لماذا تستأنف الجماعات الفلسطينية المسلحة عملياتها الانتحارية؟

لماذا تستأنف الجماعات الفلسطينية المسلحة عملياتها الانتحارية؟

[ad_1]

أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينية، اليوم الاثنين، مسؤوليتهما عن الانفجار الذي وقع في تل أبيب في 18 أغسطس/آب الماضي. (غيتي)

قررت فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة استئناف “العمليات الانتحارية” داخل الأراضي الإسرائيلية، في إشارة إلى مرحلة جديدة من القتال مع استمرار الحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بعد شهرها العاشر.

أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينية، اليوم الاثنين، مسؤوليتهما عن الانفجار الذي وقع في تل أبيب في 18 أغسطس/آب الماضي.

وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان صحفي أرسل لـ”العربي الجديد”: “بالتعاون مع إخواننا في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي نفذنا العملية التي جرت في تل أبيب”.

وأشارت القسام إلى أن “هجوم تل أبيب جاء رداً على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة”، متوعدة باستئناف “الهجمات العسكرية والتفجيرات” في المدن الإسرائيلية.

وصفت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي “الشاباك” الانفجار في تل أبيب بأنه “هجوم إرهابي”، زاعمين أن الهدف كان كنيسًا يهوديًا.

وتم التعرف على هوية المشتبه به وهو فلسطيني من منطقة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. ووقع الانفجار بالقرب من كنيس يهودي، وتعتقد سلطات الأمن الإسرائيلية أن القنبلة انفجرت قبل أوانها، حيث كان المشتبه به ينوي تفجيرها داخل الكنيس.

وشهدت تل أبيب آخر عملية انتحارية في ديسمبر/كانون الأول 2013، عندما انفجرت عبوة ناسفة في حافلة إسرائيلية في منطقة بات يام. واتهمت السلطات الإسرائيلية حينها أربعة شبان فلسطينيين من حركة الجهاد الإسلامي بتنفيذ العملية.

مرحلة جديدة؟

وقال أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، في تصريحات صحافية، إن “المقاومة الفلسطينية لا تزال تملك أوراقاً تستخدمها في المواجهة (…) طورنا تكتيكاتنا في قتال عدونا في كل مكان، وفي كل الأوقات”.

وأضاف أن حماس تعتقد أن “تكتيكات المقاومة الجديدة سيكون لها تأثيرها الإيجابي على المفاوضات مع إسرائيل”.

وأضاف حمدان أن “الجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد شعبنا في غزة ستدفع مقاتلينا إلى تطوير المزيد والمزيد من الأساليب لمعاقبته حتى داخل المدن الإسرائيلية”.

ورغم الفشل الظاهري في الوصول إلى الهدف، إلا أن محللين سياسيين فلسطينيين رأوا أن “مثل هذه العملية تمثل هزيمة لجهود عسكرية وأمنية إسرائيلية استمرت عشرين عاماً، وتمثل نجاحاً كبيراً للمقاومة من حيث التوقيت والمكان والتغلب على المنظومة الأمنية المعقدة”.

وأضاف محللون فلسطينيون في مقابلات منفصلة مع وكالة الأنباء الرسمية (TNA)، أن المقاومة الفلسطينية ربما اعتمدت هذا التكتيك في مواجهة إسرائيل، لأن كل الجهود الدبلوماسية التي بذلها الوسطاء لوقف سفك الدماء الإسرائيلي في غزة باءت بالفشل.

وقال المحلل السياسي المقيم في غزة حسام الدجاني لـ«الوطن»: «لن تستطيع إسرائيل تحمل تداعيات العمليات الانتحارية، خاصة أن مجتمعها أصبح منهكاً من الحرب الدائرة على غزة اقتصادياً وأمنياً».

وأضاف “لا شك أن المقاومة الفلسطينية (وخاصة حماس والجهاد الإسلامي) تتفوق في هذا النوع من العمليات الانتحارية، وستعود إلى الواجهة بقوة طالما استمرت إسرائيل في مجازرها ضد السكان في غزة وأصرت على رفض مبادرات وقف إطلاق النار”.

وفي مناسبات مختلفة خلال الأشهر العشرة الماضية، زعم الجيش الإسرائيلي أنه قام بتفكيك غالبية كتائب القسام في غزة، وأنه يدرس تقليص قواته على الأرض مع الإبقاء على إمكانية نشر عمليات برية في غزة عندما يتطلب الوضع الأمني ​​والميداني ذلك.

ويقول عدنان سمارة، المحلل الفلسطيني المقيم في رام الله بالضفة الغربية المحتلة: “هذا لا يعني أن المقاومة الفلسطينية في غزة انتهت أو أنها لا تسيطر على مجرى الأحداث في الضفة الغربية المحتلة وفي إسرائيل نفسها. فالمقاومة موحدة في كل الساحات الفلسطينية، وبالتالي فإن المقاومة قد تفضل نقل المواجهة إلى إسرائيل عبر هذه الأنواع من العمليات العسكرية”.

وأضاف سمارة أن “المقاومة الفلسطينية لجأت إلى العمليات الانتحارية رداً على التواطؤ الأميركي والدولي مع إسرائيل في حربها اللاإنسانية على غزة”.

الرد على الدبلوماسية الفاشلة

بدأت الهجمات الانتحارية التي شنتها الجماعات المسلحة الفلسطينية في عام 1993 واستمرت حتى أواخر عام 2004.

وفي ذلك الوقت، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي وفتح، ما لا يقل عن 281 هجوما انتحاريا أسفرت عن مقتل نحو 800 إسرائيلي وإصابة الآلاف الآخرين، وفقا لإحصاءات فلسطينية.

في ذلك الوقت، ورغم الجدل الساخن حول هذا التكتيك، إلا أن غالبية الفلسطينيين أيدوا هذه العمليات، واعتبروها سلاحاً “فعالاً” يؤثر على إسرائيل ويضع كل المستوطنين تحت الضغط والخوف طوال الوقت.

لكن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، وبضغط من داعمين خارجيين، غربيين في الأساس، اعتبرت أن هذه الأنواع من العمليات تضر بكل الاتفاقيات مع إسرائيل.

وقال مسؤول فلسطيني في رام الله فضل عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء التونسية “إن إسرائيل ألقت اللوم على هذه العمليات وشنت عمليات عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وقتلت الكثير من الفلسطينيين الأبرياء”.

وللحد من هذا التدهور، شنت السلطة الفلسطينية حملات اعتقال ضد كافة النشطاء الفلسطينيين.

وأضاف المسؤول الفلسطيني “لقد بذلنا قصارى جهدنا عبر المسار السياسي والمفاوضات لتحقيق أهدافنا كفلسطينيين والحصول على دولتنا المستقلة على أراضينا، لكن إسرائيل دمرت كل الجهود السياسية لذلك، والآن يمكننا القول إن حل الدولتين لن يتحقق طالما بقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منصبه”.

وبسبب الطريق الدبلوماسي المسدود، يعتقد العديد من الفلسطينيين أن الآن هو الوقت الأمثل لمجموعات المقاومة المسلحة لاستئناف العمليات الانتحارية “لمعاقبة إسرائيل على كل مجازرها وجرائمها ضد الفلسطينيين”.

وعلى الرغم من الخسائر البشرية التي يتكبدها مرتكبو الهجمات الانتحارية، فإن هذه الهجمات تعتبر “فعالة”.

وأضاف سمارة أنه “يمكن تحويلها إلى أداة فعالة للضغط على المجتمع الدولي والإسرائيلي وإجبار نتنياهو على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”.

وقال هاني المصري، وهو محلل سياسي آخر يقيم في رام الله، لوكالة أنباء تونس الرسمية: “العمليات الانتحارية هي واحدة من أهم التكتيكات التي تستخدمها المقاومة العسكرية للتعبير عن رفضها للوضع الراهن أو قبوله. كان ينبغي للمقاومة أن تعيد التوازن في الردع بينها وبين الاحتلال، الأمر الذي قد يضطر إسرائيل إلى إعادة النظر في استهداف المدنيين”.

وأضاف المصري أن “المقاومة ستذكر إسرائيل دائما بأنها لن تنعم بالاستقرار، والمقاومة ستقضي على مفهوم الأمن داخل القرى والبلدات الإسرائيلية، والمدنيون الإسرائيليون أيضا سيدفعون الثمن في هذه الحرب”.

وأضاف الدجاني، المحلل السياسي المقيم في غزة، أن “الجمهور الإسرائيلي لا يستطيع أن يتحمل العيش في ظل حالة من عدم الاستقرار والحياة الخطرة طوال الوقت، لذلك سيضغطون على حكومتهم المجرمة لإنهاء جرائمها ضد شعبنا”.

[ad_2]

المصدر