[ad_1]
الدكتور عزمي بشارة حذر من أن المناقشات الأمريكية الحالية بشأن الدولة الفلسطينية لا معنى لها (العربي الجديد)
قال مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور عزمي بشارة في مقابلة جديدة إن الخطط الأمريكية للاعتراف بدولة فلسطينية غامضة وغير محددة لا معنى لها، لأن هدف واشنطن هو استئناف التطبيع العربي الإسرائيلي الذي أوقفته عملية 7 أكتوبر. – عدم إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف أن الولايات المتحدة استبدلت مفهوم إقامة الدولة الفلسطينية على حدود حزيران/يونيو 1967 بمجرد الاعتراف بـ”دولة” بلا حدود أو شكل محدد، ومن دون الإشارة حتى إلى الاحتلال الإسرائيلي، قلب إسرائيل. مشكلة.
وفيما يتعلق بالغزو الإسرائيلي الوشيك لرفح، قال بشارة إن إسرائيل لن توقف عدوانها على غزة حتى تتمكن من القول “لقد وضعنا أقدامنا في كل جزء” من القطاع. وأعرب عن تشاؤمه من مقترح حكومة تل أبيب بعودة سكان غزة إلى وسط وشمال غزة “لأنه يهدف إلى تفريغ رفح”.
وشدد بشارة على ضرورة تمييز حركة فتح عن السلطة الفلسطينية والتكاتف مع فصائل المقاومة لتشكيل قيادة فلسطينية موحدة لمواجهة ما يُخطط له الفلسطينيون من مخططات “اليوم التالي”. وهو ما يقترحه المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون.
الاعتراف بدولة فلسطينية غير موجودة
واستبعد بشارة فكرة أن تكون هناك خطة أميركية مكتوبة قبل ما ورد في صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب على غزة، مقابل استئناف التطبيع العربي الإسرائيلي. (التي توقفت بحلول 7 أكتوبر والحرب).
ويعتقد بشارة أن هذه أفكار أميركية اقترحها موظفو مجلس الأمن القومي على البيت الأبيض، وليست خطة مدروسة، وهمهم التطبيع الإسرائيلي العربي في المنطقة.
وأضاف “إنهم يعلمون أن (التطبيع) أصبح مستحيلا دون العودة إلى حل القضية الفلسطينية، لذلك يتحدثون عن “الدولة الفلسطينية” بشكل غير محدد وبلا معنى دون أي ذكر لإنهاء الاحتلال”.
ووصف بشارة الحديث عن الاعتراف بـ “الدولة الفلسطينية” بأنه لا معنى له: “تم استبدال مفهوم إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو بما يسمى الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
ويرى أن على العرب فضح ذلك “بدلا من التواطؤ معه، ليصبح الحديث عن إقامة دولة فلسطينية، وليس الاعتراف بدولة غير موجودة”.
وحول رفض الحكومة الإسرائيلية حتى لهذا الاقتراح الضعيف، أجاب بشارة بأن منطق الإسرائيليين يرتكز على حقيقة أن الفلسطينيين تركوا لوحدهم (بدون دعم)، وهو ما يفسر تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير بأن كل شيء في الإسرائيلي ويجب أن يتم الاتفاق على المفاوضات الفلسطينية “دون شروط مسبقة”، أي أن يفرض الطرف الأقوى (إسرائيل) ما يريد؛ في حين أن الشرط الأساسي لأي مفاوضات يجب أن يكون إزالة الاحتلال، بحسب بشارة.
وقال إنه لو كان الحديث يدور حول إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو، كما حدث منذ خارطة الطريق التي أعلنها جورج دبليو بوش عام 2002، والرؤساء الأميركيين الذين تلوه، لكان من الممكن أن يكون ذلك بمثابة تطور – لأن وستحصل السلطة الفلسطينية على مكانة دولة في الأمم المتحدة.
وأضاف أن ذلك قد يمنحها أدوات أفضل في المؤسسات الدولية تحت ستار دولة تحت الاحتلال، “لكن ما يتم طرحه لا علاقة له بهذا”.
الاعتماد على فتح لتمييز نفسها عن السلطة الفلسطينية
وردا على سؤال حول أداء الشعب الفلسطيني وقواه السياسية، قال بشارة إن ما قدمه الشعب الفلسطيني كان “هائلا” وأظهر “قدرة هائلة على الصبر وتحمل المحن وتحمل الآلام”. عواقب أفعال لم يتم استشارتهم فيها، والتي يتحمل الاحتلال مسؤوليتها”.
إن إحياء وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لدمج جميع الفصائل الفلسطينية – بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي – يعد خطوة أساسية لإحباط خطط إسرائيل “لليوم التالي” لانتهاء حرب الإبادة الجماعية في غزة، قال مدير المركز العربي @عزمي بشارة:
– العربي الجديد (@The_NewArab) 13 فبراير 2024
أما القوى السياسية فلا يزال أداءها محدودا، بحسب بشارة. عسكريا، فإن أداء قوى المقاومة “أذهل العالم أجمع، وما زالت إسرائيل مصدومة منه بشدة” بحسب بشارة.
“لكن ما يبقى الأكثر أهمية هو إنشاء إطار موحد للشعب الفلسطيني”.
وأوضح كيف قامت السلطة الفلسطينية بالقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية؛ الإطار الموحد سابقًا للشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات.
وأكد بشارة أن تشكيل قيادة موحدة اليوم في ظل حرب الإبادة أصبح ضرورة وجودية.
وأشار إلى أن التمييز بين السلطة وحركة فتح ضروري “و(التفرقة) يجب تعميقها، وإلا فإن ما يطرح هو تكرار لتجربة أوسلو وتكرار تجربة سلطة رام الله في غزة”.
وأعرب عن أسفه لوجود تنافس بين بعض دوائر السلطة الفلسطينية على العودة إلى حكم قطاع غزة، وحذر من أن ذلك قد يخلق شبكة من المستفيدين (من هذا الوضع)، والتي قد تجعل الشعب الفلسطيني يقبل واقع جديد في حين أصبحت القضية الوطنية ثانوية.
وفيما يتعلق بمشروع توحيد القيادة الفلسطينية ضمن إطار جامع، قد يكون منظمة التحرير الفلسطينية أو أي شيء آخر، أكد بشارة أنه لا توجد مشكلة مع بقاء السلطة الفلسطينية.
إلا أنها يجب أن تدير شؤون الناس اليومية فقط، وليس لها أي دور سياسي، وهو ما لم تتمكن من القيام به لأنه مرتبط، بموجب اتفاقات أوسلو، بمهمة حماية الأمن الإسرائيلي.
ولخص جوابه عن الموضوع بالسؤال: “هل ستتكاتف فتح مع المقاومة من أجل إعادة توحيد القيادة الفلسطينية، منفصلة تماما عن السلطة الفلسطينية؟”
صفقة الرهائن لا تتقدم
وحول مسار العدوان على غزة والمفاوضات حول اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، كشف بشارة أن المفاوضات لم تحرز تقدما لأن إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة، لأن إسرائيل “ترغب في الحفاظ على تواجدها في غزة”. وجودها في غزة على غرار (وجودها) في الضفة الغربية بعد الحرب”.
وأوضح بشارة أن الإسرائيليين أصبحوا “أكثر تساهلاً في مسألة المساعدات، وهم الآن على استعداد للسماح بوصول 500 شاحنة يومياً إلى القطاع والوصول إلى الشمال”.
لكنه حذر من أن “التطور” الجديد والمريب “هو أنهم يطرحون فجأة إمكانية عودة الفلسطينيين إلى وسط وشمال غزة والهدف من ذلك هو تفريغ رفح تمهيدا لاجتياحها” ولن يتوقفوا حتى يتمكنوا من القول “لقد وضعنا أقدامنا في كل مكان في غزة”.
ويتوقع دخولهم إلى رفح، “وحتى رئيس السلطة (محمود عباس) يشارك في الضغط على المقاومة عندما يطالب حماس بتقديم تنازلات”.
وعن أسباب تعنت نتنياهو إلى هذا الحد أجاب بشارة بأنه يريد إنجازا ملموسا وهو أن حماس لن تتمكن من الحفاظ على جهازها العسكري ولن تتمكن من حكم غزة في المستقبل.
وأضاف أنه كلما طالت الحرب تحسنت مكانته الشعبية والانتخابية، لذلك فهو يقدم نفسه حاليا على أنه الأكثر تشددا، وكشخص قادر على تحدي الولايات المتحدة ورفض الدولة الفلسطينية.
ووصف بشارة تصريحات المسؤولين الدوليين الذين حذروا إسرائيل من انتهاك القوانين الدولية بأنها كذب وخداع، حيث أن نفس الشخصيات تقف إلى جانب إسرائيل في كل الظروف.
ضغوط داخلية على نتنياهو
وفيما يتعلق بالضغوط الداخلية الحالية على نتنياهو والمطالبات باستقالته، ذكّر بشارة المشاهدين بأن لا شيء من هذه الضغوط يتعلق بالدعم الإسرائيلي للحرب، حيث لا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى أن الأغلبية الساحقة تؤيد استمرار الحرب ومنع حماس من إدارة غزة، و يريد منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ولخص الوضع داخل إسرائيل بالقول إن أجواء الحرب تتفوق على كل شيء، والنشاط في إسرائيل من حيث النقابات ومعارضي نتنياهو لن يشكل ضغطا كافيا عليه لأنه قادر على الحفاظ على حكومة الحرب سليمة وتحت قيادته. يتحكم.
وبتقدير بشارة، فإن الإسرائيليين ما زالوا «في حالة صدمة و(شعور) بالرغبة في الانتقام لاستعادة توازن (السلطة) وهيبة الردع، وما زالوا يتصرفون مثل قبيلة تضلل أفرادها وتستحوذ عليهم هستيريا الحرب. “
وفيما يتعلق بموافقة نتنياهو على اقتراح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بتقييد دخول حتى فلسطينيي 1948 (مواطني إسرائيل الفلسطينيين) من داخل المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، إلى جانب الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، قال بشارة إنه كان واثق من أن الناس سيرفضون هذه القرارات وستكون هناك تداعيات.
وأشار إلى أن الإسرائيليين “لن يتمكنوا من معاقبة ملايين البشر إذا تحدى جميع الفلسطينيين الاحتلال سلميا وعقلانيا”.
هل أضاع العرب فرص السلام؟
جزء من الحديث مع بشارة تناول مقولة تتكرر كثيرا، وهي فكرة مفادها أن العرب أضاعوا فرصا كثيرة للسلام مع إسرائيل.
وسخر من هذا التصريح حيث أظهرت الأمثلة التاريخية أن الأمر ليس كذلك، وما فاته العرب فعلا هو فرصة قتال إسرائيل عام 1967، بدلا من إبرام اتفاق سلام معها.
وذكّر بإعلان قرار التقسيم (1947) وكيف مباشرة بعد صدور القرار بدأ الجيش الإسرائيلي الحرب على الفلسطينيين لتهجيرهم قبل (حتى) دخول الجيوش العربية إلى فلسطين.
ثم أشار إلى أن العرب فيما بعد لم يرفضوا أي مبادرة للسلام: من خطة روجرز إلى بقية المبادرات الأمريكية حتى خارطة الطريق للسلام التي أعلنها جورج بوش الابن (التي اعترض عليها شارون 14 وقبلها ياسر عرفات) كاملة، قُتل من قبلها وبقي من رفضها في السلطة)، ومبادرة السلام العربية، التي رفضتها إسرائيل جميعها دون استثناء.
وأشار بشارة إلى أن إسرائيل لم تطرح قط مبادرة سلام واحدة، في حين أن العرب طرحوا مبادرة قمة بيروت العربية عام 2002، ثم تخلوا فيما بعد عن كل مطالبهم ودخلوا في التطبيع دون أي مقابل.
ووصف الموقف الحالي للدول العربية بأنه موقف انتظار “لأن خيارها هو السلام دون القضية الفلسطينية”.
وردا على سؤال حول تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر ميونيخ الأمني حول “وجود حماس خارج الإجماع الفلسطيني”، أجاب بشارة بأن الإجماع الفلسطيني مستحيل بدون حماس، مستهزئا بفكرة تشكيل “الإجماع”. فقط من قبل الأنظمة العربية الاستبدادية باستثناء رأي الشعب العربي. ووصف كلام شكري بأنه غير صحيح ومسيء.
وفي سياق متصل، قال بشارة إن الانتقال من اسم “الصراع العربي الإسرائيلي” إلى “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي” جاء نتيجة رغبة الأنظمة العربية في تخليص نفسها مما اعتبرته صداعا، لافتا إلى أن خارجًا (لم يكن هذا الصراع هو المصطلح الصحيح على أي حال) فهذه قضية وطنية للتحرر الوطني وليس صراعًا بين طرفين (كما لو أنهما يتقاتلان مع بعضهما البعض على الأرض التي لهما نفس الحق فيها).
وأوضح هنا أن غزة أثبتت أن مصطلح “الصراع” غير صحيح لأنه يخلق انطباعا زائفا عن التماثل؛ واليوم العالم كله منشغل بفلسطين.
وأعرب عن ارتياحه لأن المثابرة بدأت تترسخ في إطار حركة التضامن العالمية مع فلسطين، وهو ما يذكر في بعض النواحي بالحركة العالمية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، من وجهة نظره.
واقترح بشارة أن يتم، بالإضافة إلى العلم الفلسطيني، رفع أعلام الدول التي يحمل المتظاهرون جنسياتها خلال التظاهرات الدولية.
[ad_2]
المصدر