[ad_1]
وتقول رنا الغرابلي لوكالة أنباء تاس: “لم يتوقف القصف لحظة واحدة، لم نكن نعرف ماذا نفعل أو إلى أين نهرب (…) لا يوجد مكان نذهب إليه في مدينة غزة، كل شيء مدمر”. (غيتي)
وشهد آلاف الفلسطينيين في مدينة غزة “ليلة من الرعب” وسط الهجوم البري والقصف الذي شنه الجيش الإسرائيلي.
وفي حديث لـ”العربي الجديد”، قال سكان محليون في مدينة غزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارات على مناطق متفرقة غربي المدينة دون سابق إنذار.
وقالت رنا الغرابلي لوكالة الأنباء الرسمية “لم يتوقف القصف للحظة واحدة، لم نعرف ماذا نفعل أو إلى أين نهرب (..) لا يوجد مكان نذهب إليه في مدينة غزة، كل شيء مدمر”.
وقالت الأم البالغة من العمر 35 عاماً والتي لديها ثلاثة أطفال، والتي فقدت والدتها قبل أيام قليلة خلال قصف إسرائيلي: “إذا أرادوا (الإسرائيليون) قتلنا فليفعلوا ذلك (…) لا أعتقد أن أي دولة عربية ستلومهم. ربما يفضلون المشاركة في قتلنا”.
فرّت رنا مع عائلتها المكونة من ثمانية أفراد مرة أخرى إلى أحد المراكز التعليمية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في وسط المدينة، على أمل اللجوء هناك حتى انتهاء القصف الإسرائيلي.
ولكن سرعان ما حاصرت الدبابات الإسرائيلية المبنى المركزي للأونروا. وأضافت: “لم نكن نعرف إلى أين نهرب أو ماذا نفعل. كان القصف في كل مكان، وكان الجيش الإسرائيلي قد وصل إلى قلب مدينة غزة. كنا محاصرين من كل الاتجاهات وكان الموت يحيط بنا”.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن “جيش الاحتلال أطلق حملة عسكرية لإحباط أنشطة عسكرية تنفذها حركتي حماس والجهاد الإسلامي في منطقة تل الهوى”.
وأضاف أن “قوات الجيش بقيادة الفرقة 99، شنت، بناء على معلومات استخباراتية، حملة عسكرية في المنطقة لإحباط الأنشطة العسكرية، بما في ذلك في مقر الأونروا الذي يحتوي على أسلحة حماس وغرف الاعتقال والتحقيق والاستجواب”، دون أن يقدم أدلة.
وأضاف أن جيش الاحتلال طالب سكان الأحياء الشرقية لمدينة غزة بإخلائها فوراً والتوجه إلى المناطق الغربية للمدينة، باعتبارها آمنة.
لكن المدنيين الفلسطينيين فوجئوا عندما اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مفاجئ المناطق الغربية من المدينة، وتحديداً حي تل الهوى والأطراف الجنوبية لحي الرمال.
وتسبب الهجوم المفاجئ في نزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيين (السكان الأصليين والنازحين سابقاً) إلى حي النصر، شمال مدينة غزة.
وبسبب انعدام وسائل النقل في المدينة، اضطر السكان إلى السير عشرات الكيلومترات في الحر، كما واصل جيش الاحتلال شن غارات جوية ومدفعية على مناطق متفرقة من مدينة غزة حول من يحاولون الفرار من الهجوم.
وصرخت هنادي الرملاوي من حي الشجاعية وهي تحمل طفلين وحقيبة كبيرة على ظهرها: “إلى متى سنظل نعيش في هذا الوضع غير الإنساني؟ ماذا سيحدث لأطفالنا وكيف سنتمكن من إقناعهم بالتشبث بالحياة (..) لقد قتلوا كل شيء في داخلنا”.
لم تعد هنادي قادرة على إحصاء عدد المرات التي هربت فيها هرباً من الموت. تقول لـ TNA: “لم أعد أتذكر أي شيء (…) لا أتذكر عدد أفراد عائلتي الذين فقدتهم، ولا أتذكر أسماء أصدقائي الذين قتلوا، ولا جيراني، ولا حتى كيف كانت حياتي قبل الحرب”.
العائلات المحاصرة
ونتيجة للقصف الإسرائيلي المفاجئ، أصبحت عشرات العائلات محاصرة في منازلها في محيط الجامعات وشارع الصناعة في حي تل الهوى بمدينة غزة.
وقال أحمد دغمش أحد سكان حي تل الهوى لـ«ت.ن.ع»: «بعد ليلة من الرعب انتظرنا الصباح حتى نتمكن من الفرار، لكننا تفاجأنا بأن الدبابات تحاصر الشارع الذي نسكن فيه».
وأضاف “لم نتمكن من الفرار وننتظر مصيرنا حاليا (..) الأطفال والنساء مرعوبون ولا نستطيع حمايتهم أو أنفسنا”.
وتعتبر دغمش واحدة من عشرات العائلات التي لا تستطيع مغادرة منازلها بعد.
قُتل عدد من الفلسطينيين، وأصيب عدد آخر بجروح، نتيجة القصف البري والجوي الإسرائيلي على مدينة غزة، بحسب مصادر طبية وأمنية فلسطينية.
وقالت المصادر الطبية إنه “بسبب القصف العنيف واستهداف كل ما يتحرك في الشوارع، يصعب على فرقنا الطبية وفرق الدفاع المدني الوصول إلى الضحايا لإجلائهم”.
وأضافت المصادر “نعاني من نقص الوقود اللازم والإسعافات الأولية التي تساعدنا في تضميد جراح المصابين أثناء نقلهم إلى المستشفيات المحلية، قطاع غزة يتعرض لإبادة جماعية ممنهجة”.
من جهته، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل مجازره وممارساته الإجرامية الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين من مدينة غزة بشكل خاص وقطاع غزة بشكل عام”.
واستنكر المكتب الإعلامي ما وصفه بالصمت الدولي تجاه هذه “الجرائم التي تجيد قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها بحق المدنيين”.
استمرار المعارك في الشجاعية
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية البرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة للأسبوع الثاني على التوالي، وسط تصاعد المواجهات مع فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، بحسب مصادر أمنية فلسطينية.
وقالت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، إن قوات الاحتلال تواصل تجريف الشوارع، فيما تقوم الطائرات بتدمير منازل المواطنين.
وأشار المصدر إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة على دخول الحي لانتشال القتلى من تحت الأنقاض أو إنقاذ الجرحى.
بدورها، أكدت المصادر أن “مقاتلي المقاومة يلحقون أضراراً كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، ويمارسون تكتيك الكر والفر في المعركة لقتل وجرح أكبر عدد من الإسرائيليين”.
وأضافت المصادر أنه “رغم شدة المعارك فإن المقاتلين الفلسطينيين يسيطرون على الوضع العسكري في المنطقة، خاصة أنهم تعلموا دروساً في مواجهة الجيش من خلال الاقتحامات السابقة”.
في هذه الأثناء، قال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الأحد، إن “كتائب القسام استطاعت تجنيد عشرات الآلاف من الشباب الفلسطينيين خلال الحرب لمواجهة العدوان الإسرائيلي، وأن هناك آخرين ما زالوا ينتظرون دورهم للانضمام إلى فصائل المقاومة”.
وفي كلمة مسجلة متلفزة، قال المتحدث: “بعد تسعة أشهر ما زلنا نقاتل العدو المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا في غزة دون دعم خارجي أو إمدادات، وما زال شعبنا صامداً دون طعام أو دواء (…) وما زلنا والأداء يتقدم ويتطور وينمو”.
[ad_2]
المصدر