[ad_1]

الملاكم الجزائري يتعرض للتساؤل حول هويته الجنسية عبر الإنترنت وسط موجة من المعلومات المضللة والعنصرية وكراهية المتحولين جنسياً (Getty/file photo)

وجدت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف نفسها وسط حملة تنمر وكراهية بعد تقدمها إلى ربع نهائي منافسات وزن 66 كجم للسيدات، حيث تساءلت شخصيات يمينية وكارهة للمتحولين جنسيا عن جنسها وأهليتها للمنافسة في الألعاب الأولمبية.

وبدأت الهجمات بعد أن تم إعلان خليف (25 عاما) فائزة في نزالها يوم الخميس، بعد أن قررت منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني الانسحاب من المباراة بعد 46 ثانية.

وشوهدت كاريني وهي تبكي بعد انتهاء المباراة، ورفضت مصافحة خليف بعدها. وزعمت الملاكمة الإيطالية أنها لم تعد قادرة على مواصلة المباراة بعد أن تلقت لكمة على أنفها، مما أدى إلى نزيف بعض الدماء.

وبدلاً من أن تتمكن من الاحتفال بفوزها، أصبحت خليف فجأة هدفًا لمزيج من السخرية والعنصرية وكراهية المتحولين جنسياً والمعلومات المضللة فيما يتعلق بهويتها الجنسية.

اتُهم خليف بأنه متحول جنسيًا، ورجل بيولوجيًا، وخنثى، على الرغم من عدم وجود أدلة أو إثباتات على ذلك.

وقد ادعى كثيرون أن خليف لديها كروموسومات X وY أو مستويات عالية من هرمون التستوستيرون. ومن المرجح أن يكون هذا الادعاء مستنداً إلى استبعاد خليف من بطولة العالم للملاكمة النسائية التابعة للاتحاد الدولي للملاكمة العام الماضي، بسبب “فشلها في اختبار مستوى هرمون التستوستيرون”، رغم عدم الكشف عن أي تفاصيل حول ما تتألف منه اختبارات الجنس. كما اعتُبرت ظروف استبعادها “غير عادية” في ذلك الوقت. كما تم استبعاد ملاكمة أخرى، التايوانية لين يو تينج، لأسباب مماثلة.

أججت مؤلفة سلسلة هاري بوتر، جي كي رولينغ، نيران الكارثة، متهمة خليف بأنه “رجل محمي من قبل مؤسسة رياضية معادية للنساء يستمتع بمأساة امرأة لكمها للتو في رأسها”، وذلك في منشور على موقع X.

على مر السنين، تعرضت رولينج لانتقادات بسبب آرائها المثيرة للجدل حول الأشخاص المتحولين جنسياً، حتى أنها دفعت نجوم هاري بوتر دانيال رادكليف وإيما واتسون إلى النأي بأنفسهم عن آرائها.

وتوجهت مجموعة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة إلى منصة X لإلقاء المزيد من الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة على خليف، حيث حصدت المنشورات ملايين الإعجابات.

ومن بين هؤلاء كان مالك شركة X ومؤسس شركة Tesla إيلون ماسك، الذي رد بـ “بالتأكيد” على منشور للسباحة رايلي جينز التي قالت “الرجال لا ينتمون إلى الرياضة النسائية”.

وتورط المذيع البريطاني بيرس مورغان في الأمر، حيث نشر مقالاً في صحيفة “ذا صن” البريطانية يتهم فيه الملاكم بأنها “ليست امرأة بيولوجية”، ووصف فوزها على كاريني بأنه “مشهد مقزز”.

كما أبدى السياسيون الإيطاليون آراءهم في الأمر. ووصف نائب رئيس الوزراء الإيطالي الشعبوي ماتيو سالفيني فوز خليف بأنه “مشهد أوليمبي حقيقي”.

وقال “عار على البيروقراطيين الذين سمحوا بمباراة لم تكن على قدم المساواة من الواضح”.

وقالت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وهي سياسية يمينية محافظة أيضا، إن الفوز “غير عادل”، وتساءلت عن حق خليف في المنافسة في الألعاب الأولمبية.

وكُشف لاحقًا أن كاريني تعمل ضابطة شرطة في إيطاليا، وانتقدها ناشطون بسبب “تقربها من اليمين المتطرف” بعد لقائها والتحدث مع أمثال ميلوني.

وفي خضم حملة الكراهية، دافع العديد من النشطاء عن خليف. واتهم العديد منهم لواء اليمين بالعنصرية ضد الملاكم الجزائري بسبب فشله في الالتزام بـ “المعايير الغربية” للأنوثة.

أعربت شخصيات بارزة عديدة عن دعمها للملاكم الجزائري. وانتقدت النائبتان عن حزب العمال البريطاني زارا سلطانة ونادية ويتوم رهاب المتحولين جنسيا والعنصرية التي تعرض لها خليف، قائلة إن الهجمات لا “تؤذي المتحولين جنسيا فحسب، بل تؤذي أيضا النساء الأخريات اللاتي لا يناسبن الأفكار التقليدية للأنوثة”.

وقارن كثيرون بين هذه القضية وقضايا لاعبة التنس الأميركية سيرينا ويليامز، والعداءة الهندية دوتي تشاند، والعداءة الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا – وجميعهن نساء من ذوات البشرة السوداء وغير البيضاء اتهمن بأنهن “ليسن إناثا” بعد تحقيق النجاح في رياضاتهن.

تم تصنيف خليف على أنها أنثى عند الولادة وتم تربيتها على هذا النحو. بعد وقت قصير من بدء حملة الكراهية، تم نشر صور طفولة للملاكمة، التي تنحدر من قرية في ولاية تيارت الشمالية الغربية، على الإنترنت “لإثبات” جنسها.

وأشار ناشطون أيضا إلى أن فكرة أن يكون خليف متحولا جنسيا “غير محتملة” نظرا لأن الجزائر تحظر جراحة تغيير الجنس.

دافعت اللجنة الأولمبية الدولية عن مشاركة الملاكمة الجزائرية في الألعاب، مؤكدة أن أهليتها للمشاركة تعتمد على لوائح الألعاب الأولمبية السابقة، والتي لا يمكن تغييرها أثناء المنافسة.

وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إن “العدوان الحالي ضد هذين الرياضيين يستند بالكامل إلى هذا القرار التعسفي، الذي اتخذ دون أي إجراء سليم – خاصة بالنظر إلى أن هذين الرياضيين كانا يتنافسان في منافسات رفيعة المستوى لسنوات عديدة”.

وأضافت اللجنة الأولمبية الدولية أنها تشعر بالحزن إزاء الإساءة التي يتعرض لها الرياضيان حاليا. وأضافت “لكل شخص الحق في ممارسة الرياضة دون تمييز”.

وقالت اللجنة الأولمبية الدولية في بيان لها بشأن الاستبعاد: “كان هذان الرياضيان ضحية لقرار مفاجئ وتعسفي من جانب الاتحاد الدولي للملاكمة. وفي نهاية بطولة العالم للملاكمة في عام 2023، تم استبعادهما فجأة دون أي إجراءات قانونية”.

ولم تعد اللجنة الأولمبية الدولية تعترف بالاتحاد الدولي للملاكمة، حيث قال المتحدث باسمه آدمز إن “القرار اتخذ في البداية من جانب الأمين العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للملاكمة فقط” و”دون اتباع أي إجراءات قانونية”. وتعرض الاتحاد الدولي للملاكمة لانتقادات شديدة بسبب تورطه في فضائح فساد.

قبل الألعاب الأولمبية، خاضت خليف 50 مباراة طوال مسيرتها في الملاكمة، ولم تنافس سوى النساء. خسرت خليف تسع مرات وتعادلت في أربع، مما يثبت أن العديد من المتنافسات الإناث كن أقوى منها، على عكس ما تشير إليه المعلومات المضللة على الإنترنت.

وبالإضافة إلى ذلك، تنافست اللاعبة البالغة من العمر 25 عامًا في دورة الألعاب الأولمبية 2021 التي أقيمت في طوكيو، دون أي جدل.

ومن المقرر أن تخوض خليف مباراة ملاكمة ضد المجري لوكا هاموري يوم السبت من أجل حجز مكان في الدور قبل النهائي، وهو ما سيعرضها بلا شك لمزيد من التدقيق غير المبرر. ورغم ذلك يأمل المشجعون والمشجعات ألا تؤثر عليها الكراهية. ففي نهاية المطاف، تسعى خليف إلى احتلال مركز متقدم على منصة التتويج.

وفي مقابلة بعد المباراة يوم الخميس، قال خليف لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي سبورت): “أنا هنا من أجل الذهب – أقاتل الجميع”.

[ad_2]

المصدر