[ad_1]
تأسست لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا ردًا على الحرب الأهلية السورية المطولة، والتي بدأت في عام 2011 وأسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء. (جيتي)
ومن المقرر أن تجتمع لجنة الارتباط العربية بشأن سوريا، التي تضم وزراء خارجية سوريا والأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بغداد في الأسابيع المقبلة، بحسب تقرير لصحيفة الوطن الموالية للنظام السوري.
ولم تجتمع اللجنة، التي تشكلت في أيار/مايو 2023، إلا مرة واحدة وسط شكوك حول استعداد النظام السوري لتقديم تنازلات كبيرة. وقد طغت المخاوف بشأن عدم مشاركة دمشق الحقيقية في عمليات السلام على الاجتماع الأولي في القاهرة. ويأتي المؤتمر المرتقب في بغداد بعد تأجيل سببه التركيز الإقليمي على الصراع في غزة، حيث تركزت الجهود على وقف العنف ضد المدنيين.
ويسلط قرار عقد اللجنة في بغداد الضوء على الدور المتنامي الذي تلعبه المدينة في الدبلوماسية الإقليمية. ويتلخص هدف اللجنة في إيجاد نهج جماعي للتعامل مع الأزمة السورية، في مواجهة تفضيل النظام السوري للمفاوضات المنفصلة مع الدول الفردية، وهي الاستراتيجية التي واجهت مقاومة من جانب أعضاء آخرين في اللجنة.
وقال مصدر في صحيفة الوطن، طلب عدم ذكر اسمه، إن الجهود الدبلوماسية العربية تكثفت في الآونة الأخيرة لضمان عقد الاجتماع بسلاسة، وأضاف المصدر: “هناك التزام عربي راسخ بعقد هذا الاجتماع في أقرب وقت”.
الديناميات الإقليمية ودور بغداد
إن الدور الذي تلعبه بغداد في الدبلوماسية الإقليمية يتوسع إلى ما هو أبعد من الصراع السوري. ومن المعروف حالياً أن بغداد تلعب دوراً في “التقارب” بين سوريا وتركيا.
وتستعد العاصمة العراقية أيضاً لاستضافة مؤتمر إقليمي كبير لوزراء الداخلية هذا الشهر، يضم مسؤولين من سوريا والمملكة العربية السعودية والأردن وإيران وتركيا ودول أخرى. ويهدف المؤتمر إلى إطلاق المركز الإقليمي لمكافحة المخدرات، وتعزيز التعاون لمعالجة أزمة المخدرات المتصاعدة في المنطقة.
ويؤكد هذا الجهد الدبلوماسي المزدوج على مكانة بغداد الناشئة كمركز لمعالجة القضايا الإقليمية. كما تم اقتراح المدينة كمكان لاجتماع اللجنة الدستورية السورية، على الرغم من أن هذه المبادرة واجهت اعتراضات من تركيا، التي تمثل المعارضة السورية.
تأسست لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا استجابة للحرب الأهلية السورية التي طال أمدها، والتي أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح وتشريد الملايين. وجاء تشكيل اللجنة في أعقاب الجهود المتجددة التي بذلتها جامعة الدول العربية للقيام بدور أكثر نشاطا في حل الصراع السوري.
وبحسب صحيفة “الوطن” الموالية للنظام، فإن لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا ستجتمع في بغداد قريباً.
ويواجه النظام مقاومة واضحة لتفضيله فصل المسارات والعمل مع الدول الفردية بدلا من ذلك.
وتضم اللجنة وزراء خارجية… pic.twitter.com/NVp0rCD3KV
— كرم شعّار (@Karam__Shaar) July 1, 2024
وتتضمن مهمة اللجنة تيسير الحوار بين النظام السوري وجماعات المعارضة، وتشجيع الإصلاحات السياسية، وتنسيق المساعدات الإنسانية. بيد أن فعاليتها كانت محدودة بسبب المصالح المختلفة بين الدول الأعضاء وإحجام النظام السوري عن الانخراط في مفاوضات ذات مغزى.
التحديات القادمة
وسيكون الاجتماع المقبل في بغداد بمثابة اختبار لقدرة اللجنة على توحيد أعضائها حول استراتيجية مشتركة لسوريا. لقد أعاقت استراتيجية النظام السوري المتمثلة في التعامل مع الدول الفردية بدلاً من اللجنة الجماعية التقدم وأثارت تساؤلات حول احتمالات التوصل إلى تسوية سلمية شاملة.
ويشير المحللون إلى أن الاجتماع سوف يحتاج إلى معالجة قضايا رئيسية مثل اتفاقات وقف إطلاق النار، والإصلاحات السياسية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. وقد يتوقف نجاح الاجتماع على قدرة أعضاء اللجنة على تقديم جبهة موحدة والدفع نحو اتخاذ إجراءات ملموسة من جانب النظام السوري.
إن أي حل للصراع السوري يجب أن يلتزم بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، الذي ينص على إنهاء الأعمال العدائية من قبل جميع الأطراف ويدعو إلى مفاوضات رسمية. ومن المتوقع أن يقدم أعضاء لجنة الاتصال العربية تقارير منتظمة عن التقدم المحرز إلى مجلس الجامعة العربية.
لكن مشاركة المبعوث الأممي إلى سوريا في هذه العملية لا تزال غامضة.
وقطعت الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا في أعقاب اتهامات بأن نظام الرئيس بشار الأسد، بدعم من إيران وروسيا، مسؤول عن مقتل الآلاف أثناء حملة القمع الوحشية للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2011.
[ad_2]
المصدر