إصلاح المدونة المغربي يضع حقوق المرأة في صناديق الاقتراع

يعتبر قانون الأسرة الجديد في المغرب بمثابة انتصار للمساواة بين الجنسين

[ad_1]

تغيير القوانين هو خطوة أولى ضرورية، لكننا نحن المغاربة نحتاج إلى المضي قدما لتغيير الأعراف الاجتماعية، تقول ياسمينة بن سليمان. (غيتي)

بعد سنوات من الدعوة الدؤوبة من قبل الناشطين النسويين والمجتمع المدني لإدخال تغييرات ملموسة على مدونة الأسرة المغربية، المعروفة باسم المدونة، سمعنا صوتنا أخيرا عندما أمر الملك محمد السادس بإجراء إصلاحات في غضون ستة أشهر.

حان الوقت. وفي 30 مارس/آذار، سلمتها اللجنة المكلفة بالمراجعات رسميا إلى رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش.

هذه الدعوة للإصلاحات لم تأت دون ضجيج. وقد أثار جدلاً مثيراً للجدل، وسلط الضوء على انقسام مجتمعي كبير ومعركة بين المُثُل التقدمية والأعراف الأبوية الراسخة.

من المهم الإشارة إلى أن الدستور المغربي لعام 2011 يضمن بالفعل المساواة بين الرجل والمرأة، لكن المدونة الحالية عمرها أكثر من 20 عامًا وعفا عليها الزمن للغاية.

“لطالما قوبل التغيير بمعارضة شرسة من بعض فئات المجتمع المغربي، والأمر ليس سهلا على الناشطات النسويات”

لقد نشأت في كنف أم عازبة، وقد شهدت الظلم تلو الظلم عندما يتعلق الأمر بحقوق المرأة في بلدي، من قوانين الميراث غير العادلة إلى تسويات الطلاق المؤلمة بدون معاش تقاعدي، مما يزيد من وصمة العار لكوني أماً عازبة.

لقد قوبل التغيير دائمًا بمعارضة شرسة من بعض فئات المجتمع المغربي، ولم يكن الأمر سهلاً على الناشطات النسويات. لقد تلقيت تهديدات ومضايقات مستمرة عبر الإنترنت من حسابات متصيدين تختبئ وراء عدم الكشف عن هويتي، مما أجبرني على مغادرة X (Twitter).

تحكي هذه المقاومة بعمق عن القضايا الأوسع المتعلقة بعدم المساواة بين الجنسين وسوء تفسير الدين لإدامة الهيمنة الأبوية، والتي يتم القيام بها بطريقة تخدم النخبة الذكورية، كما قالت مؤسسة الحركة النسوية الإسلامية المغربية فاطمة المرنيسي.

ويرى معارضو الإصلاح، الذين يتقاسمون إلى حد كبير الأيديولوجيات الأبوية والمحافظة والذكورية، أن أي تقدم في حقوق المرأة يمثل تهديدًا مباشرًا لامتيازاتهم الذكورية. إن ردهم – الذي يتراوح بين الاعتداءات الشديدة على الناشطين في مجال حقوق المرأة إلى التهديد بالذهاب إلى حرب أهلية بسبب المدونة الجديدة – يظهر الخوف العميق من فقدان القدرة على الحكم فيما يتعلق بحياة المرأة وحريتها وحقوقها.

“إن الظلم في أي مكان يشكل تهديدًا للعدالة في كل مكان، ومن مسؤوليتنا الجماعية أن نقف ضده.”

بيان قوي من مجموعة نسوية سوانا متضامنة مع غزة وفلسطين:

— العربي الجديد (@The_NewArab) 7 نوفمبر 2023

على سبيل المثال، تعرضنا لانتقادات بسبب رغبتنا في إزالة جميع الثغرات التي تسمح بزواج الأطفال. وفي عام 2021، تم الإبلاغ عن 19 ألف حالة. بالنسبة لنا، الأمر غير مفهوم: كيف يمكن لأي شخص أن يتغاضى عن إجبار طفل على الزواج قبل سن 18 عامًا؟ وحتى الفتيات المغربيات يناضلن من أجل حقهن في القضاء على زواج الأطفال.

إن المعارضة التي واجهناها في محاولتنا حماية القاصرين من الزواج القسري هي رمز لهذا الخوف من فقدان السيطرة. وبمجرد أن تكتسب الإصلاحات التي تعزز المساواة زخما، فإن ردة الفعل العكسية، التي يمكن التنبؤ بها والاستراتيجية، غالبا ما تتنكر في هيئة أداة دينية للإكراه والترهيب.

لكن الخوف من التغيير لا يمكن أن يكسر هذا الزخم. إن النضال من أجل مدونة أكثر تقدمية ليس مجرد قضية قانونية، ولكنه أيضًا قضية اجتماعية ودعوة لكل شخص يتوقع مجتمعًا تكون فيه المساواة بين الجنسين حقيقة تتجاوز الأحكام الدستورية.

تشير هذه الموجة الجديدة من المقاومة إلى قدرة هذه الإصلاحات على تغيير مجتمعنا. إنه يوضح أن الأنظمة الأبوية التي كانت تضطهد النساء يمكن إسقاطها أخيرًا.

من الممكن أن توفر إصلاحات المدونة الجديدة المزيد من الحماية للنساء في القضايا القائمة منذ فترة طويلة مثل زواج الأطفال، والميراث، والطلاق، والوصاية، والزواج بين المرأة المغربية والأجانب، من بين أمور أخرى.

ويمكنها أن تبدأ عملية هدم الأسس القانونية لعدم المساواة بين الجنسين، ومنح المرأة المغربية الحرية والحماية بموجب القانون. إن عواقب هذه الإصلاحات حاسمة، لأنها تمنح المرأة الفرصة لتولي مسؤولية حياتها، ماليا وشخصيا، وتمكينها من المساهمة بشكل أكبر في المجتمع المغربي في الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

إن إلغاء زواج الأطفال دون استثناء سيغير حياة الآلاف من الفتيات، مما يسمح لهن بالحصول على التعليم وعملية التنمية الشخصية دون أغلال الزواج القسري المبكر.

إن مراجعة قوانين الميراث والطلاق ستمنح المرأة الأمن والعدالة التي كانت مستحقة لفترة طويلة، وهو ما يمكن اعتباره علامة بارزة نحو المساواة بين الجنسين في المغرب.

“إن مصير المغرب في أيدي أولئك الذين لديهم الشجاعة الكافية لقبول هذا التحول، والوقوف إلى جانب أولئك الذين يناضلون من أجل العدالة، وجعل حقيقة أن المساواة ليست مجرد مثال دستوري بل حقيقة واقعة للجميع”

ومع ذلك، فإن تغيير القوانين ليس سوى جزء من أجزاء العملية برمتها. والحقيقة أن التغييرات القانونية لا تؤدي تلقائياً إلى تغيير في عقليات الناس.

إن النضال من أجل مدونة أكثر عدالة يعني أيضًا تغيير المواقف والمعتقدات المجتمعية للناس. يتعلق الأمر بتفكيك المعتقدات الأبوية التي يمكن استخدامها كأداة لكسر قيود كل من النساء والرجال في مجتمع غير متساوٍ.

يعد تغيير القوانين خطوة ضرورية ولكننا بحاجة إلى المضي قدمًا لتغيير أعراف المجتمع. وهذا يتطلب المناصرة والتعليم والحوار المستمر لترجمته إلى تغييرات حقيقية في حياة ملايين النساء في المغرب.

إن مصير المغرب في أيدي أولئك الذين لديهم الشجاعة الكافية لقبول هذا التحول، والوقوف إلى جانب أولئك الذين يناضلون من أجل العدالة، وجعل حقيقة أن المساواة ليست مجرد مثال دستوري بل حقيقة واقعة للجميع.

تتميز الرحلة نحو المساواة بين الجنسين في المغرب بهذا النضال المزدوج: وضع وتنفيذ القوانين التي تدافع عن المرأة وتعززها، وبناء مجتمع يدعم ويمارس المساواة في جميع جوانب الحياة. إنه كفاح مشترك ضد النظام الذي يحولنا، نحن النساء، إلى مواطنين من الدرجة الثانية.

وفي هذه اللحظة، يقف المجتمع المغربي على مفترق طرق فيما يتعلق بهذا النضال. ستكون نتيجة المدونة الجديدة إما التحرك نحو العدالة والمساواة أو البقاء في أغلال الأعراف الأبوية.

الطريق أمامنا مليء بالعقبات، لكن طموح وإصرار العديد من النسويات المغربيات وحلفائهن ينير الطريق.

ياسمينة بن سليمان هي ناشطة نسوية، ومستشارة، ومدربة لتمكين المرأة، ولديها التزام قوي بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. وهي مؤسسة Politics4Her، وهي منظمة غير ربحية تدعو إلى المشاركة الشاملة للشابات والفتيات في السياسة والقيادة.

هل لديك أسئلة أو تعليقات؟ راسلنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: editorial-english@newarab.com

الآراء الواردة في هذا المقال تظل آراء المؤلف ولا تمثل بالضرورة آراء العربي الجديد أو هيئة تحريره أو طاقمه.

[ad_2]

المصدر