[ad_1]
وعن طبيعة العلاقة بين إسرائيل وأميركا، أوضح بشارة أن إسرائيل ليست تابعة سلبية لأميركا بل لها أجندات فاعلة خاصة بها لأنها دولة ذات مشروع. (قناة العربي)
حذر مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات من أن المنطقة العربية تشهد محاولة إعادة تشكيلها وفق المخططات الإسرائيلية. وشبه الوضع الحالي بالفترة التي دخل فيها جيش (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين الكويت عام 1990، قائلا إنه بينما كانت الخطط أمريكية في ذلك الوقت، فإنها اليوم إسرائيلية.
وفي مقابلة على قناة العربي من مدينة لوسيل القطرية، مساء الاثنين، بمناسبة مرور عام على أحداث 7 أكتوبر والإبادة الجماعية التي تلتها في غزة، أشار بشارة إلى أن الفلسطينيين يواجهون ما يشبه النكبة الجديدة.
ووضع الحرب على لبنان في سياق شعور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه مطلق اليد ويستطيع تحقيق كل أهدافه. كما أكد أنه لا توجد نية صادقة للمصالحة الفلسطينية، بل مجرد فولكلور وخداع.
أما عن آرائه بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر المقبل، فقد رفض بشارة الادعاء بعدم وجود فرق حقيقي بين المرشحين دونالد ترامب وكمالا هاريس.
ولم يستبعد احتمال أن تتعامل هاريس وفريقها مع القضايا في المنطقة العربية بطريقة أكثر إيجابية مما فعلته إدارة الرئيس جو بايدن.
قبل وبعد 7 أكتوبر
وقبل تحليل عملية 7 أكتوبر عسكريا وسياسيا، وصفها بشارة بالحدث المحوري الذي قسم الزمن إلى “قبل” و”بعد”، سواء من حيث تأثيره على إسرائيل والفلسطينيين.
وأشار إلى السوابق التي وضعها الرد على 7 أكتوبر، حيث لم تستفز الحرب الشاملة العالم رغم حجم وطبيعة الجرائم المرتكبة، والتي أصبحت أمرا طبيعيا، مثل تدمير أحياء بأكملها لقتل مقاوم واحد. مقاتل. الجانب الآخر الذي يميز حرب غزة، بحسب بشارة، هو أنها كانت الحرب الأولى التي لا يوجد فيها صحفيون أجانب وغير عرب.
وحوّل هؤلاء المراسلون كل ضحية إسرائيلية في عملية طوفان الأقصى إلى قصة بطولية، وقصة شخصية، فيما عانى سكان غزة برمتهم دون أن يقوم أي صحافي بتغطية الحرب على الأرض، كما أشار بشارة.
خلفية عملية 7 أكتوبر
وأشار بشارة إلى أنه في عام 2023 وحده، قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، قتلت إسرائيل عددًا من الفلسطينيين أكبر مما قتلته في الفترة من 2000 إلى 2023.
كما حدد عوامل مثل التهويد والتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، وتوسيع المستوطنات، والتغيرات في معاملة الأسرى منذ أن أصبح إيتمار بن جفير وزيرا، واتفاقات إبراهيم، و”صفقة القرن”. القرن” في عهد دونالد ترامب، فضلاً عن تشديد الحصار على غزة.
وفيما يتعلق بهذه النقطة الأخيرة، ذكّرنا بشارة بأن قيادة حماس الحالية تتخذ موقفاً عملياً فيما يتعلق بقبول الدولة الفلسطينية، ولكن رد إسرائيل كان يتمثل في مواصلة الضغط على غزة.
وفي تقييمه لعملية 7 أكتوبر، أعرب مؤلف كتاب “الطوفان: الحرب على فلسطين في غزة” عن ثقته في أن قادة حماس لم يتوقعوا نتيجة العملية لعدة أسباب، بما في ذلك أنه “لم يكن بإمكان أحد أن يتنبأ بهذا النوع من العمليات غير المسبوقة وغير العقلانية”. الجريمة، وبالتالي، كان من المستحيل التنبؤ بها.”
وبرأيه فإن حماس لم تحسب النتائج المباشرة للعملية بشكل كامل، “لأنها تجاوزت ما توقعه مخططوها”، في إشارة إلى الانهيار العسكري للجيش والشرطة الإسرائيليين أمام المهاجمين.
وأشار بشارة كذلك إلى أن المسلحين الفلسطينيين ارتكبوا خطأً بدخولهم البلدات (في غلاف غزة) واختطاف المدنيين، “وهو الأمر الذي كان من الممكن السيطرة عليه من خلال التركيز فقط على المعسكرات العسكرية والجنود. وبمجرد أن أدركوا أن لديهم مدنيين، كان عليهم إطلاق سراحهم”. على الفور لكسب اليد العليا الأخلاقية والسياسية
الرد الإسرائيلي وديناميكيات الاحتلال
وهنا طرح بشارة سؤالاً مضاداً حول نتيجة العملية: لماذا لم تتوقع إسرائيل، بصفتها المستعمر، أن يرد المستعمِر بهذه الطريقة بعد كل ما فعله؟ وأوضح أن الذين خططوا لعملية 7 أكتوبر أخطأوا في حساباتهم عندما نفذوا عملية هجومية وأعلنوا حربا خاسرة بالفعل، مبينا أن “حركات المقاومة، بعد اتفاقات السلام العربية مع إسرائيل وانسحاب العرب من ساحة المواجهة، أصبحت حركات للدفاع عن النفس، وليست حركات لتحرير فلسطين”، وهو المنطق الذي عطلته عملية طوفان الأقصى.
ونظرا لحجم الجرائم الإسرائيلية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، حذر بشارة من أنه “من غير المقبول التقليل من معاناة الشعب الفلسطيني والحديث عن النصر ونحن نباد”.
وردا على سؤال حول عقلية الانتقام القبلية في إسرائيل، أشار بشارة إلى أن هذا النمط مستمر. ويهدف الإسرائيليون إلى عكس صورة الإهانة التي عاشوها يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر من خلال معاقبة المدنيين، أملاً في إبعادهم عن فكرة المقاومة وتحريض المجتمع ضد كل من يقاوم. ووصف بشارة ذلك بأنه محاولة إسرائيلية لإجراء “برمجة نفسية للجماهير”.
الجبهة اللبنانية: نتنياهو ينتقل من مرحلة إلى أخرى
وحول الحرب على لبنان، قال بشارة إن نتنياهو وائتلافه المتطرف انتقلوا من مرحلة إلى أخرى خلال الحرب على غزة ومن ثم لبنان، بسبب العجز العربي والتواطؤ الدولي. لقد بدأوا بأهداف محددة ووسعوها إلى خطط متعمدة، مثل توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وإضعاف السلطة الفلسطينية، والآن الحرب على لبنان والتوسع التدريجي للغزو البري في البلاد.
ومن المحتمل أن تكون إيران هي التالية، بحسب بشارة. وأشار إلى أن نتنياهو وفريقه “وجدوا أنه لا توجد تكلفة دولية كبيرة، وبحلول يوليو 2024، بدأوا يشعرون أنه من الممكن نقل بعض القوات من غزة إلى لبنان وتوسيع عملياتهم في الضفة الغربية. وهذا نابع من اعتقاد نتنياهو بأن له يد مطلقة ويستطيع تنفيذ ما خطط له في السابق”.
وأشار بشارة إلى أن فكرة شن حرب شاملة على لبنان موجودة منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر لدى القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية. كما ذكّرنا بأن إخلاء المستوطنات الشمالية كان خطوة احترازية لمنع تعرضها لعملية تسلل مماثلة لما حدث في مستوطنات غلاف غزة، رغم أن حزب الله لم يستهدفها بالصواريخ.
وأعرب بشارة عن ثقته في أن حزب الله وإيران لا يريدان الحرب، لكن هذا الصراع جزء من خطة إسرائيلية قديمة للقضاء على حزب الله واستعادة الهيمنة الاستخباراتية الإسرائيلية. واعتبر بشارة أن حزب الله “ارتكب خطأ فادحا بدخوله إلى سوريا كحركة طائفية عابرة للحدود الوطنية وارتكاب جرائم هناك، ما ساهم في تعريضه للتغلغل الإسرائيلي”.
وأشار كذلك إلى أن الإسرائيليين ربما بالغوا في تقدير قوة حزب الله، أو ربما حزب الله نفسه بالغ في تقدير قدراته. وبحسب مؤلف كتاب “الطائفة والطائفية والطوائف المتخيلة”، فإن مسؤولي حزب الله لم يدركوا في الوقت المناسب أن “إسرائيل كانت تشن حرباً، وليس مجرد عملية استنزاف ومناوشات”.
وخلص بشارة إلى أن حماس وحزب الله يقاتلان الآن من أجل بقائهما، وليس من أجل إسرائيل، على الرغم مما توحي به الدعاية الإسرائيلية.
وفي تقييمه العسكري للغزو البري، أشار بشارة إلى أنه إذا لم تكن مجموعات المقاومة في جنوب لبنان مرتبطة هرميا بالقادة الذين تم استهدافهم واغتيالهم، فقد تتمكن من الصمود لفترة طويلة. كما تناول بإيجاز الوضع السياسي اللبناني الداخلي، مشيراً إلى أن محاولة فرض رئيس في هذه المرحلة “يبدو وكأنه استغلال للحرب، التي يجب أن تتوقف أولاً قبل أي شيء آخر”.
وحذر بشارة من أن إسرائيل إذا انتصرت وحققت أهدافها، فإنها لن تهزم إيران فحسب، بل العرب جميعا. وأعرب عن ثقته في إمكانية تغيير الوضع الحالي من خلال التفاوض مع إيران بشروط مواتية للعالم العربي، تماما كما كان بإمكان القادة المصريين وقف الحرب على غزة من خلال الجلوس مع حماس وتقديم مطالبهم مقابل دعمهم ضد الحرب. .
وأوضح بشارة أن إسرائيل تدرك جيدًا أن حزب الله لن يخوض حربًا مع إسرائيل إلا إذا كانت إيران منخرطة أيضًا في صراع إسرائيلي. وهذا يعني أنه في حال تعرض حزب الله لضربة إسرائيلية قاسية، فإن إيران ستكون معرضة للخطر، لا سيما في ظل الانقسامات بين المسؤولين الإيرانيين، فمنهم من يسعى إلى الانفتاح وترك طريق المواجهة وراءه، بينما يفضل البعض الآخر طريق الحرب.
الوحدة الفلسطينية
وفيما يتعلق بقضية الانقسام الفلسطيني، قال بشارة إن الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية “كان يمكن أن يوفر إطارا للوحدة الوطنية”. ووصف الوضع الحالي بأنه “خطير للغاية لأن أولئك الذين همشوا منظمة التحرير الفلسطينية وركزوا على السلطة ثم فقدوا السيطرة على غزة، لا يدركون أن الحرب الحالية تستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله وستؤثر عليه في النهاية”.
ومن وجهة نظر بشارة، فإن إسرائيل “لا تريد حتى السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي؛ بل تريدها أن تعمل فقط كبلديات محلية”. وخلص إلى أنه لا توجد نوايا حقيقية للمصالحة، بل مجرد فولكلور مزيف.
وشدد على أن الإطار المحتمل لاستعادة شكل ما من أشكال الوحدة الفلسطينية يكمن في محاولة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لجمع الفلسطينيين داخل البلاد وخارجها، حيث كان تهميشها “جريمة، نتيجتها أن جيلا كاملا لا يفعل ذلك”. ولا يعرف التنظيم، في حين ترى السلطة أنه الكيان الوحيد القادر على حكم غزة، حتى لو كان ذلك يعني توحيد حركة فتح مع العناصر المطرودة ومحاولة إقناع حماس بالرضوخ.
لكن بشارة توقع أن إسرائيل لن تقبل إلا بالسيطرة الأمنية المباشرة والشاملة على غزة، وذكرنا بأن إسرائيل تسعى إلى مشاركة عربية في هذا المخطط.
وفي المقابل، إذا توحدت حركة التحرير، فسيتعين على إسرائيل أن تتعامل مع الواقع. واختتم بشارة تصريحاته حول علاقة الانقسام الفلسطيني بالحرب على غزة، بالإشارة إلى أنه إذا خرج الفلسطينيون من 7 أكتوبر منقسمين، فإن التطبيع العربي مع إسرائيل سيستمر دون أي شروط، مثل ربطه بإقامة دولة فلسطينية.
بين هاريس وترامب: فرق كبير
وركز الجزء الأخير من مقابلة قناة العربي مع بشارة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة المقرر إجراؤها الشهر المقبل. وشدد بشارة على أن أي شخص منخرط في السياسة يجب أن يدرك الاختلافات بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، الذي يخطط بالفعل لطرد الفلسطينيين واستهداف المفاعلات النووية الإيرانية. حتى أن ترامب افترى على جو بايدن باعتباره “فلسطينيًا” ويقيس كل شيء من حيث الربح المالي، وربما يعامل غزة كمشروع تطوير عقاري.
وفيما يتعلق بهاريس وفريقها، لم يستبعد بشارة احتمال أن يكونوا (إذا فاز المرشح الديمقراطي) أكثر انفتاحاً على القضايا في منطقتنا، وربما يختلفون عن سياسات بايدن، التي عكست كل ما فعلته إدارة ترامب تقريباً، باستثناء ما يتعلق بفلسطين.
لكن بشارة حذر من أنه إذا بقيت منطقتنا وأنظمتها على ما هي عليه، دون مشروع واضح أو حرص على مصالحها الوطنية، واستمرت في تطبيع العلاقات مع إسرائيل مجانا مقابل منافع من أمريكا، مثل معارضة إيران أو تأمين السلاح. الصفقات، فلن يساعدنا شيء – لا الإدارة الأمريكية ولا الاحتجاجات في الجامعات الغربية.
وعن طبيعة العلاقة بين إسرائيل وأميركا، أوضح بشارة أن إسرائيل ليست تابعة سلبية لأميركا بل لها أجندات فاعلة خاصة بها لأنها دولة ذات مشروع. إسرائيل تنجح في مساعيها والولايات المتحدة تدعمها.
ورغم أن بشارة حدد أحد الدروس الأساسية المستفادة من حرب غزة باعتباره عجز إسرائيل عن الصمود من دون دعم الولايات المتحدة، فإنه كان واثقاً من أن الولايات المتحدة قادرة على قيادة إسرائيل ولكنها اختارت ببساطة عدم القيام بذلك، حيث لا يوجد مبرر كاف للقيام بذلك.
واختتم كلامه بالإشارة إلى أن العرب يفتقرون إلى جماعات الضغط والأنظمة الفعالة التي من شأنها أن تضع شروطًا على علاقاتهم مع أمريكا، ولهذا السبب لا تشعر الولايات المتحدة بأنها مضطرة إلى كبح جماح إسرائيل.
[ad_2]
المصدر