[ad_1]
“مهما فعلت إسرائيل، فإنها لن تقضي على الوجود الفلسطيني أو القضية الفلسطينية، ولن تمنع الأجيال القادمة من مقاومتها”، هذا ما قاله إياد صيدم، وهو رجل فلسطيني من مخيم النصيرات للاجئين، لوكالة أنباء ت.ن.أ. (جيتي)
انتشر الغضب العارم بين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ـ اللذين يشهدان حرباً إبادة جماعية إسرائيلية للشهر العاشر على التوالي ـ بعد انتشار أنباء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس فريق التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار، إسماعيل هنية، في طهران.
وفي حديث لصحيفة “العربي الجديد”، اتهم عدد من الغزيين الولايات المتحدة بالتواطؤ المباشر مع إسرائيل في اغتيال هنية وغالبية القادة الفلسطينيين، سواء في غزة أو في الخارج.
وتحدث آخرون عن كيف تقوم إسرائيل بقتل الفرصة الأخيرة لإنهاء الحرب على غزة وتواصل الإبادة الجماعية بحق أهل غزة في ظل الصمت العالمي والعربي والإسلامي.
وقال محمود الأعصر، أحد سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لوكالة الأنباء الرسمية: “لقد صدمت بنبأ اغتيال هنية، خاصة أنه موجود خارج غزة في إيران (..) كنت أعتقد أن القيادات الفلسطينية، خاصة تلك الموجودة خارج غزة، تتمتع بحصانة دولية، لكن يبدو أن العالم أجمع تواطأ مع إسرائيل لإنهاء القضية الفلسطينية”.
ورغم أن العصار يقول إنه يعارض سياسيا نهج حماس، فإن هذا لا يعني أنه يقبل أن تقتل إسرائيل رموز المقاومة الفلسطينية بهذه السهولة.
ويقول إياد صيدم، وهو فلسطيني من مخيم النصيرات للاجئين، لـ«وكالة الأنباء الرسمية»: «مهما فعلت إسرائيل، فإنها لن تقضي على الوجود الفلسطيني أو القضية الفلسطينية، ولن تمنع الأجيال القادمة من مقاومتها».
ورأى صيدم أن اغتيال هنية يجب أن يدفع نحو الوحدة الفلسطينية في كل مكان، ليس في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة فحسب، بل في كل العالم، وأن على الفلسطينيين العمل على تشكيل جسم فلسطيني موحد يكون على رأس أولوياته مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المحلل السياسي من غزة حسام الدجاني لوكالة الأنباء الرسمية (تسنيم) إن “الاغتيال الإسرائيلي لم يكن مصادفة بل جاء كخطوة تتهرب بها إسرائيل من التزاماتها بوقف إطلاق النار، خاصة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستكمال المفاوضات”.
وأضاف أن “نتنياهو يدرك تماما أن وقف إطلاق النار يعني نهاية حياته السياسية، وهو لا يريد ذلك. لقد اغتيل (هنية) مثل أسلافه، ومن الممكن أن يواجه خلفاؤه مصيرا مماثلا. لكن من الواضح أن عقودا من هذه الاغتيالات لم تتمكن من إفشال المقاومة الفلسطينية، وأن قدراتها لا تزال تتطور وتقلب موازين القوى في المنطقة”.
وفي حين ينعى أهالي غزة هنية، فإن اغتياله يشكل جزءاً لا يتجزأ من سلسلة من الاغتيالات التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد قادة حماس، بما في ذلك السياسيين والنشطاء، منذ تأسيس الحركة الفلسطينية في عام 1987.
خلال الحرب الدامية الحالية ضد الفلسطينيين في القطاع الساحلي المحاصر، اغتال الجيش الإسرائيلي عدداً من قادة حماس، ومنهم أسامة المزيني، وأيمن نوفل، ومروان عيسى، وروحي مشتهى، وعشرات من القادة الثاني والثالث في الحركة الإسلامية.
وفيما يلي قائمة بأسماء أبرز قادة حماس الذين اغتالتهم إسرائيل على مر السنين:
عماد عقل
ولد عماد عقل في 19 يونيو 1971 في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة. اتجه عقل إلى تنفيذ عمليات عسكرية ضد جنود ومستوطني إسرائيل في الضفة الغربية، حيث كان الفلسطينيون قادرين على التنقل بين غزة والضفة الغربية في ذلك الوقت.
وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1993، حاصرت قوة عسكرية إسرائيلية منزلاً في حي الشجاعية بمدينة غزة كان يختبئ فيه، فقتلته مع أحد مساعديه عندما حاولا الهرب.
يحيى عياش
ويعتبر القائد يحيى عياش من أبرز وأهم القادة العسكريين في كتائب القسام والذي اغتالته إسرائيل واتهمته بالمسؤولية عن مقتل العشرات من الإسرائيليين بتنفيذ سلسلة من التفجيرات والعمليات الانتحارية داخل إسرائيل.
وفي أوائل عام 1996، نجح جهاز الأمن الإسرائيلي “الشاباك” في تسليم عياش هاتفاً مفخخاً، وبينما كان يتحدث مع والده في الضفة الغربية، تم تفجير الهاتف عن بعد، حيث تم التعرف عليه من خلال صوته.
خالد مشعل
في 25 سبتمبر/أيلول 1997، حاول عملاء الموساد، بناء على أوامر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومجلسه الأمني، اغتياله.
دخل العملاء الأردن بجوازات سفر كندية مزورة ومتنكرين في هيئة سياح. وانتظر اثنان منهم عند مدخل مكاتب حماس في العاصمة الأردنية عمان، وعندما دخل مشعل مكتبه، جاء أحدهما من الخلف ووضع جهازاً على أذن مشعل اليسرى يبث سماً سريع المفعول.
في البداية، اعتقد أن العملاء فشلوا في إيذائه، ولكن في وقت لاحق من اليوم أصيب بصداع شديد وبدأ يتقيأ. تم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى أردني، حيث تدهورت حالته بسرعة.
وفور وقوع الحادث، طالب العاهل الأردني الملك حسين نتنياهو بتسليم الترياق المضاد للسم، وهدد بقطع العلاقات الدبلوماسية ومحاكمة عملاء الموساد المعتقلين.
صلاح شحادة
ويعتبر صلاح شحادة هو مؤسس الجناح العسكري لحركة حماس، إذ أسس جهازاً عسكرياً تحت اسم “المجاهدين الفلسطينيين” قبل ثلاثة أعوام من الإعلان عن تأسيس حركة حماس أواخر عام 1987.
وبقي صلاح شحادة على رأس التنظيم حتى تحول إلى كتائب القسام عام 1991.
في 22 يوليو/تموز 2002، قتله جيش الاحتلال الإسرائيلي مع 18 شخصاً آخرين بعد أن هاجم منزله في حي الدرج بمدينة غزة.
اسماعيل ابو شنب
ويعتبر إسماعيل أبو شنب من أبرز مؤسسي وقيادات حركة حماس، وقضى أكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال بتهمة قيادة تنظيم حماس خلال الانتفاضة الأولى.
اغتالت إسرائيل إسماعيل أبو شنب في 21 أغسطس/آب 2003 بإطلاق خمسة صواريخ من مروحية عسكرية على سيارته.
أحمد ياسين
كان الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، وربما كان الشخصية الأكثر تأثيراً في تاريخها. ولد ياسين في عام 1936، وفي سن العاشرة من عمره، تعرضت قريته الواقعة بالقرب من عسقلان للتطهير العرقي على يد الجيش الإسرائيلي أثناء النكبة.
هربت عائلته إلى غزة كلاجئين.
تم اغتيال الشيخ أحمد ياسين، الذي كان يعاني من الشلل الرباعي، بصواريخ هيلفاير أطلقتها مروحية أباتشي إسرائيلية أثناء نقله على كرسي متحرك من صلاة الفجر في مدينة غزة في مارس/آذار 2004، وكان عمره 67 عاماً.
عبد العزيز الرنتيسي
كان طبيبًا وسياسيًا فلسطينيًا، وأحد مؤسسي حركة حماس، وأحد أبرز قادتها السياسيين.
وتولى قيادة الحركة عقب اغتيال الشيخ أحمد ياسين عام 2004، ولكن بعد أقل من شهر من توليه هذا المنصب اغتالته إسرائيل بإطلاق صاروخ على سيارته في مدينة غزة.
عدنان الغول
ويعد عدنان الغول من قادة ومؤسسي الجيل الأول لكتائب القسام ومساعدا ليحيى عياش، درس الغول الهندسة في الخارج، وصنع القنابل والصواريخ والقذائف محليا، مما أعطى حماس قدرات جديدة لم تكن لديها من قبل.
في 21 أكتوبر 2004، هاجمته طائرات حربية إسرائيلية وقتلته مع مساعده عماد عباس أثناء قيادته سيارته في مدينة غزة.
سعيد صيام
وبعد فوز حماس بالانتخابات في غزة عام 2006، تولى سعيد صيام وزارة الداخلية وشكل القوة التنفيذية المساندة للأجهزة الأمنية في قطاع غزة.
اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي صيام في غارة جوية على منزله في مدينة غزة خلال الحرب الإسرائيلية 2008-2009.
نزار ريان
وفي نفس الحرب الإسرائيلية عام 2009، اغتال الجيش الإسرائيلي نزار ريان، القيادي السياسي والعسكري البارز في حماس.
محمود المبحوح
وكان المبحوح هو المسؤول اللوجستي الرئيسي لحماس، وكان يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره الرجل المسؤول عن شراء الكثير من الأسلحة والمعدات للمجموعة.
في عام 2010، تم اغتيال المبحوح في غرفته بالفندق الذي يقيم فيه بدبي بعد تعقبه بدقة من قبل 11 عميلاً للموساد باستخدام جوازات سفر أجنبية.
حيرت وفاته الشرطة في البداية، حيث كان باب شقته مغلقًا من الداخل. وفي وقت لاحق، تم اكتشاف أن القتلة أعطوه مرخيًا قويًا للعضلات، ثم صعقوه بالكهرباء ثم اختنقوه بوسادة.
وتسببت عملية الاغتيال في وقوع حادثة دبلوماسية كبرى بسبب استخدام جوازات سفر بريطانية وأوروبية من قبل عملاء الموساد الإسرائيلي، مما دفع عدة دول أوروبية إلى بدء تحقيقات في أنشطة الموساد وحتى اعتقال أحد المشتبه بهم في بولندا بناء على طلب ألمانيا.
أحمد الجعبري
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 نجحت إسرائيل في الوصول إليه واستهدفته بغارة جوية أثناء تواجده في سيارة بالقرب من مجمع الخدمات في مدينة غزة، بعد أسبوع من عودته من الحج.
اتهمته إسرائيل بالمشاركة في عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2005.
رائد العطار
كان يشغل منصباً قيادياً في المجلس العسكري لكتائب القسام، وكان مهندس عملية اختطاف الجندي جلعاد شاليط.
تم اغتياله في غارة جوية على منزل في رفح بقطاع غزة عام 2014.
صالح العاروري
كان صالح العاروري أحد أبرز الشخصيات في هرم حماس، وكان له دور حاسم على الصعيدين السياسي والعسكري. وكان الرجل البالغ من العمر 57 عاماً نائباً لرئيس المكتب السياسي لحماس، وساعد في تأسيس الجناح العسكري للحركة، كتائب عز الدين القسام.
في 2 يناير 2024، قُتل العاروري في غارة إسرائيلية على مكتب في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان.
[ad_2]
المصدر