داخل حملة العراق لبناء المدن الكبرى التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات

داخل حملة العراق لبناء المدن الكبرى التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات

[ad_1]

تعمل الحكومة العراقية على إنشاء عدد من المدن السكنية الكبرى الجديدة في مناطق مختلفة من البلاد كجزء من خطة لتخفيف أزمة السكن الحادة التي تجتاح البلاد.

إن الأحياء والمدن ذات الكثافة السكانية العالية ليست سوى واحدة من العديد من الأزمات المعقدة التي عانى منها العراق لعقود من الزمن، وهي مشكلة تفاقمت بسبب النقص الحاد في السكن والذي فشلت الحكومات المتعاقبة في معالجته.

وفي حين أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن العراق يحتاج إلى نحو ثلاثة ملايين وحدة سكنية، فإن الخطط الحكومية الحالية تهدف إلى الإشراف على بناء نحو 300 ألف وحدة سكنية، بما في ذلك منازل للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط ​​كخطوة أولى.

هناك تفاؤل حول الخطط الحالية وآمال في أن تنجح استراتيجية الحكومة في تخفيف الاكتظاظ الشديد الذي تعاني منه العديد من المناطق السكنية في العراق.

لكن الوعود التي أطلقتها الحكومات السابقة لحل الأزمة لم تتحقق، ومن المسلم به أن القطاع يعاني من الفساد منذ سنوات عديدة.

حل لأزمة السكن

وكانت الحكومة العراقية الحالية قد تعهدت قبل عدة أشهر ببناء مدن سكنية جديدة على مشارف العاصمة بغداد كحل للأزمة. وتماشيا مع هذه الخطط، وافق البرلمان على منح عقود البناء لأول خمس مدن جديدة لشركات متخصصة، محلية وأجنبية.

وفي إحدى “المدن” السكنية الجديدة، مدينة الجواهري، التي ستقع على مشارف بغداد ومن المقرر أن تضم 30 ألف وحدة سكنية، تم منح عقود البناء في أواخر عام 2023 للشركات الصينية East China Engineering Science and Technology Co.، Ltd، وChina National Chemical Engineering Co.، Ltd، إلى جانب شركة شمس البناء العراقية.

وقال نائب رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سالار محمد أمين إن تكلفة بناء مشروع الجواهري تقدر بنحو ملياري دولار، ولن يتم تمويل أي منها من قبل الحكومة العراقية، ومن المتوقع الانتهاء منه خلال أربع إلى خمس سنوات.

ومن بين المدن الأربع الأخرى التي من المقرر أن تشكل المرحلة الأولى من مشروع التنمية الضخم مدينة الغزلاني في نينوى ـ والتي تم منح عقد بنائها أيضاً لشركة صينية وشركائها ـ ومدينة الفلوجة الجديدة في الأنبار، والجناين في بابل، ومدينة الضفاف في كربلاء. وقد بدأت بالفعل الأعمال الأولية في هذه المدن، التي من المقرر أن توفر مئات الآلاف من الوحدات السكنية.

تقرير العراق: الموصل على طريق طويل نحو التعافي بعد تحريرها من داعش

لماذا يريد العراق إنهاء مهمة البعثة السياسية للأمم المتحدة؟

نهج بغداد الجديد تجاه الهجوم التركي في كردستان العراق

وفي نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي، أعطت الحكومة الضوء الأخضر لبدء أعمال البناء على الطريق المؤدي إلى مدينة علي الوردي السكنية الجديدة الواقعة على بعد 25 كيلومتراً جنوب بغداد.

وتُعد مدينة القاهرة الجديدة، التي سُميت على اسم عالم الاجتماع والمفكر العراقي الراحل علي الوردي، أكبر المدن الجديدة، وتبلغ مساحتها 61 مليون متر مربع، ومن المقرر أن توفر أكثر من 100 ألف وحدة سكنية بأنواع مختلفة، فضلاً عن المرافق الحضرية والمساحات الخضراء والتكنولوجيا الذكية، وقد مُنحت عقد إنشائها لشركة أورا ديفلوبرز المصرية في وقت سابق من هذا العام.

ومن المقرر أن يتم دمج معايير متقدمة في الاستدامة وحماية البيئة في بنائه.

ويعد مشروع بناء المدن الكبرى الجديدة الذي يجري تنفيذه هو الأكبر في تاريخ العراق، ويتم تمويله إلى حد كبير من خلال الاستثمار الأجنبي، حيث قدمت الحكومة العراقية قطاع الإسكان في البلاد كواحدة من فرص الاستثمار المربحة في البلاد للمطورين الأجانب.

الاكتظاظ السكاني في العراق

ويقول المهندس حيدر الخفاجي من هيئة تنفيذ المدن الجديدة التابعة لوزارة الاعمار والاسكان والبلديات العامة ان “مشاريع المدن السكنية ستنهي الى حد كبير ازمة السكن خصوصا في العاصمة بغداد”.

وأوضح لـ«العربي الجديد» أن «الدراسات والإحصائيات تشير إلى أن الازدحام السكاني في بغداد سيصل إلى 11 مليون نسمة، وهو رقم خطير، ما دفع الحكومة إلى وضع الخطط اللازمة لتفاديه».

ويقول الخفاجي إن “الإهمال المستمر لقضية السكن من قبل الحكومات السابقة أدى إلى اكتظاظ سكاني كبير”، مضيفا أن “مدينتي علي الوردي والجواهري في أطراف بغداد ستكونان مدينتين مخدمتين بالكامل مع الأخذ بعين الاعتبار التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى خاصة فيما يتعلق بالموقع الذي سيخفف الضغط السكاني في قلب العاصمة”.

سعى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى اقتصاد البلاد لتحفيز النمو وإعادة الإعمار (مرتضى رضا وكالة الصحافة الفرنسية/غيتي)

وقال إنه سيتم إنشاء نحو 200 ألف وحدة سكنية في هاتين المدينتين الجديدتين، ضمن استراتيجية أوسع وضعتها الحكومة وتتضمن إنشاء 52 مجمعا ومدينة سكنية مستدامة في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق.

ويعتقد أن هذه الاستراتيجية توفر الحل الأمثل لمشكلة الاكتظاظ السكاني في العراق.

وتؤكد الإحصاءات الرسمية للحكومة العراقية أن تسعة في المائة من السكان يعيشون في “العشوائيات” (مناطق عشوائية بنيت بشكل غير رسمي وغير متوافق مع أنظمة البناء على أراضي الدولة)، وذلك لعدم قدرة سكانها على تحمل تكاليف السكن الملائم.

ورغم أن الحكومة السابقة أطلقت مشروع “داري” لمنح العاطلين عن العمل قطع أراضي ودعمهم لبناء مساكنهم، إلا أن المشروع لم ينفذ فعليا على الإطلاق، على الرغم من أن آلاف العراقيين تقدموا بطلبات إلى المشروع وراجعوا الدوائر الحكومية المعنية من أجل الحصول على قطعة أرض.

بداية التنفيذ

وفي يونيو/حزيران الماضي، أطلق رئيس الوزراء العراقي السوداني أعمال تشييد طريق علي الوردي. وبحسب بيان صحفي صادر عن مكتب رئيس الوزراء، فإن أعمال تشييد الطريق ستمتد من أطراف بغداد إلى المدينة الجديدة في قضاء النهروان، جنوب شرقي بغداد.

“وسيتضمن العمل إنشاء طريق للمدينة الجديدة يلبي أفضل المتطلبات التصميمية ويضمن انسيابية الحركة المرورية إلى المدينة الجديدة من خلال ربطها بالطرق الرئيسية والدائرية.”

وأكد البيان أن هذه المدن السكنية الجديدة شكلت أساس الحل الذي اعتمدته الحكومة لمواجهة الزيادة السكانية وتخفيف الضغط على الخدمات والكهرباء في بغداد، وفي إطار تحسين الحركة والنقل والتنمية في العاصمة.

“لن تكون مدينة علي الوردي مجمعا سكنيا بل مدينة كبرى جديدة متكاملة الخدمات والمرافق وستضم نحو 110 آلاف وحدة سكنية وستشكل مع محيطها نواة لما يمكن تسميته بالمحافظة الجديدة من حيث الطاقة الاستيعابية وستكون مجاورة لبغداد ومكملة لها” بحسب البيان.

كتب الصحفي العراقي أكثم سيف الدين في عام 2017 عن الفساد الذي يسود مشاريع الإسكان والتطوير في العراق.

وأشارت المقالة إلى أن ارتفاع عدد سكان العراق، وانعدام الإرادة في الحكومات المتعاقبة، والارتفاع الحاد في أسعار مواد البناء، وسوء التخطيط، وقضايا الفساد العميقة، لعبت جميعها دوراً في أزمة السكن الحادة في العراق.

وقال الخبير الاقتصادي أحمد الكناني إن الحكومات العراقية الخمس التي تولت السلطة منذ الغزو الأميركي عام 2003 والتي أطاحت بحكومة البعث كانت جميعها مسؤولة عن الأزمة وإن الفساد ينخر قطاع الإسكان سواء الحكومي أو من قبل المستثمرين، مضيفا أن “ما لا يقل عن 9 مليارات دولار في عهد حكومة نوري المالكي كانت مخصصة للإسكان، لكن العراقيين لم يروا أي مشروع إسكان على الأرض في ذلك الوقت”.

ونُقل عن السوداني، عضو مجلس النواب آنذاك، تأكيده على قضية الفساد في مشاريع الإسكان، وتصريحه بأن البرلمان العراقي “يلعب دوراً رقابياً يؤهله لمحاسبة المسؤولين المتواطئين في ملفات (فساد)”.

هذه ترجمة منقحة من نسختنا العربية مع تقارير إضافية. لقراءة المقال الأصلي انقر هنا.

ترجمة روز تشاكو

هذه المقالة مأخوذة من مطبوعتنا الشقيقة العربية، العربي الجديد، وتعكس المبادئ التحريرية وسياسات الإبلاغ الأصلية للمصدر. سيتم توجيه أي طلبات تصحيح أو تعليق إلى المؤلفين والمحررين الأصليين.

هل لديك أسئلة أو تعليقات؟ راسلنا على البريد الإلكتروني: info@alaraby.co.uk

[ad_2]

المصدر