كيف يمكن أن يؤثر إطلاق قوات سوريا الديمقراطية سراح سجناء داعش على العراق؟

كيف يمكن أن يؤثر إطلاق قوات سوريا الديمقراطية سراح سجناء داعش على العراق؟

[ad_1]

في يوليو/تموز، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الجناح العسكري للإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة في شمال وشرق سوريا، سراح ما يقرب من 250 شخصًا متهمين بالإرهاب من حجزها بموجب اتفاق عفو.

وأثارت هذه الخطوة مخاوف من عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وخاصة في محافظة نينوى الحدودية العراقية وعاصمتها الموصل، التي أعلنها التنظيم عاصمة للخلافة في عام 2014.

وقال فاضل حيدر، وهو ناشط إيزيدي يقيم في مخيم مام رشان للنازحين في دهوك، إنه يشعر “بخيبة الأمل” بسبب إطلاق سراح مسلحي داعش الذين تم إطلاق سراحهم “دون حتى مواجهة محاكمة”.

وقال لـ”العربي الجديد”: “فررت مع عائلتي من جنوب سنجار عندما اجتاح داعش قريتنا، والآن، بينما نحتفل بمرور عقد على الإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد شعبنا، بدلاً من محاسبة هؤلاء الأفراد على جرائمهم، علمنا أن قوات سوريا الديمقراطية أطلقت سراح المئات منهم”.

أفادت تقارير إخبارية محلية، بأنه تم إطلاق سراح سجناء من سجن علايا في القامشلي وسجن الحسكة المركزي في شمال شرقي سوريا بموجب اتفاق عفو وافقت عليه الإدارة الذاتية في 17 تموز/يوليو.

ويخشى حيدر من أن يؤدي هذا التطور إلى تسهيل إعادة تأسيس الخلايا الإرهابية في العراق، مما يثير المخاوف بشأن ما إذا كانت القوات العراقية مستعدة بشكل كاف لمواجهة هذا التهديد الوشيك.

وقالت مصادر مقربة من قوات سوريا الديمقراطية لـ«العربي الجديد» إن من المتوقع إطلاق سراح ما يصل إلى 15 ألف سجين آخرين. كما أفاد شهود عيان عن تحركات كبيرة للجماعات الإرهابية على طول الحدود بين المحافظات العراقية وإقليم كردستان وجبال حمرين.

وقال المحلل السياسي العراقي أحمد الخضر إن “الإفراج كان غير متوقع ولم يكن هناك تنسيق مع الجانب العراقي لا من قبل قوات سوريا الديمقراطية ولا من قبل الأميركيين”، مضيفا أن “الخطوة تهدد بشكل جدي أمن المنطقة واستقرارها”.

وعلى الصعيد الأمني، حذر أيضاً من أن العراق يجب أن يرد بحزم على أي أعمال عدائية، سواء على الحدود السورية أو داخل البلاد نفسها.

وأضاف أن “الإفراج عنهم جاء على الأرجح نتيجة لصفقة سياسية بين الإدارة المحلية وبعض العشائر في المنطقة التي سجنت أفرادا مرتبطين بتنظيم داعش”، وتابع “من الجانب العراقي، أعتقد أن البلاد ليست طرفا في أي اتفاقيات تتضمن إطلاق سراح أعضاء داعش”.

“لم يعد هناك طفولة”: التفجيرات وقطع الرؤوس تلاحق أطفال الرقة

المسيحيون العراقيون يواجهون معركة شاقة من أجل البقاء

تقرير العراق: الموصل على طريق طويل نحو التعافي بعد تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية

لكن حيدر ششو، قائد قوات حماية إيزيدخان التابعة لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، ومقرها شمال جبل سنجار، أبدى وجهة نظر مختلفة في مقابلة تلفزيونية مع شبكة رووداو.

وأضاف أن “المعتقلين المفرج عنهم قد يتم الترحيب بهم رسميا في المجتمع العراقي، ربما من خلال نهج “التسامح والنسيان”، لكن قانون العفو العام الذي يراجعه البرلمان العراقي حاليا يحتاج إلى مراجعة شاملة أولا”.

أنهى مجلس النواب العراقي، في شهر آب/أغسطس الماضي، القراءة الأولى لمشروع التعديل الثاني لقانون العفو العام رقم 27 لسنة 2016، والذي قدمته اللجان القانونية والأمنية والدفاع وحقوق الإنسان.

ويهدف التعديل إلى توضيح جريمة الانتماء إلى المنظمات الإرهابية. وأعرب الخضر عن قلقه من أنه في حال إقرار التعديل، فقد يوفر ثغرة تسمح للمنتسبين إلى داعش بالاندماج مرة أخرى في المجتمع العراقي.

وفي هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع العراقية على صفحتها الرسمية في يوليو/تموز الماضي أن فرقة المشاة السابعة ستواصل التنسيق مع قوات الحدود لتأمين الحدود العراقية السورية.

وعلى خلفية هذه التطورات الأخيرة، قال خضير المطروحي، قائد قوات الحشد الشعبي الشيعية في محافظة نينوى، لـ«العربي الجديد»، إن قواته تفقدت سنجار وربيعة وأم جريص والطرفاوي ومناطق حدودية أخرى خلال الأسابيع القليلة الماضية.

أفادت تقارير إعلامية، بإطلاق سراح سجناء من سجن علايا في القامشلي وسجن الحسكة المركزي في شمال شرقي سوريا، بموجب اتفاق عفو وافقت عليه السلطات الكردية. (غيتي)

وقال “اطمئنوا أن الحدود مؤمنة من قبل قوات حرس الحدود والجيش العراقي والحشد الشعبي وكل الجهات تعمل معاً لأن أمن العراق مسؤوليتنا”.

وأضاف “مهما تم تحرير عدد كبير من عناصر داعش فإننا نؤكد لشعبنا أنهم لن يتمكنوا من الاستيلاء على قرية صغيرة في العراق، حدودنا مؤمنة بالكامل ولدينا قوات احتياطية كافية للسيطرة على ما هو تحت السيطرة بالفعل”.

أصدرت قيادة العمليات المشتركة العراقية، المسؤولة عن التعامل مع التهديد الحدودي، بيانا نفت فيه التقارير التي تحدثت عن عدم الاستقرار الأمني ​​في منطقة نينوى وحدودها الغربية مع سوريا. وبحسب البيان، تواصل القوات الأمنية العراقية تنفيذ عمليات استباقية وتنفيذ “ضربات مدمرة” ضد خلايا داعش المتبقية.

لكن النائب السابق في البرلمان العراقي جوزيف صلوا، ممثل المجتمع المسيحي، رسم صورة قاتمة للواقع السياسي في العراق.

وأضاف في حديثه لـ«العربي الجديد»: «إن السلطات الكردية والسنية والشيعية تسعى كل منها إلى تحقيق مصالحها الطائفية أو العرقية، وتستبعد أولئك الذين لا ينتمون إلى هذه الهويات. وهذا الانقسام الطائفي سائد في جميع مستويات الحكم، حيث يتم أحيانًا تنفيذ ممارسات شبيهة بداعش قانونيًا أو سياسيًا أو عسكريًا أو إداريًا».

إن إطلاق سراح الإرهابيين من سوريا واحتمال إقرار قانون عفو ​​عام في العراق من شأنه أن يؤدي فقط إلى توسيع نفوذ داعش على الأرض.

وأضاف صليوا أن الأقليات الدينية، مثل المسيحيين والإيزيديين، “تم استغلالها تحت ستار القومية والتعايش”، لتصبح الضحايا الرئيسيين لهذه الصراعات.

“إذا لم يكن هناك تحالف بين المجتمعات الكلدانية والسريانية والآشورية واليزيدية للمطالبة بإنشاء منطقة حكم ذاتي خاصة بهم بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فإننا سنستمر في المعاناة كما عانينا دائمًا في الماضي”.

تم نشر هذه المقالة بالتعاون مع إيجاب.

[ad_2]

المصدر