[ad_1]
منذ عام 2021، دخلت الجزائر والمغرب في مواجهة دبلوماسية على الرغم من دعوات العاهل المغربي المستمرة للمصالحة والحوار. (غيتي)
في مدينة وجدة الحدودية المغربية، تقف خديجة، امرأة مغربية، بين عشرات الأشخاص، وهي تلوح بحماس تجاه أحبائهم على الجانب الآخر من السياج – الحدود الجزائرية.
يتكشف هذا المشهد كجزء من طقوس يومية في وجدة المغربية ومغنية الجزائر، وهو شهادة على الرابطة الدائمة بين هذين الشعبين، اللذين يتحدثان بلهجات متشابهة، ويرقصان على نفس الموسيقى، وفي عدة حالات، ينتميان إلى نفس العائلات. . ويأملون يومًا ما في إعادة فتح حدود زوج بغال التي تقسم البلدين.
منذ عام 2021، دخلت الجزائر والمغرب في مواجهة دبلوماسية على الرغم من دعوات العاهل المغربي المستمرة للمصالحة والحوار.
لكن مقابلة أجريت مؤخرا مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تحدث فيها عن الرباط كجارة، بعثت الأمل لدى الشعبين الجزائري والمغربي في إنهاء الأزمة.
وقالت خديجة التي كانت تأتي إلى الحدود بانتظام وتغادر في نهاية المطاف وهي تبكي “آمل أن ينتهي هذا قريبا. أفتقد عائلتي هناك. لم أرهم منذ عامين منذ أن أوقفوا الرحلات الجوية (المباشرة)”. وأضافت: “لأنني أشعر بالعجز”.
في 31 مارس/آذار، ظهر تبون في مقابلة مطولة مع قناة حكومية محلية كجزء من حملة لزيادة حضوره الإعلامي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولم يعلن بعد عن ترشحه رسميا لولاية ثانية.
إليكم التصريحات التي أدلى بها الرئيس الجزائري والتي بعثت الأمل في نفوس الشعبين.
“لا مزيد من الانقسام العربي”
وعندما سُئل عن قضية الصحراء الغربية، رفض الرئيس تبون مناقشتها، مشيراً إلى أنه لا يريد الخوض أكثر في “الانقسام العربي”.
وهذا الرد غير عادي من مسؤول جزائري، نظرا للدعم الصريح الذي تقدمه الدولة لجبهة البوليساريو، وهي حركة تدعو إلى استقلال الإقليم عن المغرب.
وبمجرد استيلاء المغرب على الجزء الأكبر من الصحراء الغربية في السبعينيات، بدأت الجزائر في تقديم الدعم العسكري لجبهة البوليساريو وسمحت لقادتها، فضلا عن العديد من اللاجئين الصحراويين، بتثبيت وجودهم على الأراضي الجزائرية.
ومنذ ذلك الحين، دعمت الجزائر باستمرار مطالب البوليساريو، مما زاد من تمزيق علاقاتها مع الرباط.
اتحاد جديد في المغرب العربي
كما تعهد تبون باستبدال اتحاد المغرب العربي، وهو مشروع وحدة إقليمية فاشل مقره في الرباط، بمشروع جديد لم يتم تسميته بعد.
وفي أوائل شهر مارس/آذار، اجتمعت الجزائر وتونس وليبيا في الجزائر العاصمة لمناقشة جدوى مشروعهم. ومع ذلك، أكد تبون أن الأعضاء الآخرين في اتحاد المغرب العربي، مثل المغرب وموريتانيا، مرحب بهم للانضمام إلى الكتلة الجديدة.
وقال خلال المقابلة “هناك اتفاق على إنشاء كيان ليس ضد إحدى دول اتحاد المغرب العربي. سنحاول الاتحاد والتنسيق في مواضيع معينة”.
ويعاني اتحاد المغرب العربي، الذي يضم خمس دول من شمال أفريقيا، من الشلل منذ سنوات بسبب الخلافات السياسية بين أعضائه. ويمثل الاتحاد، الذي تأسس عام 1958، سوقًا يضم أكثر من 100 مليون مستهلك.
وأضاف الرئيس الجزائري في معرض حديثه عن الكتلة الإقليمية الجديدة “مقاربتنا مدفوعة بالفراغ القائم على المستوى الإقليمي”.
وفي حين أن هذه التلميحات قد تشير إلى بداية صداقة جديدة، فإن بعض المحللين يزعمون أنها قد تكون مجرد أمل كاذب آخر للمصالحة التي طال انتظارها بين الدولتين.
وقال البروفيسور سعيد صديقي للعربي الجديد: “من غير المرجح أن تغير الدولتان استراتيجياتهما الدبلوماسية خلال السنوات القليلة المقبلة”، معتبراً أن الجزائر والمغرب تتنافسان على القيادة الإقليمية اليوم.
منذ استقلالهما، كانت الجزائر والرباط في مواجهة دبلوماسية مستمرة، مع إغلاق الحدود واستدعاء المبعوثين كلما تصاعدت التوترات.
ويرى صديقي أن السبيل الوحيد أمام زعماء المنطقة لإنهاء ثأرهم المستمر منذ عقود هو إيجاد “طرق متوافقة للحوار والتعامل بحكمة مع النزاعات المشحونة تاريخيا”. إلا أن هذا الحوار لم يعقد بعد بين قادة الدولتين المتجاورتين.
[ad_2]
المصدر