مصر والسعودية تختتمان التمرين المشترك "السهم الثاقب 2024".

نيجيريا: زيارة الدولة التي قام بها تينوبو إلى فرنسا

[ad_1]

إن زيارة الدولة التي قام بها الرئيس بولا تينوبو إلى فرنسا تتجاوز مجرد الزيارة الرسمية ـ فهي بمثابة إعلان جريء لتطلعات نيجيريا ودعوة واضحة لنهضة أفريقيا.

وفي سلسلة من المناقشات رفيعة المستوى مع الرئيس إيمانويل ماكرون، أظهر تينوبو نيجيريا باعتبارها أكثر من مجرد دولة واعدة – إنها أرض مهيأة للتحول. ولم تكن هذه الزيارة مجرد تبادل للمجاملات الدبلوماسية، بل كانت لحظة حاسمة في رحلة نيجيريا نحو الشهرة العالمية.

وفي جوهرها، تناولت هذه الزيارة بعض التحديات الأكثر إلحاحا في أفريقيا: التعليم والأمن الغذائي والقدرة الاقتصادية على الصمود وتنمية رأس المال البشري.

اتفق تينوبو وماكرون على حقيقة أساسية: وهي أن مستقبل القارة يكمن في شبابها، والاستثمار في إمكاناتهم هو الطريق الأضمن نحو التقدم المستدام.

وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى التركيز العاطفي للرئيس تينوبو على التعليم. وكشف النقاب عن خطة طموحة للحد من العدد المذهل للأطفال غير الملتحقين بالمدارس في نيجيريا، ودعم مزيج من المبادرات المبتكرة للعودة إلى الفصول الدراسية وبرامج تنمية المهارات. إن تصريحه بأن “لا ينبغي لأي طفل في القرن الحادي والعشرين أن يذهب إلى فراشه جائعاً” ليس مجرد كلام بلاغة، بل هو أساس لفلسفة الحكم المتجذرة في العدالة، والفرص، والكرامة.

وتؤكد الإنجازات الملموسة التي حققتها الزيارة على أهميتها. الاتفاقيتان التاريخيتان، اللتان تبلغ قيمتهما مجتمعة أكثر من 300 مليون يورو، تمثلان فصلاً جديدًا في العلاقات النيجيرية الفرنسية. وتشمل هذه الشراكات البنية التحتية، والرعاية الصحية، والنقل، والزراعة، والطاقة المتجددة، وتنمية رأس المال البشري – وهي قطاعات استراتيجية تتوافق مع الأولويات التنموية لنيجيريا.

إن تأييد وكالة التنمية الفرنسية لـ “أجندة الأمل المتجدد” في نيجيريا يشير إلى تحول في التعاون الدولي من المساعدات إلى الشراكة. وترتكز هذه العلاقة المتطورة على الاحترام المتبادل والتطلعات المشتركة، كما يتضح من اعتراف ماكرون بنيجيريا باعتبارها “زعيمة عظيمة” لأفريقيا ورؤية تينوبو لقارة موحدة ومتمكنة.

وعلى الجبهة الاقتصادية، كانت الزيارة بمثابة درس رئيسي في إعادة تموضع نيجيريا. إن دعوة تينوبو للمستثمرين الفرنسيين لاستكشاف الفرص في المعادن الصلبة، والاقتصاد الأزرق، والتكنولوجيات الناشئة تعيد صياغة نيجيريا كوجهة ديناميكية وجاهزة للاستثمار. وكان وجود عمالقة الأعمال مثل أليكو دانجوت، وتوني إلوميلو، ومايك أدينوجا، سبباً في تعزيز الدور المحوري الذي يلعبه القطاع الخاص في دفع هذا التحول.

وكان توسع البصمة المصرفية النيجيرية في فرنسا لحظة فاصلة أخرى. الاتفاقيات التي تمكن البنك المتحد لأفريقيا (UBA) وبنك زينيث من إنشاء عمليات في باريس تمثل حقبة جديدة من التكامل المالي عبر الحدود والدبلوماسية الاقتصادية.

وتم التعامل مع الأمن والهجرة، وهما قضيتان حاسمتان لكلا البلدين، بصراحة منعشة. إن اعتراف تينوبو بالتحديات الأمنية التي تواجهها نيجيريا والتزامها بالحلول التعاونية والمتقدمة يسلط الضوء على النهج الناضج والعملي في التعامل مع الشراكات العالمية.

وبعيدًا عن المقاييس الصعبة، احتفلت الزيارة بالتبادل الثقافي والاحترام المتبادل. وقد سلط تكريم ماكرون للرموز النيجيرية مثل وول سوينكا وفيمي كوتي الضوء على اعتراف فرنسا بالتراث الثقافي الغني لنيجيريا. وتتجاوز مثل هذه اللفتات الصور النمطية، وتعزز الروابط الأعمق بين الدول.

وكانت تصريحات الرئيس تينوبو في حفل العشاء الرسمي ذات صدى خاص. وكانت رؤيته لنيجيريا التي تتحرر من دورات التخلف التنموي وتخلق مستقبلاً من الرخاء للأجيال القادمة قد ضربت على وتر حساس. إن تركيزه على إصلاح الهياكل الاقتصادية ورفض جمود الماضي يشير إلى وجود قيادة ملتزمة بالتغيير التحويلي.

ومع ذلك، وفي رأي هذه الصحيفة المدروس، فإن الاختبار الحقيقي لهذه الزيارة التاريخية يكمن في تنفيذها. ويجب أن تتجسد الاتفاقيات الموقعة في تحسينات ملموسة في البنية التحتية والتعليم والفرص الاقتصادية. إن تعهد تينوبو بتفكيك الحواجز المالية، وحماية حقوق العمال، وتهيئة بيئة صديقة للاستثمار، لابد أن يترجم من الوعود إلى الممارسة.

تمثل زيارة الدولة هذه لحظة محورية لنيجيريا. إنه يعكس تحولًا من الدبلوماسية التفاعلية إلى المشاركة الإستراتيجية الاستباقية التي تضع الأمة كمنافس عالمي جاد. وبالنسبة لفرنسا، فهي توفر فرصة لإعادة تعريف شراكاتها الأفريقية، والانتقال إلى ما هو أبعد من ظلال التاريخ الاستعماري إلى مستقبل من الاحترام المتبادل والتعاون.

قم بالتسجيل للحصول على النشرات الإخبارية المجانية AllAfrica

احصل على آخر الأخبار الإفريقية التي يتم تسليمها مباشرة إلى صندوق الوارد الخاص بك

نجاح!

أوشكت على الانتهاء…

نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك.

لإكمال العملية، يرجى اتباع التعليمات الواردة في البريد الإلكتروني الذي أرسلناه إليك للتو.

خطأ!

حدثت مشكلة أثناء معالجة إرسالك. يرجى المحاولة مرة أخرى لاحقا.

وفي عالم يتصارع مع الأزمات العالمية المعقدة، تعد الشراكة النيجيرية الفرنسية منارة لما هو ممكن عندما تتعامل الدول مع الرؤية والاحترام والهدف المشترك. إنه نموذج للتعاون الدولي الذي يَعِد بالتقدم الثنائي والأمل في نظام عالمي أكثر شمولاً وإنصافاً.

وفي وطننا نيجيريا، سوف تكون الأولوية لاتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق نوايا الاتفاقيات الموقعة. ونأمل أن يتكرر نفس الحماس الذي استقبلت به الزيارة ونتائجها في قيادة العمليات التي ستضمن استفادة نيجيريا بشكل حقيقي من هذه الزيارة المثيرة للاهتمام.

وباعتبارها قوة كبرى في العالم، فإن فرنسا سوف تكون حريصة للغاية على الوفاء بدورها في الاتفاقيات التي تم التوصل إليها. والأمر متروك لنيجيريا والنخبة الحاكمة للتوقف عن الكلام والشروع في الرحلة الفعلية لتطبيق النوايا المعلنة لتحقيق النتيجة المرجوة.

[ad_2]

المصدر