[ad_1]
خلال مظاهرة ضد وجود المهاجرين غير الشرعيين من جنوب الصحراء الكبرى في صفاقس في 25 يونيو 2023. حسام الزواري / وكالة الصحافة الفرنسية
تشهد صور ليلة الاثنين 3 يوليو/تموز في صفاقس، والتي تم تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، على عنف نادر بين التونسيين والأفارقة من جنوب الصحراء. رشق الحجارة، وأفراد ملثمون بقضبان حديدية، وقنابل الغاز المسيل للدموع، ومنازل محترقة: لقد وصل مستوى جديد من العنف إلى المدينة الواقعة في وسط تونس، والتي تعاني من توترات كبيرة منذ الأحد الماضي.
وقد اندلعت موجة الكراهية الأخيرة بعد طعن مهاجرين أفارقة لرجل تونسي في الضواحي الشمالية للمدينة. وانتشر الخبر بسرعة عبر مقطع فيديو نشره النائب طارق مهدي على موقع فيسبوك في حوالي الساعة العاشرة مساء، يظهر فيه رجل ملقى على الأرض فاقدًا للوعي، غارقًا في الدماء. وقد أحاط به سكان محليون تجمعوا تدريجيًا حول الضحية. وقال مهدي إن المهاجمين “أفارقة”، وألقى عليهم اللوم لأنهم “موجودون في كل مكان”، ودعا إلى رد فعل من أهالي صفاقس. وحث جمهوره على التحرك: “يجب على الناس أن يتحركوا”.
وحظي الفيديو بآلاف الإعجابات وتم تداوله على نطاق واسع، مصحوبًا في كثير من الأحيان بدعوات للانتقام. وبعد بضع ساعات، أدى خبر وفاة الشاب الذي تعرض للهجوم نتيجة لإصاباته إلى تأجيج المشاعر. وفي الشارع، اندلعت أعمال عنف في العديد من أحياء صفاقس: اعتدى تونسيون على أفارقة من جنوب الصحراء الكبرى، وذكرت بعض المصادر أن مجموعات على دراجات نارية بدأت “مطاردة السود”. ووفقًا لمكتب المدعي العام في صفاقس، نقلاً عن وكالة فرانس برس، “تم القبض على ثلاثة مهاجرين يشتبه في تورطهم في جريمة القتل، والذين وفقًا للمعلومات الأولية هم من الجنسية الكاميرونية”.
منصة المغادرة إلى أوروبا
صفاقس، المدينة الساحلية والمركز الاقتصادي الرئيسي للبلاد، ترحب منذ فترة طويلة بالعمال والطلاب من بقية القارة بحثًا عن مستقبل. منذ بداية العام، أصبحت منصة مغادرة رئيسية للراغبين في الهجرة إلى أوروبا. في عام 2023، وصل أكثر من 30 ألف شخص بالفعل إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية من شواطئها.
وقد أدى هذا الوضع إلى تفاقم العنصرية في المدينة. ففي 28 مايو/أيار، جرت مظاهرة أخرى أمام مقر الولاية للمطالبة باتخاذ إجراءات من جانب السلطات للحد من ظاهرة الهجرة وطرد الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى من البلاد. وحذر رمضان بن عمر، المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، من أن الوضع يتجه بالفعل نحو الأسوأ. واستنكر الوضع قائلا: “تستغل بعض الجماعات غياب الدولة لمحاولة طرد المهاجرين من ديارهم باستخدام القوة وكل ما يترتب على ذلك من عنف”، ووصف الوضع بأنه “مأساوي”.
اقرأ المزيد تونس تعاني من شياطين العنصرية
وقال فرانك يوتيدجي، مدير جمعية “أفريك إنتليجنس” التي تعمل من أجل حقوق المهاجرين والتماسك الاجتماعي، في إشارة إلى موجات العنف التي عانى منها المهاجرون بعد تصريحات قيس سعيد: “إن الأمر أشبه بإعادة إحياء الأيام المظلمة في أواخر فبراير/شباط 2023، بل أسوأ من ذلك”. وفي ذلك الوقت، نسب الرئيس التونسي إلى “جحافل المهاجرين غير الشرعيين” مؤامرة مزعومة “لتغيير تركيبة المشهد الديموغرافي في تونس”. وأثارت كلماته عدة أيام من التحدي – بما في ذلك عمليات الملاحقة والإخلاء – ضد 21 ألف مهاجر من جنوب الصحراء الكبرى، معظمهم موجودون في البلاد بشكل غير قانوني.
ترجمة المقال الأصلي المنشور باللغة الفرنسية على lemonde.fr؛ الناشر قد يكون مسؤولا فقط عن النسخة الفرنسية.
إعادة استخدام هذا المحتوى
[ad_2]
المصدر