مع إعادة انتخاب تبون.. هل تتغير السياسة الخارجية الجزائرية؟

مع إعادة انتخاب تبون.. هل تتغير السياسة الخارجية الجزائرية؟

[ad_1]

فاز الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (78 عاما) بفترة رئاسية ثانية بعد فوزه بأغلبية ساحقة بلغت 84.3 في المائة من الأصوات في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، حيث صادقت المحكمة الدستورية في البلاد على النتائج يوم السبت.

كانت المحكمة قد حسمت المخالفات المزعومة في عملية الانتخابات التي أثارها معارضو تبون في طعنين. وقد تم تسجيل أكثر من 24 مليون جزائري من أصل 45 مليون نسمة للتصويت، وشارك منهم 46.1٪ في 7 سبتمبر.

وفي حين تظل القضايا الداخلية المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان وقمع الفضاء المدني في حالة تغير مستمر، يقول المحللون إنه عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، فلن يتغير الكثير.

وتعد فلسطين والصحراء الغربية من بين القضايا الدبلوماسية الأبرز بالنسبة للجزائر منذ عودة البلاد إلى الساحة الدولية بعد حرب أهلية استمرت عشر سنوات وانتهت في عام 2002.

ويعتبر التزام الجزائر بالقضية الفلسطينية حجر الزاوية في سياستها الخارجية، حسب المحلل السياسي نبيل كحلوش.

وقال كحلوش لـ«العربي الجديد»: «ارتكزت السياسة الخارجية الجزائرية منذ الاستقلال على دعم حركات التحرر والحفاظ على علاقات متوازنة بين الشرق والغرب، وموقف البلاد الثابت من القضية الفلسطينية هو استمرار للمبادئ التي حددت سياستها الخارجية».

ويرى كحلوش أن رفض الجزائر تطبيع العلاقات مع إسرائيل أمر منطقي، خاصة وأن الأراضي الفلسطينية لا تزال تحت الاحتلال العسكري.

وأوضح كحلوش أن “الجزائر لا يمكنها أن تناقض مبادئها التي تدعو إلى التحرير من جهة، وفي نفس الوقت تعزز الاحتلال”، مشيرا إلى موقف البلاد الثابت ضد التطبيع.

أكد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالجزائر محمد الحمامي، دعم الجزائر التاريخي للقضية الفلسطينية، مذكرا بأقوال الرئيس الراحل هواري بومدين: “نحن مع فلسطين، أكانت على حق أم على باطل”.

وأضاف الحمامي أن “الجزائر استضافت المجالس الوطنية الفلسطينية التي وحدت الصف الفلسطيني”، في حين تم “على التراب الجزائري” إعلان الاستقلال الفلسطيني في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، وهي وثيقة سياسية مهمة.

الجزائر كانت منذ فترة طويلة من المؤيدين الثابتين للقضية الفلسطينية. (Getty/File)

وأكد مسؤول الإعلام في مكتب حماس في الجزائر، عزيز الرنتيسي، أن الجزائر اليوم تقدم “خطابا سياسيا تقدميا” مقارنة بالموقف العربي العام، مشيرا إلى أنها “تحتضن رسميا فصائل المقاومة”، من خلال تقديم مظلة سياسية لها في المعركة الدائرة حاليا والتي تحاول عزل المقاومة الفلسطينية وتصنيفها بالإرهاب ومنع دعمها.

ويقول الرنتيسي إن قرار الجزائر باستضافة قادة المقاومة يؤكد عمق هويتها العربية والإسلامية، في وقت تخوض فيه فصائل المقاومة معركة حاسمة ستشكل نتيجتها مستقبل المنطقة في ظل مشروع التطبيع الذي يهدد أمن المنطقة وهويتها، وهو صمام أمان ضد التطبيع.

ويتفق الحمامي مع هذا الرأي، مضيفا أن الجزائر لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل طالما استمرت في قمع الشعب الفلسطيني.

“بل على العكس من ذلك”، كما يقول، “الجزائر تواجه وتقاوم بكل الوسائل المتاحة، ماديا وسياسيا”.

وفي عام 2024، بدأت الجزائر فترتها الممتدة لعامين كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، حيث قامت بدورها الدبلوماسي “باحترافية عالية”، بحسب الرنتيسي، واستخدمت شكلا فريدا من أشكال “الدبلوماسية النضالية” التي سلطت الضوء على انتهاكات إسرائيل.

ويضيف الرنتيسي أنه “رغم العيوب في النظام الدولي، تواصل الجزائر الدفاع عن الحقوق الفلسطينية بروح ثورية”، مشيرا إلى أنه بدعمها حققت فلسطين إنجازات استراتيجية فيما يتعلق بصورة إسرائيل الدولية والحقوق الفلسطينية.

وأضاف الحمامي أن الجزائر نجحت في التأثير على مواقف بعض الدول الغربية، وحشدت لها دعما كبيرا، خاصة خلال التصويت في الجمعية العامة على العضوية الكاملة لفلسطين وحصولها على مقعد بين أعضاء الأمم المتحدة في قاعة الجمعية.

وأشار كحلوش إلى أن المساعدة التي قدمتها الجزائر وضعت القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال مجلس الأمن، سواء في الاجتماعات الطارئة أو العادية.

وأضاف أن الجزائر قادت الضغوط السياسية في مجلس الأمن الدولي بينما سعت جنوب أفريقيا إلى اتخاذ إجراءات قانونية في المحاكم الدولية، مثل محكمة العدل الدولية، باستخدام نفوذها الجيوسياسي كلاعب رئيسي في الاتحاد الأفريقي لمنع إسرائيل من الحصول على صفة مراقب في الهيئة الأفريقية.

موقف الجزائر من الصحراء الغربية

وفي إطار دعمها لحركات التحرر، يقول كحلوش إن الركيزة الرئيسية الثانية للسياسة الخارجية الجزائرية هي موقفها من حق تقرير المصير لجبهة البوليساريو في الصحراء الغربية في نزاعها الإقليمي مع المغرب.

ويوضح كحلوش قائلا: “عندما انسحب المستعمرون الإسبان من الصحراء الغربية، كان هناك مقاتلون مقاومون على الأرض، لكن المغرب يواصل الاستيلاء على المنطقة بالقوة”.

“ومن منظور جيوسياسي، لا يمكن للجزائر أن تتجاهل مثل هذا الصراع على حدودها. فالجزائر لا تسعى إلى السيطرة على الصحراء الغربية، بل تعتقد أن القضية يجب أن تحل من خلال لجنة إنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة على أساس استفتاء تقرير المصير”، كما يقول.

وأكد سيدي محمد عمر، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة، أن دعم الجزائر ينسجم تماما مع قرارات الأمم المتحدة ويعكس “وفاء الجزائر لتاريخها الثوري واستجابتها لقرارات الأمم المتحدة دفاعا عن حقوق الشعوب المستعمرة في الحرية والاستقلال”.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، جدد الرئيس تبون التزام الجزائر بدعم القضايا العادلة وأعرب عن أمله في “إنهاء الاستعمار نهائيا من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة أفريقية، حيث لا يزال شعبها محروما من حقه الأساسي في تقرير المصير من خلال استفتاء حر ونزيه وفقا لخطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، التي اعتمدها مجلس الأمن في عام 1991 واتفق عليها الطرفان، لكنها لا تزال تنتظر التنفيذ”.

ويقول كحلوش إن هذا الموقف أثر على علاقات الجزائر مع المغرب ودول مثل فرنسا وإسبانيا التي لها مصالح مباشرة في المنطقة، مضيفا أن التزام الجزائر بالقضية الصحراوية، إلى جانب أكثر من 40 دولة تعترف بحق الصحراء الغربية في تقرير المصير، أثر على علاقاتها مع اللاعبين الدوليين الذين يستغلون هذه الانقسامات.

تم نشر هذه المقالة بالتعاون مع إيجاب

[ad_2]

المصدر