لماذا نفذت إسرائيل أكبر عملية اقتحام في الضفة الغربية منذ أكثر من 20 عامًا؟

لماذا نفذت إسرائيل أكبر عملية اقتحام في الضفة الغربية منذ أكثر من 20 عامًا؟

[ad_1]

طولكرم وجنين ونابلس وطوباس كانت هدفا للعملية الإسرائيلية واسعة النطاق يوم الأربعاء (Getty/file photo)

قُتل ما لا يقل عن 10 فلسطينيين في الضفة الغربية، الأربعاء، فيما وصف بأنه أكبر غارة إسرائيلية على الأراضي المحتلة منذ الانتفاضة الثانية التي وقعت قبل أكثر من عقدين من الزمن.

وقصفت الطائرات الحربية مدناً في الضفة الغربية، كما تحركت القوات البرية في وقت متأخر من يوم الثلاثاء وصباح الأربعاء، وركزت بشكل أساسي على الأجزاء الشمالية من الأراضي المحتلة، مع التركيز بشكل خاص على مدينتي طولكرم وجنين.

وشهدت مدينتا طوباس ونابلس أيضا اقتحامات عنيفة أسفرت عن إصابة 15 شخصا على الأقل، بحسب مسؤولين صحيين.

وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن مصادر عسكرية قالت إن العملية من المتوقع أن “تستمر عدة أيام”.

ويبدو أن هذه الغارة هي الأولى من نوعها منذ الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت بين عامي 2000 و2005، حيث استهدفت عدة مدن في وقت واحد.

وكانت آخر غارة مماثلة، عملية الدرع الواقي التي أطلقت عام 2002، قد أسفرت عن مقتل 497 فلسطينياً واستمرت لأكثر من شهر.

لماذا نفذ الجيش الإسرائيلي هذه الغارة واسعة النطاق؟

تزعم قوات الأمن الإسرائيلية أن الجماعات الفلسطينية، التي تستهدف القوات الإسرائيلية بانتظام في الضفة الغربية المحتلة، تمتلك متفجرات وأسلحة وأن نزع سلاح المقاتلين كان “السبب الرئيسي” وراء العملية التي أطلق عليها الجيش اسم “المخيمات الصيفية”.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الجيش الإسرائيلي قوله إن “الحملات السابقة لم تحقق نتائج”، مما دفعه إلى “القيام بشيء من شأنه أن يغير الواقع في الضفة الغربية”.

وأضافت القوات الإسرائيلية أنها “لا تريد أن تصبح الضفة الغربية جبهة تمنعنا من القتال في غزة ولبنان”.

ووصف الجيش الإسرائيلي في بيان له على موقع “إكسترا نيوز” الحدث بأنه “عملية مشتركة لمكافحة الإرهاب مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، واتهم معسكر نور شمس في طولكرم باستخدامه في “إدارة النشاط الإرهابي لإلحاق الضرر بقواتنا العاملة في الميدان”.

وزعم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن العملية نفذت “لإحباط البنية التحتية الإرهابية الإسلامية الإيرانية التي تم إنشاؤها هناك”.

ولكن الأكثر إثارة للدهشة هو دعوات كاتس إلى تهجير الفلسطينيين من شمال الضفة الغربية.

وأضاف “يتعين علينا أن نتعامل مع هذا التهديد بنفس العزم الذي استخدمناه ضد البنى التحتية للإرهاب في غزة بما في ذلك الإخلاء المؤقت للسكان وأي إجراءات ضرورية. هذه حرب ويجب أن نفوز بها”.

وزعم الجيش أنه عثر على متفجرات، وتم “تحييدها” في وقت لاحق، كما تم الاستيلاء على أسلحة.

وزعمت أيضاً أن محاولة تفجير انتحارية مزعومة في تل أبيب في 18 آب/أغسطس نفذتها “شبكة” متمركزة في منطقة طولكرم.

وأدانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان استخدام الغارات الجوية والقوة العسكرية الثقيلة، والتي قالوا إنها تنتهك القانون الإنساني الدولي. واتهموا إسرائيل بمحاولة تعزيز سيطرتها على الضفة الغربية وسط ارتفاع كبير في عنف المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين الأصليين.

وحذر مكتب الأمم المتحدة من أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة “قد يتدهور بشكل كبير إذا استمرت (إسرائيل) في استخدام القوة المميتة غير القانونية بشكل منهجي وتجاهل العنف الذي يرتكبه المستوطنون”.

وأضاف البيان أن “استخدام (القوات الإسرائيلية) للغارات الجوية والأسلحة والتكتيكات العسكرية الأخرى… يؤدي إلى إعدامات خارج نطاق القضاء وعمليات قتل غير قانونية أخرى وتدمير منازل وبنية تحتية فلسطينية”.

ويأتي التصعيد العسكري بعد أسابيع من موافقة الحكومة الإسرائيلية على توسيع غير مسبوق للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي المحتلة.

ماذا فعل الجيش الإسرائيلي؟

وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل نقلا عن مصادر عسكرية أن عدة وحدات عسكرية إسرائيلية نشرت في العمليات، بما في ذلك لواء كفير، ووحدة الكوماندوز دوفديفان، ومهندسي القتال، وشرطة الحدود، في حين استخدمت طائرات بدون طيار ومروحيات عسكرية في هجماتها.

أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي انتشلت جثث الفلسطينيين، مقتل فلسطينيين اثنين برصاص حرس الحدود الإسرائيلي في جنين، فيما قتل ثلاثة بالقرب من قرية مسلية في غارة لطائرة مسيرة قرب المدينة.

وقتل أربعة آخرون، فيما أصيب ثمانية آخرون، في غارة أخرى لطائرة مسيرة على مخيم الفارعة للاجئين جنوب طوباس، بحسب وكالة الأناضول التركية، حيث قصفت طائرات مسيرة إسرائيلية الموقع قبل أن يصل إليه جنود مسلحون.

وأدت غارات أخرى بطائرات بدون طيار إلى إصابة شخصين على الأقل في مخيم نور شمس في طولكرم.

ولم يتم بعد التعرف على هوية الضحية الفلسطينية العاشرة، فيما تتوقع وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة القتلى.

وفي قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء وداهمت المنازل، بحسب شهود عيان.

وفي مقاطع فيديو انتشرت على الإنترنت، يمكن رؤية الجرافات الإسرائيلية وهي تجرف الأراضي والطرق والممتلكات الفلسطينية، مما يتسبب في أضرار.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو أيضًا تصاعد الدخان من عدة مبانٍ في الضفة الغربية، حيث اشتعلت النيران في العديد منها.

حصار ومداهمة مستشفيات قوات الاحتلال تمنع سيارة إسعاف في جنين من الوصول إلى جرحى فلسطينيين في مداهمتها المميتة الأربعاء (غيتي)

حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مراكز طبية في الضفة الغربية، بهدف علاج الجرحى خلال العملية.

منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، سيارات الإسعاف من الوصول إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، قبل أن تقوم بتفتيش إحدى المركبات.

وشهدت جنين حوادث مماثلة، حيث حاول جيش الاحتلال عرقلة سيارات الإسعاف والطواقم الطبية.

كيف كان رد فعل الفلسطينيين؟

ودانت الرئاسة الفلسطينية الغارات واسعة النطاق، وقال المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة إن العنف الذي تمارسه إسرائيل “سيؤدي إلى نتائج وخيمة وخطيرة”.

وقال المسؤول في بيان حصلت عليه وكالة وفا، إن عدوان إسرائيل المتواصل “لن يحقق الأمن والاستقرار لأحد”، ودعا الولايات المتحدة إلى “التدخل الفوري وإجبار سلطات الاحتلال على وقف حربها الشاملة على الشعب الفلسطيني”.

وأضاف أبو ردينة “يجب على العالم أن يتخذ إجراءات فورية وعاجلة لردع هذه الحكومة المتطرفة التي تشكل تهديدا لاستقرار المنطقة والعالم ككل”.

ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية بهذه الأحداث، وقالت إنها تشكل “انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وترقى إلى جرائم حرب”.

ووصفت حركة حماس، منافس السلطة الفلسطينية، العملية العسكرية الموسعة في شمال الضفة الغربية بأنها “محاولة عملية لتنفيذ مخططات الحكومة المتطرفة وتوسيع حرب الإبادة في قطاع غزة لتشمل المدن والبلدات والمخيمات في الضفة الغربية المحتلة”، بحسب موقع العربي الجديد.

وأضافت أن عنف إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة “نتيجة طبيعية للصمت الدولي إزاء انتهاكات إسرائيل الصارخة لكافة القوانين الدولية واستهدافها المتعمد للمدنيين العزل بقصد الإبادة والتهجير، واعتمادها على الدعم السياسي والعسكري المطلق من الإدارة الأميركية وبعض العواصم الغربية”.

ووقعت المداهمات أثناء وجود الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المملكة العربية السعودية، حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، لبحث الوضع في غزة.

وقطع عباس زيارته وعاد إلى الضفة الغربية، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.

وتأتي هذه العملية الأخيرة بعد يومين من إعلان إسرائيل تنفيذها غارة جوية على الضفة الغربية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص.

وتنفذ القوات الإسرائيلية غارات شبه يومية على الضفة الغربية منذ أن شن الجيش حربه على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 637 فلسطينيا على الأقل في الأراضي المحتلة منذ ذلك الحين، وفقا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية.

وتكثفت هذه التوغلات في البداية في عام 2022، مع تولي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السلطة، وهو ما شهد تشكيل الحكومة الأكثر يمينية متطرفة في البلاد.

وتأتي عملية الأربعاء في الوقت الذي تجري فيه محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وهو ما يهدد بإخماد العملية المتوترة بالفعل.

[ad_2]

المصدر