منظمة حقوقية: إسرائيل تستخدم المياه "سلاحا" في غزة

نساء غزة يضطررن لاستخدام الرمال لتنظيف أطفالهن

[ad_1]

إن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على معبر رفح أدت ببساطة إلى تفاقم الأزمة في قطاع غزة. (جيتي)

تشهد أسواق قطاع غزة نقصاً حاداً وغير مسبوق في مواد التنظيف والعناية الشخصية، حيث تباع بأسعار باهظة تصل أحياناً إلى أكثر من عشرين ضعف قيمتها الحقيقية.

أدى الإغلاق الإسرائيلي المستمر لجميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ بداية حربها في أكتوبر/تشرين الأول إلى إحداث العديد من الأزمات لشعب غزة، مما أثر على الاحتياجات الأساسية، وأبرزها الغذاء والمياه والكهرباء والأدوية والإمدادات الطبية، فضلاً عن المنتجات الصحية والتنظيف.

إن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على معبر رفح أدت ببساطة إلى تفاقم الأزمة في قطاع غزة.

أم فلاح، امرأة فلسطينية نازحة، لم تتمكن من شراء أي نوع من المنظفات الصحية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بسبب ارتفاع أسعارها.

وتقول لـ”العربي الجديد”: “لشراء نصف لتر من الصابون السائل (محلي الصنع) أحتاج إلى 20 دولاراً أميركياً وليس لدي سوى ثلاثة دولارات لإنفاقها (…) يوماً بعد يوم يصبح الوضع مأساوياً بالنسبة لنا، لا أحد يستطيع أن يتحمله”.

وأضافت “لم أتمكن من استحمام أطفالي منذ أكثر من أسبوع بسبب عدم توفر الصابون والشامبو، والآن أصبحوا مصابين بالتهابات وأمراض جلدية، ولا أستطيع تركهم على هذا الحال لفترة طويلة لأن الأمراض ستقتلهم عاجلا أم آجلا”.

وتضطر أم فلاح إلى فرك أجساد أطفالها بالرمل قبل الاستحمام بماء البحر للمساعدة في التخلص من الأوساخ العالقة بأجسادهم. وتوضح “هذه عادة قديمة كان الناس يستخدمونها للتخلص من الأوساخ العالقة بأجسادهم، ثم الاستحمام بالماء”.

لكن أم فلاح تشير إلى أن الرمال نفسها ملوثة، خاصة وأن الناس يعيشون في خيام، مما يعني أن البعض يضطر إلى قضاء حاجته على الرمال. ولكن لا توجد خيارات أخرى أمام الفلسطينيين في غزة.

من جهتها، قالت حنان حرب، 35 عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال من مدينة غزة، وتقيم حالياً في خيمة بموازي خانيونس: “الحرب حرمتنا من كل الخيارات الممكنة، لذا أصبحنا مضطرين للتعامل مع ما هو متاح لنا ولا شيء آخر”.

وعلى غرار أم فلاح، تقوم حنان أيضًا بفرك أجساد أطفالها بالرمل، على أمل التخفيف عنهم وحمايتهم من الأمراض الجلدية التي يعانون منها منذ أسابيع.

“كنت أموت مائة مرة في اليوم حين أرى طفلي يصرخ من الألم بسبب إصابته بالجدري، ولم أكن أستطيع أن أفعل له شيئاً (…) وبعد أن تعافى قررت ألا أتركه مرة أخرى فريسة للأمراض الجلدية، وهذا ما دفعني إلى استخدام الرمل بدلاً من المنظفات الشخصية”، تقول.

وهذا نفس السبب الذي دفع ابتسام السيد من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إلى استخدام الرمل في تنظيف أدوات الطبخ، وذلك بسبب نقص الصابون ومواد التنظيف بشكل عام.

وتقول “بعد أن بدأ الصابون ينفد، قمت بترشيد استخدام مواد التنظيف لإطالة عمرها قدر الإمكان (…) ولكن الآن لم يعد لدي أي شيء يمكنني استخدامه، وليس لدي ما يكفي من المال لشراء الصابون في حال توفره في الأسواق”.

وبحسب مكتب الإعلام الحكومي الفلسطيني في غزة، فإن نسبة كبيرة من النازحين في قطاع غزة، والبالغ عددهم 1.9 مليون نسمة، يعانون من أشكال مختلفة من الأمراض المعدية جراء نزوحهم بسبب الهجمات الإسرائيلية.

وأشارت الأمم المتحدة والمنظمات الطبية في غزة إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين يعانون من أمراض جلدية عديدة، نتيجة لنقص النظافة الشخصية والمياه ومنتجات التنظيف.

وقالت الأونروا في بيان صحفي صدر مؤخرا إن “النفايات تتراكم في جميع أنحاء قطاع غزة، وينتشر البعوض والذباب والجرذان، إلى جانب الأمراض والأوبئة”.

ولفتت الأونروا الانتباه أيضاً إلى حقيقة مفادها أن الافتقار إلى خدمات الصرف الصحي المناسبة يؤدي إلى تفاقم الأوضاع.

قال طبيب الأمراض الجلدية والتجميل الدكتور نذير أبو رحمة لـ«ت.ن.ع» إن أزمة نقص مواد التنظيف خلقت أزمة كبيرة، خاصة لدى النساء، من بينها انتشار مرض «الإكزيما» (حالة تسبب جفاف الجلد وحكة والتهابات)، بسبب الاستخدام غير الآمن لمواد التنظيف المصنعة محلياً والتي لا يعرف تركيبها.

وأشار أبو رحمة إلى أن “الانتشار الملحوظ للقمل خلال الفترة الحالية بسبب قلة المياه وصعوبة الاستحمام في خيام الإيواء، فضلاً عن انتشار الفطريات بسبب الحرارة الشديدة والرطوبة العالية داخل الخيام”.

ويؤكد العاملون المحليون في صناعة مواد التنظيف أن نقص المواد الخام يحول دون تصنيعها محلياً بكميات كافية.

حتى انتهاء الحصار الإسرائيلي، يضطر سكان غزة إلى البحث عن بدائل للبقاء نظيفين، سواء الرمل، أو أوراق الشجر، أو الليمون (إذا كان متاحًا).

لقد أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى مقتل ما يقرب من 39 ألف شخص بشكل مباشر، معظمهم من النساء والأطفال، في حين ذكر تقرير نشرته مؤخرا مجلة لانسيت الطبية أن حوالي 186 ألف شخص لقوا حتفهم بشكل مباشر وغير مباشر.

[ad_2]

المصدر