[ad_1]
وقال أبو سلمية (يسار) في مؤتمر صحفي “الأسرى الفلسطينيون يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب طيلة الوقت (…) بعضهم استشهد وآخرون فقدوا أطرافهم”. (غيتي)
بدموع الفرح والحزن احتضن الطبيب الفلسطيني محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء والدته وذويه وأحبائه بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد سبعة أشهر من الاعتقال والتعذيب المتواصل.
وأفرجت إسرائيل، اليوم الاثنين، عن أبو سلمية مع أكثر من 50 فلسطينيا عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، بحسب مصادر أمنية في غزة.
وقالت مصادر لـ”العربي الجديد”، إنه بعد وصول الأسرى، ومن بينهم أبو سلمية، إلى عمق قطاع غزة، تم نقلهم إلى مستشفيات الأقصى والناصر في دير البلح وخانيونس لإجراء الفحوصات الطبية لهم.
وقال أبو سلمية في مؤتمر صحفي عقده بمستشفى ناصر، إن “الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب طيلة الوقت (..) بعضهم استشهد وآخرون فقدوا أطرافهم”.
وأضاف أبو سلمية الذي بدا واضحا أنه فقد كمية كبيرة من وزنه: “بسبب قلة الغذاء والرعاية فقد الأسرى نحو 30 كيلوغراما من وزنهم (..) الأسرى يعيشون ظروفا مأساوية لم تحدث في تاريخ الشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948”.
ودعا أبو سلمية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم إزاء ما وصفه بـ”الإجراءات الإسرائيلية اللاإنسانية ضد الأسرى الفلسطينيين”.
وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أبو سلمية مع عدد من الطواقم الطبية أثناء توجههم عبر شارع صلاح الدين شرق مدينة غزة إلى جنوب قطاع غزة بعد أن هاجم جيش الاحتلال مستشفى الشفاء في ذلك الوقت.
من هو محمد أبو سلمية؟
أبو سلمية طبيب أطفال فلسطيني من مواليد مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة عام 1973. تولى منصب المدير الطبي لمستشفى النصر عام 2007، وتولى إدارة مستشفى الرنتيسي عام 2015، ثم أصبح مديراً لمستشفى الشفاء عام 2019 حتى اعتقاله بتاريخ 23/11/2023.
ودرس الشهيد (51 عاماً)، وهو أب لأربعة أبناء، في مدارس مخيم الشاطئ، وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1991 من مدرسة الكرمل بقطاع غزة، وكان من الطلبة المتفوقين والمتفوقين، بحسب ذويه.
درس الطب في العاصمة الأوكرانية كييف في جامعة بوغوموليتس الوطنية الطبية، متخصصاً في طب الأطفال، ثم عاد إلى قطاع غزة عام 1998، وحصل على البورد الفلسطيني في طب الأطفال عام 2013.
ومنذ تخرجه عمل في عدد من أهم المستشفيات في قطاع غزة.
في عام 2000 بدأ العمل كطبيب في مستشفى غزة الأوروبي بخان يونس حتى عام 2004، ثم عمل في مستشفى النصر للأطفال حتى عام 2013 وتولى منصب المدير الطبي للمستشفى ذاته في عام 2007.
وفي عام 2015 تولى إدارة مستشفى الرنتيسي للأطفال، وفي أواخر يوليو 2019 أصبح مديراً لمجمع الشفاء الطبي، أكبر مؤسسة طبية في قطاع غزة.
تولى منصب نائب نقيب الأطباء بغزة للمحافظات الجنوبية، قبل أن يتم تعيينه مديراً لمستشفى الشفاء.
وبحسب مصادر طبية فلسطينية، عمل أبو سلمية على تطوير وإنعاش مستشفى الشفاء، بداية من خلال ترميم مبنى الولادة القديم في المستشفى قبل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع عام 2023.
تم افتتاح قسم الطوارئ الجديد بتاريخ 10/7/2023، والذي أصبح أكبر قسم في الضفة الغربية وغزة والقدس، ويضم 62 سريراً، بالإضافة إلى 10 أسرة للعناية المركزة، كما عمل على تطوير الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية العاملة في هذا القسم.
أيقونة وطنية فلسطينية
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تولى أبو سلمية دوراً إعلامياً بارزاً بعد أن اضطر معظم الصحافيين إلى مغادرة مستشفى الشفاء عقب اقتحام جيش الاحتلال له.
وأصر أبو سلمية على مدار الساعة على إبلاغ العالم عن الأوضاع اللاإنسانية التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المستشفى، ومجازره بحق المدنيين والطواقم الطبية في المجمع الطبي.
وقال صحافيون فلسطينيون محليون لوكالة الأنباء الرسمية (TNA) إن أبو سلمية لم يتردد في تزويدهم بالإحصائيات الأخيرة، ما جعله مصدراً إعلامياً رئيسياً لكافة وسائل الإعلام.
ويأتي إطلاق سراح أبو سلمية ليجدد الاتهامات المتوالية لإسرائيل بـ”تعذيب الأسرى” والظروف اللاإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في سجونها.
كما أثار إطلاق سراح أبو سلمية عاصفة في إسرائيل، حيث تنصل المسؤولون من مسؤوليتهم عن اتخاذ القرار، خاصة بعد أن اتهمهم (الإسرائيليين)، فور وصوله إلى غزة، بممارسة “كل أشكال التعذيب ضد المعتقلين المدنيين”، معززاً اتهاماته السابقة.
من جانبه، ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإفراج عن أبو سلمية ووصفه بأنه “خطأ فادح”. وقال في تصريحات صحافية إن القرار اتخذ دون إبلاغ “القيادة السياسية”، مؤكدا أن “هذا الرجل المسؤول عن قتل رهائننا واحتجازهم يستحق السجن”.
في هذه الأثناء، قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير عبر منصة “إكس” إن “الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء الطبي في غزة، إلى جانب عشرات الإرهابيين الآخرين، هو تنازل للأمن”.
بدوره، قال جهاز الأمن الداخلي “الشاباك” في بيان صحافي، إنه كُلف إلى جانب الجيش الإسرائيلي بـ”الإفراج عن عشرات الأسرى من أجل توفير مكان في مركز اعتقال “سديه تيمان” المخصص لاحتجاز المعتقلين لفترات قصيرة”.
وأضاف جهاز الأمن العام (الشاباك)، أنه “في ضوء الحاجة الوطنية التي حددها مجلس الأمن القومي، تقرر إطلاق سراح عدد من المعتقلين من غزة الأقل خطورة، بعد إجراء تقييم واسع للمخاطر بين جميع المعتقلين”.
وقالت مصادر فلسطينية فضلت عدم ذكر اسمها إن “الخلافات الإسرائيلية حول إطلاق سراح أبو سلمية قد تدفع الإسرائيليين إلى اتخاذ قرار باغتياله وعائلته، على غرار الأطباء الذين قتلتهم إسرائيل”.
وترى المصادر أن إسرائيل تخشى أن يتحول أبو سلمية إلى شاهد بارز لمحاكمة جرائم جيشها في قطاع غزة وداخل سجونها.
[ad_2]
المصدر