيارات على الطرق وتحسين جودة الهواء في جميع أنحاء المدينة.
لقد كانت قدرة المترو على توفير الوقت من أبرز الأشياء التي اهتم بها الركاب الذين تحدثوا إلى العربي الجديد في يوم افتتاحه.
قال أحد الرجال، أثناء رحلته الثانية بالمترو: “لقد جئت مع ابنتي التي تدرس في مركز الملك عبد الله المالي. نحن نعيش في جنوب الرياض، لذلك تستغرق الرحلة بالسيارة عادة ساعة ونصف في حركة المرور الصباحية. أما بالمترو، فقد استغرق الأمر 40 دقيقة فقط”.
وبالمثل، أوضحت شيرين، مساعدة البنك البالغة من العمر 28 عامًا، أنها كانت تستغرق 50 دقيقة بالسيارة للوصول من منزلها إلى المركز المالي، ولكن مع افتتاح المحطة الجديدة، أصبحت رحلتها الآن تستغرق 23 دقيقة فقط. وأضافت شيرين أنها بالإضافة إلى توفير الوقت، فإنها تتوقع أن يوفر لها المترو مبلغًا كبيرًا من المال.
وعلى الرغم من هذه الفوائد الموفرة للوقت، هناك اعتراف بأن انتقال الركاب من السيارات إلى المترو لن يحدث بين عشية وضحاها.
وقال أحد موظفي شركة المترو لـ”العربي الجديد”: “نتوقع أن يستخدم الركاب المترو في البداية بشكل أكبر لأغراض الترفيه والاستكشاف قبل أن يصبح جزءًا من روتينهم اليومي. نتوقع أكبر عدد من الركاب في المساء وفي عطلات نهاية الأسبوع خلال المرحلة الأولية.
افتتاح مترو الرياض جزئياً في 1 ديسمبر 2024 حجر الأساس لرؤية 2030
وفقًا لوزير السياحة أحمد الخطيب، فإن المشروع ليس مجرد ترقية للبنية التحتية ولكنه يتماشى أيضًا مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
وتهدف الرؤية، التي تم الإعلان عنها لأول مرة في عام 2016، إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط من خلال تعزيز نمو القطاع الخاص، حيث يلعب المترو دورًا حاسمًا في تحقيق هذا الهدف.
بالنسبة لأحمد، يدعم المشروع أيضًا الأهداف السياحية للمملكة العربية السعودية من خلال تسهيل تنقل الزوار بين مناطق الجذب العديدة في المدينة. على سبيل المثال، مع ربط المترو بمطار الملك خالد الدولي، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تعزيز السياحة وتبسيط السفر للزوار الدوليين.
ومع ذلك، فإن المملكة العربية السعودية على بعد أيام فقط من حصولها على بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034، في حين ستستضيف الرياض أيضًا معرض إكسبو العالمي 2030 – الأحداث التي من المتوقع أن تجتذب ملايين الزوار.
إلى جانب السياحة والأحداث الكبرى، من المتوقع أن يعزز المترو الحراك الاقتصادي من خلال ربط أحياء المدينة والمناطق التجارية. ويرتبط هذا ارتباطًا وثيقًا ببرنامج المقر الإقليمي، الذي يهدف إلى تشجيع الشركات متعددة الجنسيات على تأسيس عملياتها الإقليمية في المملكة العربية السعودية.
وأخيرا، كان لبناء المترو تأثير اقتصادي كبير. وتم توظيف ما يقرب من 65 ألف شخص خلال مرحلة البناء، مما يجعل المشروع محركًا اقتصاديًا مهمًا.
يبلغ طول مترو الرياض 176 كيلومترًا (109 أميال) ويحتوي على 85 محطة. ويستغرق مترو الرياض مسافة تتراوح من 3 إلى 7 دقائق، وتحتوي القطارات على 2-4 حافلات.
وواجه المشروع، مثل العديد من المشاريع الكبيرة، تحديات كبيرة، كما أفاد موقع “العربي الجديد” سابقاً.
كان من المقرر افتتاح المشروع في الأصل في عام 2019، وقد تم تأجيله عدة مرات بسبب مشكلات مختلفة، بما في ذلك النزاعات المالية بين السلطات السعودية والمقاولين الأجانب، حيث تشير التقارير إلى أن العديد من الشركات العالمية كافحت لتسوية عقودها في الوقت المحدد، مما أثر على الميزانيات والجداول الزمنية.
وتصاعدت هذه القضية في نهاية المطاف إلى مسألة دبلوماسية، حيث تدخلت سفارات الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا لإثارة المخاوف بشأن المستحقات غير المدفوعة مع المسؤولين السعوديين.
واجه المشروع أيضًا تأخيرات في سلسلة التوريد، وتركت المشكلات اللوجستية أثناء الوباء العديد من عمال البناء عالقين في الخارج، مما ساهم في افتتاح المترو بعد خمس سنوات من الموعد المتوقع.
ومع ذلك، كان التحدي الأكبر ماليًا ويعكس اتجاهًا أوسع في المشاريع الضخمة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030، مثل مبادرة نيوم رفيعة المستوى.
ومثل المترو، واجهت نيوم تأخيرات وتغييرات، حيث اعترف المسؤولون بأن بعض المشاريع، مثل ذا لاين، تم تقليصها بسبب مشاكل مالية ولوجستية.
وفي الوقت الحالي، أثار التأخير المتكرر والمشاكل المالية في مشاريع رؤية 2030 مخاوف بشأن قدرة المملكة العربية السعودية على الوفاء بجداولها الزمنية الطموحة، واحترام العقود، والحفاظ على ثقة المستثمرين.
وفي هذا الصدد، أفيد أيضًا أنه في نوفمبر 2024، رفع ديفيد جروفر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة روشن العقارية المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، دعوى قضائية ضد الشركة، مطالبًا بمبلغ 100 مليون دولار من المكافآت غير المدفوعة وخرق العقد.
على الرغم من أن هذه التحديات تخلق حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل خطط المملكة العربية السعودية، يبدو أن مترو الرياض يمضي قدمًا، حيث من المقرر أن تبدأ العمليات الكاملة في 5 يناير 2025.
تيلدا أسموسن صحفية مستقلة مقيمة في الرياض، تركز عملها على شبه الجزيرة العربية، وخاصة اليمن والمملكة العربية السعودية
اتبعها على X:thildeasmussen
[ad_2]
المصدر